الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد الشافعي فرعون يكتب : ومن الاستحواذ ما قتل


- حرص الحزب الوطني ( المنحل ) خلال عصره الذهبي بداية من الثمانينيات الى أن تم حله بحكم القانون في 2011 م على الإستحواذ على كل مفاصل الدولة سواء الرئيسية منها أو الثانوية بدءا من رئاسة الجمهورية وإنتهاءا بمحليات المحافظات والمدن والقرى ، الأمر الذي دفع بالكثيرين من أصحاب المصالح وهوى السلطة وبريقها من فئات الشعب الى المبادرة بسرعة الإنضمام اليه ، والمفاخرة بنيل عضويته ، وبذل المزيد من الجهد بالتعاون مرة ، والدعم المالي مرة أخرى ، أو بالمساعدة بترويج أفكار الحزب ومبادئه وسط العامة من الناس أو بإستخدام الإعلام المسخر لهم ، كما لجأ البعض الى نيل عضوية الحزب للحصول على بعض المكاسب حتى وإن قلت ، أو خوفا من أن تطوله يد الداخلية .
كان الكثيرون يرون في تلك العضوية نوعا من الحماية والحصانة من يد أمن الدولة التي طالت وطالت حتى غطت كل نواحي الدولة ، فكانت تفرض من تشاء من المتعاونين معها أو الذين ترضى عنهم ، و تدفن من تغضب عليهم وإن ظلوا أحياء ، حتى شاع الفساد وإنتشر الظلم ، وراجت أسواق الواسطة والمحسوبية ، وأصبح لكل شيء في مصر ثمن ، تحصل عليه عندما تدفع الثمن المطلوب ، فهربت عقول كثيرة الى الخارج تفاديا لمطاردة أمن الدولة ، وهروبا من المسؤولية أمام الشعب ، وأغلق البعض الآخر بابه على نفسه تفاديا للصدام مع النظام ، وخلت الساحة للحزب وأعضاءه فباعوا ما إستطاعوا من مصر ، وكان الشعب هو المحطة التالية.

وكان لهذا الليل الأسود الطويل أن ينتهي فقامت ثورة (25) يناير ، حيث خرجت جموع الشعب بكل فئاته بكل ميادين وشوارع مصر في المدن والقرى لوضع نهاية لهذا الليل الطويل الأسود الذي طال زمانه ، وكان لابد أن يكون له نهار تشرق فيه شمس الحرية والعدالة من جديد على ربوع مصر .

وإنتهي الليل الأسود الطويل وإن بقيت بعض آثاره والتي حتما ستزول هي الأخرى ، ليضم السجن كل رموز هذا الليل الأسود بما فيهم رئيس الجمهورية ليمضوا الباقي من أعمارهم خلف قضبان الليل الأسود لينالوا حظهم منه مثلما أذقوا منه الشعب المصري ، وهي نهاية حتمية لدولة الظلم وإن طال زمانها ، فتلك عدالة السماء التي تمهل لكنها أبدا لا تهمل وإن طال الوقت .

وتعلمنا من الرياضيات أنه إذا كانت المعطيات واحدة فلابد أن تكون النتائج أيضا واحدة ، والتاريخ دائما يعيد نفسه مع دولة الظلم التي تبدأ بالإستحواذ وتنتهي بالظلم ليكون فيه نهايتها ، فهل قرأ الإخوان المسلمين التاريخ جيدا وإستوعبوا الدرس ؟
سؤال ستجيب عليه الأيام القادمة وهي ليست ببعيد .