الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسرائيل تقوم بالواجب في سوريا !


الغارات الإسرائيلية العنيفة على نواحي ومطار دمشق ومنطقة الكسوة. والتي استهدفت مواقع ومراكز اتصالات ومخازن السلاح لفيلق القدس الإيراني. نقلة نوعية في المواجهة بين إيران وإسرائيل من جهة. ومع ميليشيات إيران وذراعها الطولي – فيلق القدس- من جهة أخرى.

إسرائيل على لسان رئيس وزرائها نتنياهو أكدت أنها لن تسمح لإيران بالتموضع في سوريا. وأن غاراتها على مواقع الفيلق الشهير جاءت ردًا على إطلاق صاروخ على شمال إسرائيل.

كما نشرت صورًا للمواقع المستهدفة. فتل أبيب لم تتبرأ من الغارات العنيفة ولكن أكدتها. كما أن خطاب نتنياهو أكد على مواصلة واستمرار هذه الغارات طالما استمرت إيران في التقدم والتموضع بقواتها وعناصرها في سوريا.

على الطرف الآخر هدد قائد القوات الجوية الإيرانية بإزالة تل أبيب من الوجود وقال إن طهران تنتظر فرصة المواجهة معها!

والحاصل فأنا لا أعلم أي مواجهة يتحدث عنها أو ينتظرها قائد القوات الجوية الإيرانية مع إسرائيل؟! وهى تدك ثكنات ومواقع فيلق القدس في دمشق وتكبدها خسائر فادحة ونحو 21 قتيلا جراء الغارات.

الحاصل أن هناك تفوقًا جويًا إسرائيليا في سماء المعركة بين إيران وتل أبيب على الأراضي السورية. وأن طهران لم تنجح في إسقاط ولو طائرة واحدة من الطائرات التي قامت بدك مواقعها. وهو ما يؤشر إلى أن تل أبيب ستواصل ضرباتها وهجماتها على مواقع إيران وميليشياتها سواء في سوريا أو خارجها.

ووفق ما تم تداوله على نطاق رسمي داخل إسرائيل فإن تل أبيب قامت بشن نحو 2000 غارة على مواقع ميليشيات إيران طوال العام الماضي في سوريا ومواقع حزب الله دون أن تجرؤ طهران على البوح بذلك!

كما أنها قامت بمسح مواقع ميليشيات إيران في العراق وحددت أماكن تموضعها سواء على الحدود العراقية – السورية أو داخل المحافظات العراقية.

وبالنظر الى ما تقوم به إسرائيل من غارات جوية داخل سوريا أو خارجها ضد الميليشيات الإيرانية فهذا لا يعد جريمة من وجهة نظري لأنها حرب بين محتل ومحتل آخر.

فإسرائيل تحتل هضبة الجولان السورية وإيران تحتل كامل دمشق ولها ما يزيد على 150 ألفًا من عناصر الميليشيات في سوريا. الضحية هنا هى الأراضي العربية السورية التي أصبحت مشاعًا ومتاعًا لكل مغامر وطامح!

في نفس الوقت فأنا أعتقد أن الغارات الإسرائيلية العنيفة على رؤوس ميليشيات إيران- وهى بالمناسبة رد الفعل الوحيد على هذه العصابات ونشاطاتها- قد تعوق تحركاتها قليلًا وتوقف مطامحها.

ولا أعلم بلدًا في التاريخ جند مثل هذه الميليشيات وينفق عليها مثل إيران.

إذن الغارات الاسرائيلية على سوريا معركة لا تخصنا إلا من ناحية انها تعوق ذئاب ايران عن التقدم لقضم مزيد من الأراضي العربية وتصفية حسابات بين محتلين لسوريا.

لكن التوقف أمامها يكون من جهة أخرى شديدة الأهمية وهى أنها تبشر بمواجهة كبيرة حتمًا بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية. وهذه المواجهة هى التي ستجرنا إليها جرًا لأنها لن تكون غارات جوية في الأغلب ولكن معركة كاملة. الأرجح أن تدور رحاها في العراق خلال الأسابيع القليلة القادمة.

وهذه المعركة في حال تفجرت بشكل واسع وخرجت عن إطار السيطرة فإن ذلك سيكون مدعاة لمأساة جديدة في الشرق الأوسط.

ويبدوا أنه كتب على هذه المنطقة الخراب والدم وسيطرة العصابات وبلطجة إسرائيل ويبدو أن هذا سيستمر لزمن قادم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط