الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نبيلة مكرم وكبار السن بالخارج


أظل أؤمن إيمانا هائلا بأهمية الخبرة التراكمية في الحياة، ويظل إيماني لا يتزعزع بضرورة الاستماع والإنصات إلى أصحاب الخبرة الطويلة، فهم خبروا من الحياة ما لم يخبره الأجيال التي ولدت بعدهم، ولهم من التجارب ما ليس لغيرهم من الأجيال التالية.

إيمان عميق لدي في أن جيل "الشيوخ" من مصريي الخارج يمكنه أن يساهم بشيء عظيم في نهضة مصر؛ فهذا الجيل عاش تجربة عظيمة، إنه عاش حياتين في حياة، فهذا الجيل جميعه وُلِد في مصر وعاش ردحا من عمره بين منازلها، وعاش القسط الأوفر من حياته خارج الديار، وتعايش مع العديد من الجنسيات، وواجه العديد من المعضلات، وانتصر أغلبه في معركة الوجود، فحافظ على مصريته واكتسب انتماءً جديدا.

وبغض النظر عن وجه الاستفادة - التي هي محققة حال تم الالتجاء إليهم- فإنني أرى أنه من الضروري الاهتمام بهذا الجيل من قبل السيدة السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، ولابد من وجود مظاهر لاهتمام الدولة المصرية بهم، فهم بكل تأكيد يستحقون أن يستشعروا بدفء حضن الوطن في هذا السن من العمر.

ومن هنا فإنني أطالب السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد بالبحث عن وسيلة للالتقاء بهذا بجيل "شيوخ" المصريين بالخارج، وإقامة لقاءات تجمعها بهم مرة، وتجمعهم بعضهم البعض مرة أخرى، تلك اللقاءات التي يمكن أن يكون لها مردود طيب على نفوس أساتذتنا، حيث تشعرهم باهتمام الدولة متمثلة في الوزارة التي تم إنشاؤها خصيصا لرعاية أبناء مصر في الخارج، تلك الرعاية التي نرى أن هذا الجيل هو - والجيل الأحدث - الأولى بها.

نعلم أن هناك منهم من قام بتربية أبنائه تربية رائعة وغرس فيهم الهوية المصرية، ونشَّأهم على حب الوطن، وهناك العديد منهم ينعم بمشاعر الأسرة الدافئة، وحُرِم بعض آخر من هذا حضن الأسرة فأقام في دور المسنين، ذلك الذي نرى أن مثل هذه اللقاءات والاجتماعات ستكون بالنسبة له فرصة رائعة لاستشعار الحياة المصرية التي يفتقدها ويحن إليها، حتى ولو لم يُظْهر ذلك.

إن الغالبية من هذا الجيل - مثلهم في ذلك مثل جميع الأجيال - تقف في خندق الدولة المصرية، وكما أن هناك بعضا منهم عكس ذلك، وإن كنا نزعم أن موقف البعض الأخير نتيجة لخلل في الرؤية، لا نستبعد أن يكون لعامل السن دخل فيه.

ومع ذلك فإننا لا نطالب باستبعاد هؤلاء من تلك الدعوة التي ندعوها للدولة متمثلة في وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، فلربما كان شعور هذا البعض بالتهميش دور في هذا الموقف الذي يقفه من الدولة المصرية، خاصة أن ما يرددون- والمثال هنا السيد "إ. ف" - هو نتاج لتصورات ذهنية خاطئة، تقودهم لاستنتاجات أقل ما توصف به أنها مضحكة! تلك التي تدعونا لتشديد طلبنا من السفيرة نبيلة مكرم لاحتواء هؤلاء، ليس بكل تأكيد قلقا مما يقولون، بل إنها أخلاقنا التي تدعونا لمحاولة مساعدتهم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط