الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معركة طهران وواشنطن في سوريا والعراق


الصراع بين طهران وواشنطن أخذ أبعادا كبيرة على مدى الفترة الماضية. وبالخصوص بعدما أعلن الرئيس دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق النووي. والذي كان بمثابة الجسر الاقتصادي والسياسي بين طهران من جهة والولايات المتحدة الأمريكية والغرب من جهة أخرى.

فانسحاب ترامب من هذا الاتفاق رفع الغطاء الدولي عن إيران وأوضح للعالم عدوان النظام الحاكم في طهران ورفض واشنطن تصرفاته.

في نفس الوقت، فإن انسحاب ترامب من الاتفاق النووي أعقبه إعادة فرض العقوبات الاقتصادية عليها.

وفي الظروف السياسية الراهنة، فإن التوقعات بنشوب معارك حقيقية بين طهران وواشنطن تتزايد يوما بعد يوم. بسبب زيادة حدة الاحتقان بين الطرفين من جهة. واقترابهما من بعضهما البعض في المناطق الساخنة في سوريا والعراق.

والحاصل أن الأمور على الخارطة السياسية والاستراتيجية في كلا البلدين تتغير باستمرار. فبعدما أعلن الرئيس ترامب سحب قواته من سوريا فإنه وعلى الأرجح تراجع في قراره على الأرض بعدما بدت معارضة شديدة للقرار داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية. وكيف انه قرار خاطىء في توقيت حساس.

فترك الساحة السورية لإيران وروسيا الآن وباقي التنظيمات الإرهابية مثل النصرة وداعش وغيرهما خطأ فادح. ولذلك فعلى الأرض وكما قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم فإن ترامب لم يسحب قواته ولكنه زاد عددها.

وإزاء الجدل الذي ثار ولم يتوقف حول سوريا بعد قرار ترامب . فإن الأمور هناك تتجه ان لم يكن فعلا قد دخلت في صدام حقيقي.

فإيران تجهز نحو 10 آلاف عنصر من ميليشياتها لدخول سوريا. واسرائيل على الطرف الآخر لم تتوان في ضرب واستهداف ميليشيات ايرانية وفيلق القدس الإيراني. والأوضاع في سوريا تشبه تكتل بين قوتين. صحيح أمريكا لم تدخل المعركة بعد بغارات جوية أو قصف مدفعي ولكن التحركات على الأرض توحي بخطوة القادم في سوريا. لأن واشنطن لن تسلم دمشق هكذا لإيران للأبد. وكان هذا مفهوما ومحددا في الرسائل التي خرجت من واشنطن لروسيا وغيرها خلال الفترة الماضية.

وإيران بالطبع لن تفرط في مكاسبها السياسية والاستراتيجية والاقتصادية على الأرض بسوريا.

في العراق الوضع ازاد سخونة. فبقرار مفاجىء من الرئيس ترامب أعادت القوات الأمريكية انتشارها في مدن ومحافظات سنية عراقية عدة. وأصبحت هذه القوات في مواجهة مباشرة مع عناصر الحشد الشعبي والذي يصنف على أنه ميليشيا إيرانية بامتياز.

الرئيس ترامب بدوره لم يخف رغبته ولا هدفه في نشر مزيد من قواته داخل المدن العراقية وقال بوضوح" إن هدفه مراقبة إيران".

وإزاء هذه التغيرات على الأرض فإن صدام وشيك مرتقب. ليس فقط لأن قوات أمريكا وعناصر قوات إيران أصبحت وجها لوجه. ولكن لأن أهداف هذه وتلك متصارعة ومتناقضة.

لكن ماذا عن رد الفعل السوري والعراقي ذاته على هذه التحركات؟

الحق أن العراق يعيش مرحلة مضطربة ولا يمكنه اللحظة ان يرد على أمريكا أو يواجه إيران.

وفي سوريا فإن النظام السوري يستمد قوة اضافية من وقفة روسيا وايران بجانبه. لكن مع هذا لا يمكنه مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية.

والخلاصة فالصراع بين قوى النفوذ والسيطرة في العالم العربي أصبح علنيا وفجًا وأصبحت البلدان العربية فقط أرض لتغيير الخرائط.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط