الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تقول لأ.. وأقول لأ


اليوم عيد الحب الذى تم استحداثه طبقا لحكاية القديسين الذين يحملان إسم ( فالنتين)، الأول كان يعيش في روما يعمل قسيسًا، وقد قتل حوالي عام 269 بعد الميلاد وتم دفنه قرب طريق (فيا فلامينا) ودفنت رفاته في كنيسة سانت براكسيد في روما.

أما الثانى فهو القديس فالنتين الذي كان يعيش في تورني وكان أسقفًا لمدينة (انترامنا) (الاسم الحديث لمدينة تورني) تقريبًا في عام 197 بعد الميلاد، ويُقال إنه قد قُتل فترة الإضطهاد التي تعرض له المسيحيون أثناء عهد الإمبراطور أوريليان. وجرى دفنه أيضًا قرب (فيا فلامينا). 

يسجل بعض المؤرخين أن أول إرتباط تم تسجيله لعيد الحب بمفهوم الحب الرومانسى قد ورد في القصيدة التي كتبها (جيفري تشوسر) وكان مطلعها : وفي يوم عيد القديس فالنتين - حين يأتي كل طائر بحثًا عن وليف له .
بعد ذلك قام (إيريك شميدت) بتتبع التغيرات التاريخية التي طرأت على الإحتفال بعيد القديس فالنتين في الأربعينات من القرن التاسع عشر، و كتب قائلًا: (لقد أصبح يوم القديس فالنتين عطلة قومية في البلاد على الرغم من أنه لم يكن كذلك في الماضي) 

فى منتصف القرن التاسع عشر تم إصدار بطاقات عيد الحب بأعداد كبيرة من الورق المزين بزخارف الدانتيل لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت (إستر هاولاند )هي أول من أنتج هذه البطاقات وقامت ببيعها بعد ذلك بوقت قصير، حيث استلهمت أفكارها من إحدى بطاقات عيد الحب التي تم إرسالها إليها، ويعنى ذلك أن عادة إرسال بطاقات عيد الحب كانت موجودة في إنجلترا قبل أن تصبح شائعة في أمريكا الشمالية.

منذ عام 2001، قامت (الرابطة التجارية لناشري بطاقات المعايدة) بتخصيص جائزة سنوية تحمل اسم "جائزة استر هاولاند لأفضل تصميم لبطاقات المعايدة." وتُقَدّر الرابطة التجارية لناشري بطاقات المعايدة في الولايات المتحدة الأمريكية أن عدد بطاقات عيد الحب التي يتم تداولها في كل أرجاء العالم سنويًا يبلغ حوالي مليار بطاقة، الأمر الذي يجعل هذا اليوم يأتي في المرتبة الثانية بعد عيد الميلاد من حيث كثرة عدد بطاقات المعايدة التي يتم تداولها فيه.وتشير تقديرات الرابطة إلى أنه في الولايات المتحدة الأمريكية ينفق الرجال في المتوسط ضعف ما تنفقه النساء تقريبًا على شراء بطاقات عيد الحب . وقد أسهمت زيادة شعبية الإنترنت في مطلع الألفية الجديدة في ظهور تقاليد جديدة خاصة بالاحتفال بعيد الحب، حيث يستخدم الملايين من الناس الوسائل الرقمية لتصميم وإرسال رسائل المعايدة الخاصة بعيد الحب.

إذن فقد تحول عيد الحب من يوم لذكري دينية، إلي يوم يتذكر فيه كل شخص من يحب بعمل بطاقة تحمل طابعه الشخصى و الروحى، إلي مناسبة يستغلها تجار أي شيء وكل شيء وتحويله إلي سلعة، وكالعادة بمهارة الإنجليز ثم الأمريكان ثم العدوي لبقية أرجاء المعمورة المهووسة بالتجارب الغربية رغم تكشف قبح أهدافها غير النبيلة.

ولكن ليكن عيد الحب الذى يجب أن نسعي بكل طاقاتنا لننشر قيمه النبيلة ومجتمعنا فى أمس الحاجة للتشبث به اليوم، أود الحديث عن أغنية من أرقي أغانى الحب وهى للمبدع فريد الأطرش حيث تقول ( تقول لأ، وأقول لأ، وتقول قلوبنا آه، ملوش حق، يقول لأ، اللى بيقصد آه) كلمات تبدو خفيفة الظل لكنها بكل بساطة التعبير تعنى الكثير عن فلسفة الحب وحالة الصراع التى تنشأ مع بدايات نبض القلب ومحاولة العقل للسيطرة عليه، فيدعوك مأمون الشناوى للاستسلام لمشاعرك، لخوض تجربتك، للسير مع تيارك الجارف الذى سيأخذ وجدانك لرحابات واسعة من السعادة والألم والشوق، حتي تتعرف علي ذاتك، ويتعلم عقلك ووجدانك قيمة الحب فى حد ذاته، ذلك الشعور النبيل الذى يجعل من كل شخص عايشه صاحب وجدان قيم وله ثقل- بغض النظر عن نتيجة ذلك الحب- تجربتنا تساعدنا علي النضوج ومعرفة قيمة الأشياء التى نملك والأشخاص المستمرين فى حياتنا ، وكلما عايشنا تجارب مشاعرنا بالصدق الكافى، كلما نضجت بصيرتنا بقدر كافى أيضا للسير نحو طريق الحقيقة نتلمسه ويسكن أرواحنا.

دمتم بحب أتمني أن يصبح قيمة راسخة وطريقا، كما دعت له كل الديانات والفلسفات والأدبيات للوصول إلي الحقيقة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط