الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حنان عيد مكاوي تكتب: الأسرة وبناء المجتمع فى الإسلام

صدى البلد

الأسرة هى وحدة بناء المجتمع وهى اللبنة الأساسية وعليها يتوقف بناء المجتمع أو إفساده, ولهذا يجب بناء هذه الأسرة على أسس منهجية قوية.

ولهذا أولاها التشريع الإسلامى بالرعاية ووضع لها الأسس التى تحفظها وتحميها من عواصف هوجاء تؤثر على استقرارها مما يؤثر فيما بعد على المجتمع ككل.

بل وحدد التشريع الإسلامى حقوق وواجبات كل فرد فى الأسرة بعناية ودقة.

وبما أن الأسرة هى أساس المجتمع وخليتة الأولى التى تمده بالسواعد القوية والعقول الراقية التى ترسى له دعائم التحضر, فوضع الله لها الأسس الشرعية والمنهج القويم الذى ينبغى أن تبنى عليه فهذه الأسرة لا تتكون إلا بالزواج.

ويبدأ هذا الزواج بالخطبة.

والخطبة هى إظهار الرغبة فى الزواج بأمرأة معينة يشعر هذا الرجل بالميل لها ويرغب فى الارتباط بها وأن تكون زوجته ,فهى درجة متوسطة بين التفكير فى الزواج وإبرام عقد الزواج الموثق.

ولأن الله عز وجل عظم قدر المرأة فى الإسلام وحفظ لها كرامتها فأوجب أن يكون إفضاء رغبة الرجل بالارتباط بها لأهلها وليس بينه وبينها (ولكن لا تواعدوهن سرا )235 البقرة وإذا التزم الإنسان المسلم بهذه المبادئ الأساسية التى وضعها الإسلام لسد باب من المفاسد والمشاكل التى تظهر فيما بعد.

والزواج وتكوين أسرة من الأمور ذات الشأن العظيم والتى لها أهمية خطيرة فى حياة الإنسان ولهذا وجب لهذه العملية مقدمات وهى..

أولا أخذ رأى الفتاة فإذا أبدت موافقتها صارت الخطبة ,بعد ذلك يبدى كل طرف من العاقدين مطالبه ورغباته فإذا تلاقت الرغبات أقدما على العقد.

وهنا يظهر لولى أمر الفتاة نية الرجل إن كان جادا ويلتزم بكلمته أم لا, حتى يكون مطمئنا على ابنته وهذا الاطمئنان ينتقل لابنته لأن عقد الزواج عقد أبدى ولهذا يجب على الولى التبصر.

وعليه أن يحدد فترة الخطبة التى تتيح لكل طرف التعرف جيدا إلى الآخر ويترويان فيها جيدا ويقلبان الأمور على شتى جوانبها حتى يحددان إتمام عقد الزواج أم لا.

الإطار الشرعى للخطبة :
وضع الإسلام الإطار الشرعى للخطبة الذى يتفق مع الفطرة السليمة والخلق القويم ووضعها فى الإطار الأمثل المعتدل الذى لا إفراط فيه ولا تفريط.

فقد أجاز أن يرى الخاطب والمخطوبة بعضهما ولكن (دون أن يختلى بها ) وتكون هذه الرؤية فى بيت أسرتها وبين أهلها ,فهذه الرؤية تتيح لكل طرف التعرف على صفات وطباع الطرف الآخر وروى بن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ,أنظرت إليها؟ قال لا قال: اذهب فانظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ,قال المغيرة فنظرت إليها فتزوجتها.

هنا نرى حرص الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم رؤية المخطوبة قبل الإقدام على الزواج بها وإذا رأى الرجل من يريد الزواج بها ورأى محاسنها رغب فيها وذلك وسيلة تمنع الغش والتحايل فلا يجوز أن يتحجج الولى بالدين ويمنع رؤية الفتاة حتى وإن كانت ترتدى نقابا ,وتكون هذه الرؤية بعلمه وبموافقة المخطوبة ورضاها .
ولاينبغى للخاطب الاتصال بمخطوبته ولا الخروج معها.

نجد هناك من يؤيد خروج الفتاة مع خطيبها بحجة أن ينبغى أن يدرس كل منهما الآخر ويتعرف على طباعه وتقافته وطرق تفكيره وكيفية معالجته للأمور الحياتية ونرد على هؤلاء الذين يظنون أن الإسلام ضيق عليهم بأحكامه.

ماذا لو حدث عدم إتمام هذا الزواج كيف يكون وضع الفتاة فى مواجهة المجتمع فيما بعد وغير ذلك أن كلا من الخاطب والمخطوبة يظهر بأجمل مافيه فى فترة الخطوبة ولا يبدو بحقيقته والله أعلم بما فى الصدور والضمائر ,وأصبحنا نرى شبابا كثر يقومون بعدة خطوبات حتى يخرج مع الفتاة ويقضى وقتا معها وبعد ذلك لا يتمم الزواج .
وإذا أختلى بها كيف نأمن العواقب ,وكيف نضمن أن يتحكما فى غريزتيهما إذا ألحت وضعفا عن المقاومة ,وأعرض بعد ذلك الخاطب عن الزواج تجنى الفتاة وأسرتها العار طيلة الحياة .

رأينا كثيرا من هذه المشكلات ومازلنا نرى وظهر فساد عارم فى المجتمع فى المجتمع وانهيار أخلاقى بسبب عدم إتباع منهج الله فى هذه الفترة ولم يضيق الله أحكامه ولكن حفظ للمرأة وأسرتها كرامتها بأطر شرعية سليمة.

ونقول إن الشرع لم يغلق الباب نهائيا بل أتاح الرؤية فلا يجوز منعها منعا باتا أو إباحتها على إطلاقها ونظمها بحكمة ودقة فرسم الإسلام طريق التعرف بين الخطيب ومخطوبته وبين الأسرتين حتى إذا تم الزواج وأثمر الثمرة المطلوبة شرعا .