الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

غادة حمادة تكتب : مظلوميات الإخوان ومدرسة الشيخ كشك

صدى البلد

تصدرت إحدي تغريدات القنوات الإخوانية مقولة الشيخ الاخواني عبد الحميد كشك بأنه لو قسم الظلم لمائة جزء لكان بمصر وحدها ٩٩ جزءا منه... وذلك لترويج مظلومية اعدام الارهابيين المدانين في قضية اغتيال النائب العام... فتجعلنا هذه المقولة نتذكر احدي ادوات الجماعة الارهابية التي نجحت في التأثير علي الوعي الجمعي المصري بل والعربي ايضا.

فمع كل موجة من حملات التشكيك في احكام القضاء والتكذيب لبيانات اجهزة الشرطة والجيش ومقدرة هذه الحملات في التأثير علي قطاع ليس بالقليل من المجتمع لحملة المظلوميات والكربلائيات التي تقودها قنوات الاخوان الاعلامية ولجانهم الالكترونية علي وسائل التواصل الاجتماعي... فنتعجب جميعا من وجود هذا التيار المناهض لمؤسسات الدولة ويلاحقونها دائما اما بالتكفير أو التشكيك أو التكذيب...

وليس هناك اي عجب فقد كان هدف الاخوان الأساسي منذ نشأة منظمتهم الارهابية الترويج لفكرهم ونشر أدبياتهم من مباديء الحاكمية والولاء والبراء والجهاد ضد الطاغوت والدولة الكافرة بشعبها الذي يغرق في ملذات الجاهلية الاولي مهدرين بذلك دماء الجميع من اجل اقامة دولة الخلافة المنشودة... وهذا مانصت عليه كل كتابات ابن تيمية والمودودي وسيد قطب وعبد السلام فرج وتراها في قناعات الجماعات الاسلامية الجهادية والتكفيرية من القاعدة الي داعش وغيرهم من الفصائل الاخري.

وكانت انجح اداة تم اسخدامها للتأثير علي الوعي الجمعي للمصريين هو الشيخ الاخوانجي عبد الحميد كشك الذي تربع علي المنبر لسنوات طويلة وتلاه ركب كبير من شيوخ الفتنة والتطرف الذين اعتلوا المنابر لعقود مقلدين مدرسته ومنهجه والذين لم يترددوا فيه عن إستخدام اسلوبه في الشتائم والسباب والتهكم والتحقير وترويج الاشاعات والاكاذيب ومناصبة العداء ونشر التكفير لكل حكام مصر وجميع مؤسساتها وعلي راسها الجيش والشرطة والقضاء... ولنتذكر فقط بأن تسجيلات الشيخ كشك كانت توزع بالمجان في الجامعات وفي مواقف الميكروباصات والاتوبيسات.

عبد الحميد كشك كان اول من روج لفكرة الظلم والتعذيب بالسجون المصرية بقصص خرافية فكاهية لايصدقها عقل لتعذيب المؤمنين حفظة القرآن واغتصاب الفتايات الحرائر واستخدام الصعق الكهربائي وتكسير عظام الايدي والارجل وانتهاك اجيال الشباب بالسجون...

 هو اول من كفر رجال الجيش والشرطة علانية بالمساجد واطلق عليهم جنود الطاغوت ورجال فرعون واول الهالكين... فكان من الطبيعي ان تجد هذا العداء الشديد بين اي فرد صغر ام كبر من المنتمين للجماعة للجيش المصري ومؤسسات الدولة... 

وكان من الطبيعي ايضا ان تسمع الهتافات بعد ٢٥ يناير بأن يسقط حكم العسكر بعد ان تسيد الإخوان المشهد في التحرير... وكان من الطبيعي بلا شك ان تتصدر كل بيانات وفيديوهات الجماعات الارهابيه الخارجة من رحم الاخوان نفس كلمات الشيخ كشك فى اصدار بياناتها التي تشكك في نزاهة القضاء وعمليات الجيش والشرطة... وكان من الطبيعي اخيرا ان يعتبر كل الارهابيين المنتمين للجماعة بمختلف توجهاتهم ان تحرير القدس ونصرة الاسلام واقامة دولة الخلافة ستبدأ من تحطيم الجيش المصري وسقوط جميع مؤسسات الدولة المصرية.

والذي لايخفي علي احد النجاح المنقطع النظير لجماعة الإخوان مع ظهور كم ليس بالقليل من الشباب المتطرف المنحرف فكريا القادر علي القتل والتفجير والانتحار في مواجهة الدولة وفريق آخر مؤيد ومبرر لافعالهم الاجرامية... فإن كانت كتابات السابقين هي من قدمت الافكار التكفيرية الا ان السيد كشك وامثاله من شيوخ الفتنة هم من استطاعوا الي تحويل تلك الافكار المكتوبة الى اقوى آلة اعلامية متسربلة بعباءة الدين بأسلوب مبسط... فخرجت اجيال كامله من المصريين على عداء تام للدولة وتتقبل ببساطة فكرة اسقاطها ومعادات اجهزتها الامنية والقضائية...

وستجد ان الشيخ عبد الحميد كشك نفسه قائد واستاذ مدرسة شيوخ التكفير والتطرف لم يكن ليتخيل يوما هذا القدر من النجاح لخطه الاخوان الشيطانية فى خلق جيل كامل من الارهابيين والانتحاريين ويتبعهم فريق كامل من المتعاطفين المتسلفين او المتأخونين فكريا الذين ينحازون وبنجرفون ببساطة خلف أكاذيب الالة الاعلامية الاخوانية... فنحن نحصد الآن ثمار اكبر عملية غسيل فكري ومحو للعقول باستخدام الدين حدثت في العصر الحديث والتي ان لم نتداركها بحزم سندفع ثمنها عبر سنوات قادمة من الأغتيالات والتفجير والتخريب والهدم للدولة.

وفي النهاية محاربة الارهاب لايجب ان تقتصر فقط علي قتل واعدام الارهابيين وهدم اوكارهم والقضاء علي منصاتهم الاعلامية ولكن يجب القضاء علي مدرسة عبد الحميد كشك ومثيلاتها وهدمها وبيان فسادها... بمحاربة اصل عقيدة الاخوان واجتثاث جذورها وتوضبح الافكار الهدامة التي تحركها والتي تهيء مناخ خصب لتوالد وتكاثر اجيال جديدة من الارهابيين... ولايجب ان يتهاون احدا عن دوره من اعلام وفن ومؤسسات دينية وتعليمية حتي لانري مزيدا من الشباب الصغير السن الذي يقتل نفسه وغيره وهو سعيد لانه يجاهد في سبيل الله ليحظي بمرتبة الشهادة ويكافأ بالحور العين.