الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قاسم سليماني.. رأس حربة النظام الإيراني"2-2"


في الجزء الثاني من مقالي حول دور الجنرال قاسم سليماني- قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني- خارج طهران وفق أيديولوجيتها. لا يمكن ان يخرج الحديث عن إنجازه العسكري الأشهروالفضيحة الأعظم في تأسيس ميليشيات وعصابات مرعبة وجيوش موازية في كل الدول التي دخلها.

ومن خلال هذه العصابات المسلحة التي أنفق على تسليحها وتدريبها الكثير استطاع سليماني أن يوجد دورًا لطهران خارج حدود بلاده وأن يحقق نظرية الولي الفقيه عمليًا بالتوسع في الخارج والتمدد في دول الجوار.

والعراق بالنسبة لسيليماني كان هو رمانة الميزان فبمجرد أن وطأت أقدامه أرض العراق واستطاع بأسلوبه الشهير في تجنيد موالين لإيران سواء من معارضي الرئيس الأسبق صدام حسين أو من مناصري إيران.. استطاع السيطرة على بغداد والتدخل في تشكيل حكوماتها واحدة بعد الأخرى.

ومن العراق كانت الغزوة الميليشياوية الثانية لقاسم سليماني في سوريا. وبالاعتراف الأخير لقائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري نجحت إيران في تجنيد نحو 200 ألف عنصر في سوريا والعراق والانفاق عليهم.

وخلال المأساة السورية التي استمرت نحو 7 سنوات كاملة منذ 2011 كان الوجود الإيراني في سوريا هو وجود ميليشيوي من الدرجة الأولى سواء من خلال فيلق فاطميون أو زينبيون أو ميليشيا حزب الله التي يديرها حسن نصر الله في لبنان.

وبأوامر وبخطط سليماني استطاعت هذه الميليشيات تغيير الواقع على الأرض وفي الحرب. وهناك أحاديث دولية كثيرة عن انتهاكات وجرائم حرب علقت بعناصر هذه الميليشيات سواء في حلب أو في الغوطة الشرقية أو خان شيخون.

صحيح أن عصابات سليماني المسلحة -وهذا أمر معروف دوليًا كما أن الولايات المتحدة الامريكية تتصدى لها بشكل مباشر وكذلك دول مجلس التعاون الخليجي- أبدت انزعاجها منه..

وغيرت هذه العصابات نتيجة الحرب لصالح النظام السوري لكن وجودها من الأساس مرفوض على تشكيلها الطائفي والميليشيوي.

في نفس الوقت فإن المهام الحقيقية لهذه الميليشيات قد اتضح خلال اللقاء الأخير لرؤساء أركان الجيوش في سوريا والعراق وإيران وهو إعلان تأسيس جيش التحرير الشيعي بقيادة طهران. وهو جيش مشترك قوامه 200-250 ألف عنصر يستبيح الحدود بين الدول الثلاثة وهو مؤشر خطر ومهامه تثير الفزع.

مهمة سليماني في رعاية العصابات المسلحة وفي تقوية عضدها لم يقف عند العراق أو سوريا فقط. لقد فعل سليماني هذا بمهارة أيضا مع ميليشيا حزب الله اللبنانية والتي اكتسبت شهرة مدوية على قدرتها على التصدي لإسرائيل في جنوب لبنان. رغم أن هذا يحتاج إلى تدقيق كبير وتبيان الحقيقة فيما تم وما كان في هذه النقطة بالتحديد.

وانتهت قصة اسرائيل في جنوب لبنان منذ أكثر من 10 سنوات لكن لم تنته قصة ميليشيا حزب الله والتي كانت هذه بداية سيطرتها على لبنان بأموال وأسلحة إيرانية ومستشارين إيرانيين.

ومن العراق وسوريا إلى اليمن كانت عصابات سليماني المسلحة من الحوثيين هى المتصدرة للمشهد خلال السنوات الماضية. وبسببها ضاع اليمن وذهب في غياهب الجب وفي حرب أهلية مستعرة استمرت على مدار السنوات الماضية.

والحقيقة أن هناك أسئلة عديدة تحيط بالجنرال سليماني وعصاباته..

اولها السؤال عن سر هذه الاستراتيجية في تجنيد العصابات والميليشيات والانفاق عليها رغم حاجة إيران لكل هذه الأموال؟

وأيضا سر التمسك بهذه الاستراتيجية وإيكالها إلى سليماني رغم أن إيران دولة كبيرة ودولة نفطية من المقام الأول والتركيز عليها وعلى شعبها ومقدراته كان أفضل من كل هذه الأموال المهدرة.

ورغم كل ما كتب وقيل وما سيكتب لاحقا فإن الحقيقة الوحيدة أن ظهور هذا الجنرال – قاسم سليماني- على رأس الأحداث قد كلف إيران الكثير وكلف المنطقة أكثر وجعل من طهران قوة هادمة وتصنف ككيان إرهابي وداعم للإرهاب على مستوى العالم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط