الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أرض توشكي !




وقعت عينى على عبارة "السيسى يزرع الأمل فى توشكى" لتتصدر مانشيت جريدة أخبار اليوم بتاريخ ١٦ مارس الجارى، وأنعشت الكلمات ذاكرتى حول سنوات الضياع ونزيف المليارات فى هذه القطعة المظلومة من تراب مصر الغالية ..وفتح المانشيت شهيتى وأثار فضولى لقراءة التفاصيل فى الصفحة الداخلية عسى أن أعثر فيها على بارقة أمل تجدد أحلامنا الكبيرة فى أرض توشكى التى صارت مقبرة لـ "غُزاة العصر" من أباطرة الفساد ومحترفى إهدار أموال الدولة ولصوص الأراضى من فصيلة الـ "٥ نجوم" منذ عهد مبارك البائد!.
وبالاطلاع على الأرقام والمعلومات الواردة فى التقرير الصحفى عن تطورات المشهد فى توشكى، نكتشف خطة تنمية شاملة تستهدف الوضع هناك وانطلاق عجلة العمل والإنتاج فى مزارع ومساحات المنطقة الشاسعة لخلق مدينة متكاملة على أسس علمية وسكنية دقيقة ومدروسة .. وأبرز ما فى الأولويات هو توفير المحاصيل الأساسية وتنشيط الاكتفاء الذاتى من احتياجات المصريين الزراعية وصولا إلى تحويل هذه البقعة السوداء فى ثوب الوطن إلي مشروعات صناعية جاذبة للاستثمار وحاضنة لآلاف الأيدى العاملة بما يخدم قطاع الشباب فى المجتمع ويفتح أبواب الرزق والسعادة لملايين الأسر لتسكن أرضا جديدة تنبت فيه الزهور وتثمر عن مدينة تخفف من التكدس السكانى فى العاصمة والمحافظات القديمة.
والقاصى والدانى يعلمان عن يقين أن "توشكى" كانت مرادفا لنهب خيرات البلاد واستغلال كنوزها وثرواتها أسوأ وأخطر أنواع السرقة والقرصنة .. وعلى هذه الأرض اُرتكبت جرائم التفريط فى حقوق الشعب وإجهاض أحلام بسطائه وفقرائه .. والتحرك الأخير لإنقاذ هذا المشروع القومى من الفناء نقطة قوة أضافها النظام السياسى لرصيده فى الشارع إلا أنها تخضع لشروط قاسية حتى تنجح فى مقصدها، وفى مقدمة تلك الشروط ضمان النزاهة والشفافية وسرعة الإنجاز فى إجراءات إحياء توشكى لتخرج من غرفة الإنعاش وتعود إليها الحياة ..
وزرع أذرع الشباب وخريجى الجامعات وصغار العمال والفلاحين والحرفيين من مختلف المهن فى كل شبر من المدينة المهجورة لنشهد مساحات خضراء ونقطف ثمار عرقهم وعطائهم .. وتقتضى التجربة التفكير جديا فى تمليك هؤلاء الشباب نسبة من أراضى المشروع لغرس روح الانتماء لـ "أرض الأحلام"، انطلاقا من أن أكثر الناس حرصا على الأرض هم أصحابها شرعا وقانونا .. ولايوجد أصدق وأخلص من شباب البلد لحماية مشروعاتها وصونها من "أنياب" مصاصى دماء الشعوب.
وعلى نفس المستوى، ترتبط نتائج خطة العمل فى توشكى بالقدرة على مراقبة الأحداث على أرض الواقع والمتابعة اليقظة لسير تنفيذ عملية البناء والتعمير وتحصين حركة التصدير والإنتاج بقوانين صارمة وعادلة لاتسمح بالتلاعب ولاتترك ثغرة لأى تجاوزات أو انتهاكات مالية مثلما عشنا فى الماضى .. وبذلك نستطيع بكل ثقة وإيمان بالمستقبل أن نحلم ثانية بموعد مع السعادة و"جنة" الرخاء والسلام .. فى أرض الأحلام .. توشكى سابقا!.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط