الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بدنا نعيش.. غزة المنكوبة تنتفض ضد حماس


جاءت المظاهرات الفلسطينية الأخيرة ضد حركة حماس في قطاع غزة، ضمن حراك "بدنا نعيش"، من جانب عشرات الآلاف من الفلسطينيين الغاضبين من حكم الحركة في القطاع وممارساتها، لتشير إلى العديد من الأمور.

في مقدمتها أن حركة حماس -التي قدمت نفسها للجماهير الفلسطينية باعتبارها حركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي- فشلت في ترويج هذا الخطاب في الداخل الفلسطيني قبل أن تفشل في ترويجه في الخارج، كما أن إدارتها للسلطة على مدى 13 عامًا كاملة كانت فشلًا يجر فشلًا يلد فشلًا.

فحياة الفلسطينيين داخل القطاع لم تتقدم قيد أنملة، والقطاع برمته تحول إلى كيان منفجر يهرب إليه الدواعش والإرهابيون وأنصار ولاية سيناء والقاعدة والجهادية السلفية وغيرهم.

وفيه تحولت حياة نحو مليوني فلسطيني داخله إلى بؤرة جحيم، وأصبح الخيار لدى مئات الآلاف من ساكنيه هو "بدنا نعيش" ونرفض المقاومة على طريقة حماس، كأن تطلق صاروخين على مستوطنات إسرائيلية غير مأهولة أو صحراء النقب ثم تقوم بعدها إسرائيل بدكِّ القطاع، أو كأن تختطف جنديًّا إسرائيليًّا -هو جلعاد شاليط- فيعاقب بالتدمير والتهلكة نحو مليوني فلسطيني وتدكُّ منازلهم خلال عدوان إسرائيلي وحشي عام 2006.

وخلال التظاهرات الحالية سقط الكثير من الأقنعة عن وجه حماس؛ فقد بدا تسلطها وإجرامها والرد على المتظاهرين بكل عنف ووحشية وتعذيبهم، لدرجة أن الأمم المتحدة أصدرت بيان تنديد بممارسات حماس في تعاملها مع الحراك الشعبي "بدنا نعيش".

والقضية التي لا يفهمها قادة حماس أننا لا نمانع أن تكون حماس حركة مقاومة ونضال فلسطينية -إن كان الفلسطينيون يقبلون ذلك- بشرط أن تلتزم بشروط المقاومة، وبشرط ألا تكون أجنداتها (قطرية - إيرانية)، وبشرط ألا يتحول القطاع بكامله خلال عهدها إلى كتلة ضخمة من كبار المتسولين للرواتب كل عدة أشهر.

أين مشروع الحياة داخل القطاع؟ أين مشروعات التنمية؟ وأين الاقتصاد؟.

إنها تحكم نحو مليوني فلسطيني، فهل يعقل أن يتحول جميعهم إلى عبء؟.

ماذا قدمت حماس على الأرض داخل القطاع من خدمات إسكانية وخدمات اجتماعية وفرص عمل؟.

المقاومة بهذا الشكل تحولت إلى شيء مهين للفلسطيني على أرضه.

السلطة التي تمسكت بها حركة حماس طيلة 13 سنة لا تجيز لها أن تحول الفلسطينيين جميعهم إلى شعب من العجائز.

إنه وسط مئات الملايين من الدولارات التي تدفقت على القطاع من الخارج طوال السنوت الماضية، لم يظهر مشروع حقيقي ينتشل الفلسطينيين من مآسيهم، فالنكبة الحقيقية أن تحكم عليَّ بالموت وأنا على قيد الحياة.

أما النضال والمقاومة والمصالحة الفلسطينية وكل هذه القضايا فموضوعات مطروحة ولم تهدأ أو تنتهِ.

لكن الآن.. بدنا نعيش يا حماس.. هل وصلت الرسالة؟!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط