الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"الفتة".. ولدت على يد الفراعنة وتطورت في عهد الفاطميين.. تعرف على تاريخ الطبق الأشهر بمصر

صدى البلد

تعتبر المأكولات المصرية رافدا مهما من روافد الثقافة المصرية التى تعبر عن الطبيعة المزاجية للشعب المصرى والتى تميزه عن الشعوب الأخرى فى الاطعمة التى يتميز بها المطبخ المصرى والتى تعتبر نموذجا حيا لتفاعل الثقافة المصرية وتأثرها بثقافات الدول الاخرى التى اختلطت بها الثقافة المصرية على مر العصور والتى كان لوقوع مصر تحت وطأة الاحتلال من دول مختلفة عظيم الأثر فى تنوع وتأثر الطعام المصرى بها.

ولعل طبق " الفتة" أحد أهم هذه النماذج ، والذى يستعرض صدى البلد فى سياق هذا التقرير علاقته بتأثر مصر بثقافات اخرى وتاريخ تطور طبق الفتة وبداية دخوله للمطبخ المصرى.

الفتة هي طعام شعبي في بلاد الشام ومصر والسودان والعراق ، يتم تناوله خاصة في وجبة الإفطار في رمضان. وكانت أحد أهم الوجبات الرئيسية في الولائم التي يقيمها الأمراء في أيام الدولة العثمانية، من ثم توارثتها الشعوب في تلك الدول بمرور الزمن خصوصا عند توافر اللحوم والأضاحي، وهي الشبيهة بأكلة الأثرياء في دول الخليج العربي والمعروفة بالأرز البسمتي (الكبسة)، والتي توارثتها أيضًا شعوب بعض الدول العربية بعد ان أصبحت هذه الوجبة هي الرئيسية وفي متناول الجميع.

يؤكد الباحثون أن من ابتكر طبق الفتة هم القدماء المصريون في العهد الفرعوني، وأنهم كانوا يتناولونها بطريقة معينة، وهي وضع الخبز المقطع على مرق اللحوم أو اللبن، ومن هنا جاء تسميتها بـ”الفتة”، لكونها كانت تصنع من كسر وفتات الخبز المحمص.

وجبة الفتة كانت تسمى بوجبة الشعب في عهد الدولة الفاطمية عام “969 و 1171م”، لأن من كان يأكلها هو الغني والفقير، إذ كانت محببة لدى الجميع، وكان الوجبة الأولى لدى الدولة آنذاك ، ازدهرت أكلة الفتة بشكل كبير فى العصر الفاطمى حيث أضيفت إليها الصلصة لتعطى لها نكهة خاصة، فكان الملوك الفاطميون يذبحون عددا كبيرا من الذبائح فى أول أيام عيد الأضحى ويأمرون الطهاة بعمل أطباق الفتة وتوزيعها على عامة الشعب احتفالًا بتلك المناسبة.