الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ياريتني مت قبلك.. قصة رئيس وزراء مصر الذي مات حزنا على زوجته

صدى البلد

36 عاما كانت كافية لخلق عمر جديد، حب كلله الزواج وربط بوثيقة أسمى وأرقى من مجرد زواج، قصة حب لم تعرف منصبًا أو سلطة، لم يغير المنصب كثيرًا من روح نجيب الهلالي، وزير المعارف، وآخر رئيس وزراء في العصر الملكي قبل قيام ثورة يوليو، الذي عشق زوجته بجنون حتى مات حزنًا على فراقها، بعد وفاتها بأيام.

أحب "نجيب الهلالي"، ابنة عمه، وعشقها لدرجة الجنون، فتزوجها، وأنجب منها ولدًا وابنة، عاشا حياة مديدة، تخطت الـ36 عامًا، في وقت كان الوزراء فيه يتفاخرون بزيجاتهم المتعددة، وعلاقاتهم الكثيرة، إلا أن نجيب الهلالي ظل مخلصا لزوجته طوال فترة زواجهما.


صوت غريب سمعه الهلالي في منزله ذات يوم، هرول سريعًا متتبعًا مصدره، لم يسأل زوجته عن مصدر الصوت التي تركته لتؤدي صلاتها، وفي ثوانٍ، جف الدم في عروقه، وعجزت قدماه عن حمله وثقل لسانه عن الحديث، لم يدرِ كيف يتصرف، حيث فوجئ بزوجته ملقاة على الأرض مغشيًا عليها، وهي في طريقها للوضوء.

انهار الرجل باكيًا بجوار زوجته، حبيبة فؤاده ورفيقة دربه، كشف نبضها وتحسس تنفسها، لحظات مرت عليه تمنى أن يقف فيها الزمن قبل أن يكتشف أنها فارقت الحياة، ليصيح باكيا "يارتني مت قبلك".

لم يتخيل نجيب الهلالي نفسه في موقف كهذا من قبل، يقف يستقبل عزاء حبيبته، يشتد عليه الحزن كل لحظة يسمع فيها عبارات العزاء المعتادة التي لا تلج قلبه بل تزيده حرقة وتعاسة، حتى ثقل عليه قلبه بالحزن، وبعد انتهاء المراسم أصيب بذبحة صدرية ليقوم زوج ابنته باستدعاء الأطباء الذين طالبوه بعدم الحركة وجلبوا له سريرًا طبيًا خاصًا.

أشارت جريدة "الأخبار" في عددها يوم 12 ديسمبر عام 1958، إلى قصة رحيل نجيب الهلالي، بأن حالته كانت طبيعية، يقرأ القضايا والصحف وتناول إفطار خفيف ثم تناول الغداء، كعادته، واستقبل زواره وعندما كانت تأتي سيرة زوجته كان يبكي.

رحل الزوار ، وطلب الهلالي من زوج ابنته إحضار كتاب من مكتبه، أحضرله له وعاد إليه وقام بمد يده كي يناوله الكتاب ولكن نبضه قد توقف ليرحل بعد أيام قليلة من وفاة زوجته، غير محتملا فراق حبيبته ليلحق بها.

ويعد نجيب الهلالي من أول من طبق “مجانية التعليم” التي نادى بها الراحل طه حسين، وأعاد فترة توليه الوزارة تنظيم الجامعة المصرية، وعدّل تنظيم المدارس الابتدائية وتقررت مجانيته عام ١٩٤٤، وأنشأ أول دار حضانة مصرية.