الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواليس الحياة


تجربة مثيرة تلك هي الحياة… كل منا يؤدي الدور الذي كُتب له بدقة متناهية بعيدة عن أي تحريف … قصة مرصودة بشهود يراقبون ويراجعون علي ما كُتب من قبل ويشهدون عليه… تخيل أنك في هذه الدنيا تلعب دور البطولة المطلقة في قصتك … وتشهد ملائكة السماء والأرض ويشهد عليك الثقلين بكل ما قمت به من تفاصيل…

قد تعجبك الحياة فتسعد وأنت تلعب دور البطولة في قصتك وقد تأتي القصة مختلفة عن توقعاتك فتحزن وتأسي علي ما فاتك وتحاول الهروب من واقعك … وأهم ما يمكن أن يشغل المرء وهو في هذه الحالة النفسية السيئة أن يراقب كواليس الحياة عن كثب وأن يحاول أن يُبعِد كل من يحاول الاقتراب منه…

في الكواليس تُخبئ ما لا رغبة لديك في إظهاره للعامة … و تحاول السيطرة علي الأمور حتي لا ينفرط من يديك زمامها … وأحيانا ترغب في الحياة وحيدًا وتعتزل الناس، وأحيانًا أخري تتفاعل مع المجتمع بحذر شديد وتتوقع أي سوء في أي وقت . بعض الناس يحيون هكذا يهتمون بالتفاصيل ويدققون في جعل الحياة علي قدر من السرية حتي لا يعرف كل البشر تفاصيل حياتهم.. والأرجح هو الحذر فلا أحد يعلم متي تتقلب القلوب ..

بعض الناس يتمتعون بصفات عجيبة تجعل المرء يحتاج الحذر في التعامل معهم وخصوصًا المتقلبين ، وهم نوع من البشر حلوه حلو ومره شديد المرار … شخصيات مزدوجة إذا أحبتك أعطتك من الحب والاهتمام قدر كبير وإذا اختلفت معهم تتحول القلوب إلي السواد ويتحول الحب إلي كراهية ويبدعون في الإساءة إليك والتحقير من شأنك. فتوخي الحذر حتي لا تتحول المحبة إلي الكراهية والاهتمام إلي الذم والقذف.

وفِي كواليس الحياة تحفظ الأسرار وتداري علي واقعك خوفًا من الزمان وخوفًا من الاقتحام … فالبعض قد يدخل حياتك ويتحول الأمر إلي استحواذ وسيطرة لا تستطيع التفاعل معها ولا السيطرة عليها فتجد نفسك محاصرًا بين التقدم والهروب ، تخشي التقدم الذي يجعلك بالتدريج في قبضة المسيطر سيطرة كاملة يعرف عنك كل تفاصيل حياتك ويحاول التحكم بك وإذا ما انقلب عليك أو غضب منك تجده يبحث عن أعدائك ويحاصرك بأكاذيب و حِيَل ويلعب دور المشكك حتي تشك في نفسك وهو في ذلك لديه البراعة الكافية للضغط عليك والتلاعب بك.

رتب الأحداث داخل الكواليس واحرص علي عدم الاقتحام ولا تضع نفسك في قبضة مسيطر حتي لا تتحول حياتك إلي جحيم فالحياة صغيرة مهما كبرت فلا داعي إلي أن تحتدم الأمور بين الناس وتتحول المحبة إلي انتقام وتجبر… عِش بكل هدوء واعتزل من يحاول الاستحواذ عليك واترك كل عابر علي هذه الأرض يحيا في أمان وقد جاء عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: «لو لا الموضع الذي وضعني الله فيه لسرّني أن أكون على رأس جبل ، لا أعرف الناس ولا يعرفوني ، حتّى يأتيني الموت».

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط