الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البيوت الخربانة



العمل في المجال الإعلامي يكشف لك الكثير من السلبيات التي تنتشر في المجتمع المصري ،وخصوصًا إذا ما تطرق الحديث عن أمر يمس الناس ماديًا فتجد هجومًا عنيفًا ويتناسي الجميع الخبر ويتخذ منك عدوًا ، تتحمل أنت في النهاية من تقدم الخبر جميع تداعياته من رد فعل المشاهد.

كلُّ منا له وجهة نظر، قد نتفق وقد نختلف ،والجميع يدافعون عن مواقفهم باستماتة، وأخطر الملفات علي الإطلاق هو ملف الأحوال الشخصية الطلاق وتبعاته من قضايا نفقة للزوجة المطلقة أو نفقة الأولاد ، والعند متأصل في الأغلبية العظمي ، والتحايل منتشر بين جميع الأطراف والطفل هو من يدفع الثمن من سعادته واستقراره ويذهب حقه هباءًا في المعيشة السوية تحت سقف منزل مكون من أب وأم وأخوات .

أسباب الخراب كثيرة ومتعددة ولا يمكن حصرها فلكل حالة ظروف خاصة وعوامل متعددة ولكن الظاهر للعموم هو اختلاف الأجيال وسرعة هدم البيوت ، لم يعد الصبر كما كان في الماضي ،لم يعد التسامح يملأ القلوب، الحياة تحولت إلي عند وعقاب من الطرفين .

بالتأكيد لا يمكن التعميم فهناك رجال علي خلق وتحاول الحفاظ علي كيان الأسرة قدر المستطاع، وهناك أيضًا زوجات كثيرات تحملن الكثير في سبيل استمرار الحياة، ولكن لا يزال الطلاق لدي البعض أسهل الكلمات وتتحول شرارة الكلمة إلي شعلة بين الأطراف ثم انفجار يقصف بالجميع، ويتراشق الجميع بوابل من الاتهامات والسباب .

ويأتي القرار الأخير للسيد رئيس الوزراء الذي أرسله للبرلمان للمناقشة والاعتماد والذي يحوي في طياته قرار بمنع كل من يمتنع عن سداد النفقة المستحقة للمطلقة أو الطفل من الخدمات الحكومية ليفجر الغضب في العديد من الأسر المصرية ، الرجال وذويهم يرفضون القرار وبشدة، والنساء المتضررات يراقبون في صمت ، ويبقي السؤال!

هل القانون المصري يعدل في الحق بين الرجل والمرأة فيما يختص بقوانين الأحوال الشخصية والرؤية والاستضافة أم تحول الأمر إلي معاناة جديدة ناتجة عن ثغرات القانون وسبل الاحتيال المختلفة ؟ وهل يتم عرض تلك القوانين علي الأزهر الشريف قبل الموافقة عليها لمعرفة مدي مطابقتها للشرع ولحدود المولي عز وجل أم تترك الفتوي لنواب المجلس الموقر؟

مازال الجدال مستمر ومازالت المعاناة مستمرة ومازال بعض الناس نساءًا ورجالًا يتناسون ما أمرنا الله به من مودة ورحمة وإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، تحول الزواج عند البعض تجارة وعند البعض الآخر حرب وانتقام ، وما عسانا إلا أن نقول اتقوا الله في أنفسكم وفِي أولادكم ، فالتعمير شديد الصعوبة وما أسهل الهدم علي الجميع، ويتناسي البعض مشاعر الأطفال وما يعانون منه من ضغوط نفسية وعصبية بين مشاكل الأب والأم ينتج عنها مجتمع مختل ومفكك لا يصلح للبقاء.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط