الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شريف سمير يكتب: مقعد الرئيس!


ثمة أوقات لا يُجدى فيها أنصاف الحلول أو المسكنات، وأحيانا نتمنى حد السيف لبتر جذع الشجرة العجوز قبل أن تصيب بقية الأشجار المثمرة.. ولا تسمح أجواء اتحاد الكرة الراهنة بصعود الأيدى المرتعشة إلى رأس الجبلاية لتتقاعس عن اتخاذ القرارات الحاسمة وإجراءات التطهير المطلوبة ردعا لمهازل ومفاسد الأعضاء السابقين المفترض الآن محاكمتهم وتصفية الحساب مع ذيولهم.

وبعد سقوط الذبيحة، لا نريد أن نستسلم لفكرة الانتقام والجلد على نحو يصرفنا عن وضع استراتيجية جديدة سليمة ونظيفة لعلاج "خطايا" الساحة الرياضية، وبداية خارطة الطريق تكمن فى اختيار من يصلح لإدارة البيت الفنى للرياضة المصرية ومن يستطيع القيادة الرشيدة والعادلة للكثير من الملفات السوداء التى تملأ "حظيرة" الجبلاية سواء فيما يتعلق بالأندية وأسلوب إدارتها أو مصير المنتخبات الوطنية وبكل مستوياتها فى اللعبة الشعبية الأولى .. وهنا أسجل اعتراضى على العادة السيئة المتبعة عند وقوع الأزمة، عندما يتم إسناد مهمة التغيير لشخصيات كل قدرتها أن تحافظ على "تسيير الأعمال"ولاتجرؤ على المبادرة بقرارات وأفكار من شأنها تعديل الميزان المقلوب وتصحيح الأوضاع .. ولقد تفاءلت كثيرا بطرح اسم مارادرنا النيل النجم المثقف طاهر أبوزيد رئيسا مؤقتا لاتحاد الكرة، من واقع سمعته الرفيعة وسلوكه المستقيم وتاريخه لاعبا ووزيرا وشخصية عامة تقدر الحق وترفض الانحراف .. وميراث الاتحاد الثقيل من الفساد والتجاوزات فى أمس الحاجة لمثل هذ النوع الراغب فى البناء وسيادة دولة القانون والمحاسبة دون مجاملة أو تواطؤ .. وكانت مواقف أبوزيد وطموحه المشروع كفيلة بتجديد الثقة فى قيادته وتكليفه برفع راية التطهير والإصلاح داخل مؤسسة ضربها الانهيار حتى النخاع.

إن الفرصة مازالت سانحة للتدخل من مؤسسة الرئاسة أو الحكومة الشريفة لإنقاذ اتحاد "الجبلاية" من مستنقعها ولا مناص من الاعتماد على ذى السيرة الناصعة ومن يملك القدرة على الفعل والعمل فى وضع المسئولية فوق كتفيه، وتزويده بكل الصلاحيات والأدوات اللازمة ليؤدى دوره وواجبه ويستعين بالأكفاء والشرفاء من حوله .. وما نسعى إليه هو إقامة مؤسسات خالية من أباطرة الفساد وسماسرة الصفقات المشبوهة .. مؤسسات يسودها حماية المال العام وإسعاد الملايين وعدم التلاعب بأحلامهم ومشاعرهم وحقوقهم على الدولة ورجالها .. وما نحن فى مهنتنا إلا ناصحون أمناء نرصد الحقيقة ونرشد إلى الصواب بالدليل والبرهان، ومنصب الرئيس فى أى موقع أو كيان له شروطه ومواصفاته القاسية، وتاريخنا مع شخصيات بعينها هو الحكم فى تزكيتها والتنبيه إلى مواهبها .. وما المانع فى أن يجرى انتخاب أعضاء الاتحاد بإرادة الجمعية العمومية على أن يكون مقعد الرئيس بالتعيين المباشر طالما تتوافر فيه مقومات القيادة والذكاء .. والضمير؟!

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط