الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجديد في تطور الجنين (2)



يرى علماء الأجنة أنه من اللحظة الأولى لحدوث الإخصاب يضاف إنسان جديد إلى كوكب الأرض، ولعل هذا الرأي العلمي يفيد في تخفيف الجدل حول الاعتراف بشخصية الجنين ووضعه القانوني.
تطور الجنين يستغرق 266 يوما من لحظة الإخصاب إلى يوم الولادة، وهو علم واسع من علوم الطب لا يلخصه مقال، لكن سنحاول إلتقاط بعض الأحداث المهمة والمدهشة فيه، ومن المفيد قبل ذلك التذكير بمشكلة الإجهاض.

حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، حوالي 205 ملايين حالة حمل تحدث في العالم سنويا، 20% منها يتم إسقاطه عمدا، وتموت جراء ذلك 47 ألف حالة كل سنة بسبب محاولات الإجهاض الخاطئة والفاشلة.

يعرف الإجهاض بأنه "طرد الجنين من الرحم قبل أن تتوفر له القدرة على الحياة خارجه"، قد يكون تلقائيا و80% من هذا النوع يحدث خلال الثلث الأول من الحمل، أو متعمدا برغبة الأم إذا كان الحمل غير مرغوب فيه لأي سبب، أو طبيا بأمر من الطبيب إذا شكل الحمل خطورة على صحة الأم أو ثبت تشوه الجنين، ولا يعتبر خروج الجنين بعد ستة أشهر إجهاضا، بل يصنف على أنه ولادة مبكرة (أو ميتة). 
 
أبرز الأحداث والمعجزات يدور في الليلة 42 وبداية الأسبوع السابع.. في هذا التوقيت يكون طول الجنين 2.5 سم،ويكتسب الشكل العام للطفل ويختفي الذيل، ويكتمل الوجه بالتحام أجزائه وانفصال الأنف عن الفم (التصوير)، ويبدا التفريق بين الذكر والأنثى من الأعضاء الجنسية الخارجية، كذلك تظهر بدايات العين والأذن والعظام والعضلات والأعضاء،وما يثير الدهشة هنا أن هذه الأحداث تصادف زيارة الملك التي وردت في حديث من صحيح مسلم "إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ثم قال يارب ذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك بما شاء ويكتب الملك"،وكل ما ذكره الحديث يتم بالفعل!
ونفس الحديث ورد ولكن بطريقة أخرى "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك وتنفخ فيه الروح..."، الحديثان يتكلمان عن موضوع واحد وزيارة واحدة للملك، وليس زيارتين، لكن ظن بعض الفقهاء أن تكرار عبارة "مثل ذلك" يعني تكرار الأربعين يوما ثلاث مرات وهذا مستحيل، لأن أعمار الأطوار الثلاثة كلها قصيرة وقريبة أو مثل بعضها وضمن الأربعين وهذا معنى "مثل ذلك"، والدليلأن الجنين قلبه يدق يوم 29 ووجهه يكتمل يوم 43، لكن ما زال يتردد أن النطفة عمرها 40 يوما، ونفخ الروح عند 120 بسبب الفهم الخاطئ لمعنى "مثل ذلك"،وأؤكد أيضا أنه لا يوجد دم جامد في الجنين من لحظة الإخصاب إلى الولادة، لكن شكل العلقة فعلا يشبه دودة العلق،وأملى أن يصل مقالي هذا إلى الأزهر الشريف ومجمع اللغة العربية ومجمع البحوث الإسلامية لوضع تعريف جديد للعلقة، والاتفاق على موعد واحد لنفخ الروح وهو الليلة 42 حصريا.

القلب يدق في اليوم 29 بينما حجمه بحجم رأس الدبوس (1مم)، ودقات قلب الجنين سريعة تتراوح ما بين 125-160/دقيقة.. وتباع حاليا أجهزة صغيرة تتيح للأم سماع قلب جنينها في البيت.

في الأسبوع الثامن تظهر الأصابع على كفي الجنين وقدميه، وفي الأسبوع الحادي عشر تنمو عليها أظافر.

في الشهر الرابع تظهر بعض المهارات على الجنين مثل مص الأصابع واللعب بالحبل السري والتثاؤب! والتقطت له صور في الشهر الخامس وهو يغطي أذنيه عند سماع أصوات مزعجة!!

أما في الشهر السادس فيبدأ المخ بالعمل وتسجيل موجات كهربية، يقول العلماء أنها أحلام،يرافقها بدء الذاكرة والإحساس،ويقضي الجنين ثلثي وقته في النوم فيصحو من كل ساعة 20 دقيقة ينشط فيها ويركل.

ولاحظ العلماء أن تأثير الأم على الجنين أكبر من تأثير الأب وليس مناصفة كما قد يظن البعض، وذلك لعدة أسباب منها أن الأم تهدي جنينها لحظة الإخصاب 32 جينا وراثيا إضافيا كانت تحتفظ له بهم في البويضة ولا يُعطي الأب مثلها، كما أن الكروموزوم الأنثوي أكبر حجما من نظيره الذكري ما يعني المزيد من المادة الوراثية منها، إضافة إلى تبادل الخلايا الجذعية بين الأم وجنينها ما يعني تأثير كل منهما على الآخر، وأكدت أبحاث أن الخلايا الجنينية المتسللة إلى دم الأم تساعد في التئام جروحها وفي حماية عضلة قلبها، وتؤخر إصابتها بالزهايمر..

وفوق كل ذلك، تمد الأم جنينها بأجسام مضادة يواجه بها الحياة الصعبة بعد نزوله إلى أن يصنع أجساما مضادة خاصة به.. كما لوحظ أن أكثر الصفات الوراثية المتخفية عبر الأجيال وتظهر مصدرها الرئيسي من الأم وليس من الأب!..كل هذه الاكتشافات فطن إليها البسطاء قبل العلماء بقولهم:"تلتين الولد لخاله"!

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط