الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من ألبس مؤتمر الأزهر "طاقية الإخفاء "


ألبس الإعلام مؤتمر الأزهر "طاقية الإخفاء" فلم تكن التغطية بالشكل اللائق سواء علي مستوي الحدث أو الضيوف.

وتحزن عندما تلاحظ أن "استيدج" المؤتمر خال من "مايكات" الفضائيات ،وأن الكاميرات والمصورين في حالة خصام مع القاعة، إلا نفرا!

وتزداد حزناّ عندما تعرف أن مصر هبط علي أرضها أكبر تجمع دولي لقادة التعليم بأفريقيا،ويستضيفه مركز الأزهر للمؤتمرات، بمشاركة أكثر من 300 شخصية و180 جامعة،و43 مؤسسة تعليمية،و40 دولة من مختلف قارات العالم -دون أن تنيره فلاشات المصورين- أو "يتبروز" كخبر هام في الجرائد.

وبالتنقيب علي مؤشر البحث جوجل تكتشف أن الإعلام أهمل المؤتمر، وكأنه -أي المؤتمر- تستضيفه دولة أخري ، وإكتفي القليل بتغطية الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر، ثم غض بصره وبصيرته عن باقي الجلسات التي إستمرت 4 أيام .

ويأتي المؤتمر الذي يحمل هموم التعليم العالي في القارة، تزامنا مع رئاسة مصر للإتحاد الافريقي،وينطلق بعد يوم واحد من إعلان الرئيس السيسى إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية خلال رئاسته القمة الإفريقية الإستثنائية بالنيجر، كما يأتي أيضا بعد خمسة أيام من إستضافة مصر لفاعليات الإجتماع الأول لنواب العموم العرب.

تحركات افريقية وعربية مدروسة كان الأزهر جامعا وجامعة فيها شريك حاضر، لكن الإعلام فيها غائب ومغيب، وتعاقبها وتزامنها ليس صدفة ، بل بصمة سياسية للدور المصري الرائد علي الصعيدين العربي والإفريقي.

وحتي نكون نحن الإعلام البديل، لقد حمل المؤتمر عنوان "دور مؤسسات التعليم العالى فى تعزيز استراتيجية التعليم العالى بالقارة الأفريقية"وبدقة متناهية سرد الحضور قائمة المتاعب الصحية التى يعانى منها التعليم العالي في القارة السمراء التي تئن من الجهل.

فمعدة المؤتمر والمتحدثين والضيوف كانت مرحبة بكل نكهات الآراء والأفكار الدسمة والخفيفة، وقادرة على هضمها في صورة توصيات.

وبموهبة تجمع بين الحلو من الأفكار،والحادق من واقع القارة التي تئن من الجهل وتعلو فيها أصوات الطلقات والبنادق عن أي أصوات أخري،كانت الخلاصة أن لدينا [نحافة شديدة] في ندرة رأس المال البشري والمادي، وتدني الجودة، وسوء الإندماج وعدم الإتساق مع إحتياجات سوق العمل،وأن لدينا [سمنة مفرطة] في التخلف [ليس] فقط في التكنولوجيات الجديدة مثل تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، والذكاء الاصطناعي، و“الروبوتات” والتي أحدثت طفرة اقتصادية كبيرة في دول أخري [بل] في القراءة والكتابة.

كما لمس المؤتمر الدهون المضرة التي سدت شرايين نظامنا التعليمي، خاصة فيما يتعلق بالأبحاث التي تغطيها الأتربة وتحتمي بها الفئران خلف أرفف المكتبات،كونها-عدد في الليمون- لا تخدم المجتمع ولا تحل مشاكله،وكان الدواء المكتوب في روشتة المؤتمر ضرورة ربط الترقيات في الجامعات الأفريقية بتقديم أبحاث علمية قيمة تخدم المكتبة العلمية والواقع المعاصر.

مؤتمر الأزهر يحاول أن يحد من شراسة تخلف قدراتنا التكنولوجيا و المعلوماتية بالجامعات الإفريقية،وعدم التكامل والانسجام بين الأنظمة التعليمية وكذلك الهيئات التعليمية في القارة،خوفا من تدمير أجهزة التصنيفات العالمية لجسد جامعاتنا، فنبقي هياكل علمية وبحثية بلا فائدة، فنزداد تخلفا وتراجعا وهو "ما لا تحمد عقباه"

فتحية تقدير الي القائمين علي الحدث وعلي رأسهم الدكاترة أحمد الطيب شيخ الأزهر والشيخ صالح عباس وكيل الأزهر،ومحمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر ، ويوسف عامر نائبه للتعليم والطلاب.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط