الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اليمن .. على إيران الخروج فورا


الدرس الذي تعلمه العرب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في التعامل مع النظام الإيراني أن نظام الملالي الحاكم في طهران لا ينفع معه سياسة ولا مهادنة، وإذا أحس من أحد الاطراف أنها تتعامل معه، وهى تخشاه، فسيواصل طريقه العدواني العنيف معها. 

ولذلك جاءت قرارات الرئيس ترامب ضد إيران بمثابة "كرابيج" سياسية واقتصادية، لم تعط فرصة للنظام الإيراني الحاكم التقاط أنفاسه أو التوهم بأن ما يتم معه، ليس إلا "عين حمراء" من جانب الإدارة الأمريكية، فبعد الانسحاب من الاتفاق النووي، توالت العقوبات الأمريكية على طهران بشكل أكبر من المتوقع، وهو ما دفع إيران في النهاية للاعلان عبر الرئيس حسن روحاني، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف استعداد ايران للتفاوض مع واشنطن نظير رفع العقوبات وايقافها.

تعامل ترامب مع إيران، كان الاسلم والأصوب مع نظام يعيش على الميليشيات، ولديه نزعة عدوانية تجاه الاقليم والعرب.

وفي اليمن، نحن بحاجة إلى سياسة ترامب بحذافيرها، وعلى التحالف العربي أن يتحرك وفق هذا، فالحوثي لن ينفع معه مفاوضات أو مهادنات او دبلوماسية، أو الأخذ في الحسبان اعتبارات عدة.

فإيران ووكلاؤها الارهابيون المحليون، لن يفهموا إلا لغة القوة وهو ما يدفعهم في النهاية للرضوخ.

والحاصل أن التواجد الإيراني في اليمن، هو تواجد شديد الخطورة، ومرفوض جملة وتفصيلا، فاليمن خاصرة العالم العربي وهو خاصرة أفريقيا أو القرن الأفريقي على الأحري بحكم الموقع الذي يكاد يلامس أفريقيا عند باب المندب، وتواجد طهران في هذه المنطقة مصدر خطر وتوتر.

فطهران لا تريد تأمين باب المندب، أو مدخل البحر الأحمر الجنوبي، أو شىء من هذه الترهات التي يرددها دبلوماسيوها هنا وهناك، وليس لها حق في هذا، ولكنه وجود من أجل تعميق الاحتلال والتواجد، ومواصلة خروقاتها الأمنية والعسكرية في الخليج، والتواجد في مكان حساس يمكن من خلال أن تهدد مجرى التجارة العالمية والملاحة الدولية.

والشاهد أن الأوضاع في اليمن، بعد تدخل إيران أقل ما يقال أنها محزنة ومأساوية، فأسعار السلع ارتفعت بنسبة 400% خلال الثلاث سنوات الماضية منذ اندلاع الحرب. ومليون موظف حكومي لم يتقاضوا مرتباتهم منذ عامين، والعملة اليمنية المحلية انهارت، وأصبح الدولار الواحد يساوي 800 ريال يمني. والبطالة لا حد لها والفقر متفشيا بين الجميع، باختصار اليمن تحول إلى بلد في قبضة الريح تمامًا ، أو "لا بلد" على الأحرى تحت حكم الحوثيين وفي وجود إيران.

ولاسترجاع اليمن مرة ثانية، فالمطلوب ضرب إيران وأذنابها والتحالف العربي برئاسة السعوية، يقوم بدور قوي في هذا المجال، لكن عليه التصعيد حتى ترضح إيران للدبلوماسية وتخرج خبرائها، والآلاف من عناصر الحرس الثوري الإيراني من اليمن وتجلس للحل. لكن لن يأتي هذا دون إقرار استراتيجية عسكرية عربية جديدة للتعامل مع الوضع في اليمن.

الشىء المقزز سياسيًا، ان الحوثيين الذين لم يكملوا تعليمهم بعد، وصولا إلى زعيمهم عبد الملك الحوثي، أصبحوا بفضل إيران وخبرائها، وعناصر حزب الله تجار كبار في السلاح القادم من إيران، ويعيدون تركيب السلاح الإيراني على أرض اليمن!

لقد أغرقوا اليمن برمته في الفوضى، نظير مكاسب صغيرة وعمالة فجة، وأصبح الحوثي، يتفاخر بمعارض عسكرية ايرانية الأصل، بقدرته على تصنيع الصواريخ التي تستهدف المدن السعودية والمطارات وحقول البترول.

باختصار..

اليمن لن تعود لنا إلا بتصعيد عربي ضد إيران، تجبر فيه طهران على لململة خبرائها وعناصرها ومغادرة عناصر حزب الله، فهزيمة إيران على الأرض في اليمن، وتحطيم أجندتها الخبيثة بكل قوة هو السبيل الوحيد لإخراجها من هذه البقعة العربية العزيزة.


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط