الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جرائم أردوغان تمتد للمياه.. تركيا تبني سد إليسو على نهر دجلة.. الآلاف مهددون بالتشريد والعطش.. وبلدة تركية عمرها 12 ألف عام ستختفي قريبا بسببه.. والعراق: سيؤدي إلى شُح المياه

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

جرائم تركيا في المنطقة تمتد للمياه
تركيا تبني سد «إليسو» الضخم على نهر دجلة
الغرض من السد توليد الكهرباء.. والآلاف مهددون بالعطش
السدد يهدد بمحو بلدة تركية عمرها 12 ألف عام
العراق يحذر: 
السد سيؤدي إلى شح المياه

في عام 1997 وافقت الحكومة التركية للمرة الأولى على البدء في مشروع إنشاء سد ضخم على نهر دجلة بهدف توليد الكهرباء، السد الذي يعد جزءا رئيسيا من مشروع جنوب شرقي الأناضول يهدف إلى تحسين أوضاع المنطقة الأفقر والأقل تطورًا في تركيا.

وبدأت تركيا فعليا في ملء سد «إليسو»، رغم الاحتجاجات الداخلية والدولية على بناء السد الذي سيؤثر سلبا على حياة الآلاف في تركيا والعراق ويؤدي إلى نقص في المياه عند مصب النهر في العراق.

وفي وقت سابق، فقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد ذكر أن بلاده ستبدأ في ملء خزان السد في يونيو من العام الجاري، وذلك بعد مرور عام على احتجاز المياه لفترة خلف السد، بعدما اتخذت السلطات التركية قرارا بوقف احتجاز المياه خلف السد بناء على شكاوى عراقية من انخفاض التدفقات المائية في منتصف الصيف.

السد المنتظر تشغيله قريبا، يهدف إلى توليد 1200 ميجاوات من الكهرباء لجنوب شرق تركيا، في حين أنه يهدد بنقص في المياه عند مصب النهر في العراق، وبالتالي التأثير على الأمن المائي العراقي وتعريض مواطنيه للعطش.

من جانبها، فقد أبدت السلطات العراقية اعتراضها على بناء السد التركي على نهر دجلة،مشيرة إلى أن السد سيؤدي إلى شح المياه لدى البلاد؛ حيث إن سد «إليسو» التركي سيقلل التدفق في أحد النهرين (دجلة والفرات) اللذين تعتمد عليهما البلاد في معظم احتياجاتها من الماء؛ إذ إن العراق يحصل على 70% من احتياجاته المائية من النهرين عبر تركيا.

وقال نجدت إبيكيوز، نائب برلماني عن حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، إن صور الأقمار الصناعية أظهرت بدء تركيا في ملء السد، مؤكدا أن السلطات التركية تتخطو في هذا الشأن خطوات بطيئة للحد من ردود الفعل على احتجاز المياه، حسبما ذكرت «العربية».

وأمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان فقد طالب عدد من دعاة الحفاظ على البيئة السلطات التركية لوقف ملء السد، لأنه سيلحق ضررا بالتراث الثقافي للبلاد في تركيا؛ إذ من المتوقع أن تغمر مياه السد بلدة «حسن كيف» التركية التي يعود تاريخها إلى 12 ألف عام، ويجري حاليا نقل سكانها إلى بلدة «حسن كيف الجديد»، كما يجري نقل القطع الأثرية إلى خارج البلدة أيضا.

وقالت الحكومة العراقية في بيان إن مسئولين عراقيين وأتراكًا ناقشوا الموارد المائية لنهري دجلة والفرات في بغداد ليروا كيف يمكن تحقيق مصالح البلدين.

السد الذي بدأ إنشاؤه عام 2006، كان مقرر له البدء في ملئه في 1 يونيو 2018، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلب تأجيل الخطوة إثر معارضة محلية ودولية قوية بسبب الأضرار البيئية الناجمة عنه وخفض معدل تدفق المياه إلى العراق المجاور الذي يعاني من نقص في المياه.

وعلى الساحة التركية فإن سكان بلدة «حسن كيف» الأثرية، البالغ عددهم 15 مواطنا، عبروا عن مخاوفهم من غرق بلدة، نظرا لمساحة السد الكبيرة البالغة 300 كيلومتر، وسعته التخزينية 10.4 مليار متر مكعب من المياه، وبحسب السلطات التركية فإن السد يبلغ طوله 1820 مترا وارتفاعه 135 مترا وعرضه 2 كيلومتر، ويعد مصدرا مهما للطاقة الكهرومائية، ومن المنتظر أن يوفر 300 مليون دزلار سنويا للاقتصاد التركي.

سد «إليسو» التركي، بلغت تكلفة 1.6 مليار دولار، وهو واحد من 22 سدا تقع على طول الحدود مع العراق في ولايتي شيرناق وماردين التركيتين ضمن مشروع تنمية جنوب شرقي الأناضول، تهدف إلى التحكم في الفيضان وتخزين المياه، وقد وضع حجر الأساس له رئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان، كما يعد السد الجديد ثاني أكبر سد في تركيا من سعته التخزينية.