إلقاؤهم بالمقابر وأمام دور العبادة.. ما مصير حديثي الولادة مجهولي النسب؟

كما شهدت محافظة الشرقية العثور على أطفال حديثي الولادة لا تتعدى أعمارهم الأيام ملقيين بجوار مساجد أو دور عبادة أو مصارف ومقابر قرى المحافظة، حيث وجد رضيع حديث الولادة بمدينة العاشر من رمضان ملقى أمام أحد المساجد، وأيضا عثر الأهالي على رضيع ملقى بقرية البيوم التابعة لمركز الزقازيق، بمدخل شارع مؤدٍ لمقابر القرية.

مئات الرضع

ولا يمر يوم دون أن تطالعنا الصحف بأخبار العثور على طفل مجهول النسب أمام مسجد أو مستشفى أو بجوار صندوق قمامة، حيث تقوم بعض الامهات بإلقاء الرضع، بعد علاقات غير شرعية.

إجراءات "التضامن"

وحسب تصريحات وزارة التضامن، فإن هناك 10 آلاف طفل، منهم 80% مجهولو النسب، و20% معلومو النسب، فى 448 دارًا على مستوى الجمهورية، ومعلوم النسب يكون يتيمًا بعد وفاة الأب، أو عدم قدرة الأم على أن تعول ابنها، أو لوجود أسباب أخرى مثل زواج الأم من آخر، ورفض زوجها وجود الابن معها، أما مجهولو النسب فهم الذين يتم العثور عليهم بعد ولادتهم بيوم أو عدة أيام.

مراحل الإيداع

وحسب إجراءات "التضامن"، فإنه بمجرد العثور عليه يتم التوجه به إلى أقرب قسم شرطة لعمل محضر، وتحويل المحضر للنيابة، ويتم تسمية الطفل وتوقيع الكشف الطبى عليه من قبل مفتش الصحة لبيان صحته وعمره، وإطلاق اسم ثلاثى عليه بشكل عشوائى من جانب مفتش الصحة.

المرحلة الأولى

ثم يتم إيداع الطفل فى أحد مراكز الطفولة والأمومة المتخصصة لرعايته، والطفل فى هذا الوقت يتم إيداعه لمدة عامين فى مركز رعاية الطفولة والأمومة التابع لوزارة الصحة، لاستكمال تطعيماته ورعايته الصحية، ثم بقرار من وزير التضامن مع وزير الصحة يتم إلحاقه بإحدى دور الرعاية، ويلتحق بالمدرسة.

المرحلة الثانية

وقالت رانيا السيد، مسئول رعاية بإحدى دور الأطفال، إنه بعد حضور الرضع مجهولي النسب للدار، يتم تقديم تلك الأوراق للأحوال المدنية بعدها يتم استخراج شهادة ميلاد للطفل مجهول النسب، ويتم تخصيص مكان مناسب للطفل داخل الدار، وترفق معه شهادة توضح بياناته كاملة لمدة عامين، ويتم تعميم الإسلام كديانة موحدة لكل الأطفال، ويتلقى الرعاية.

وأضافت: "الطفل مجهول النسب يظل فى دار الرعاية حتى بلوغ سن الرشد القانونية، ويغادر دار الرعاية بعد بلوغه الثامنة عشرة، ويترك مكانه فى الدار لأطفال آخرين".

الأسر البديلة

وحول شروط الأسر البديلة للأطفال مجهولي النسب، فحسب قرارات وزارة التضامن؛ هناك شروط للأسرة التي تريد رعاية طفل مجهول النسب، ومنها أن يكون عمر الزوجة لا يتخطى 45 عامًا والرجل لا يتخطى 60 عامًا، ويكون وضعها الاقتصادي والاجتماعي والصحي جيدا، حتى لا يتم استغلال الطفل بشكل سيئ، بمعنى أن يكون دخل الأسرة يتراوح بين 3000 و5000 جنيه.

ضمانات لمجهولي النسب

كما يجب على الأسرة فتح دفتر توفير للطفل بمبلغ 5000 جنيه باسمه، من أجل تعليمه ورعايته، وهناك إلزام على الأسرة بتعليم الطفل المراحل المختلفة، وهناك متابعة لمعرفة حال الطفل شهريًا، ولابد أن تحصل الأسرة على دورة تدريبية مدتها 3 أشهر، لكي نعرف كيف ستتعامل مع الطفل.

قرار الرئيس

فيما أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا جمهوريا يقضي بمعاملة الطفل مجهول النسب، كالطفل اليتيم، وتضمن القرار رقم 15 لسنة 2015، بتعديل بعض أحكام قانون الضمان الاجتماعي 137 لسنة 2010، استبدال الفقرة "ج" من المادة الثانية، الخاصة بتعريف اليتيم، ليكون "كل من توفى والداه أو توفى أبوه ولو تزوجت أمه، أو مجهول الأب أو الأبوين".

وجاء ليحل أزمة كبرى عانى منها مجهولو النسب، وهي استخراج أوراق رسمية كشهادة الميلاد وبطاقة الرقم القومي، ووفقا للقرار أصبح بمقدورهم استخراج أوراق يحصلون بمقتضاها على ضمان اجتماعي وتأمين صحي وشهادة ميلاد.

قرار الأسر البديلة 

كما أصدر الرئيس السيسي، قرارا بقانون بتعديل بعض أحكام قانون الطفل الصادر بالقانون رقم 12 لسنة 1996، والخاص بتسليم الطفل مجهول النسب لأسرة بديلة، إذ كان القانون ينص على أن يُسلم الطفل في عمر سنتين، وجاء التعديل لتقل المدة إلى 3 أشهر.

إصدار البطاقة

وأصدرت الدائرة الأولى بمحكمة القضاء الإداري بالإسكندرية، حكما أنصفت فيه اللقطاء ومجهولي النسب، بعد أن ألزمت وزارة الداخلية، ممثلة فى مصلحة الأحوال المدنية، بإصدار بطاقة الرقم القومى لهم، ووفقا لهذا الحكم تلتزم الداخلية باعتماد الأسماء الجزافية الموجودة بشهادة الميلاد في بطاقة الرقم القومي حرصا على إنسانيتهم وحفاظا على آدميتهم من التشرد والضياع.