الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد اعتراف النواب الأمريكي.. لماذا ينكر أردوغان إبادة الأرمن؟

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

دائما ما يصور النظام التركي نفسه مدافعا عن الأقليات والمضطهدين استمرارا في سياسة المتاجرة بالقضايا القومية والإنسانية مثل اللاجئين، لكنه ينكر أي دور لتركيا في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية مثل إبادة الأرمن.

ففي صفعة جديدة لتركيا، مرر مجلس النواب الأمريكي، الثلاثاء، قرارا للاعتراف رسميا بمذابح الأرمن التي ارتكبتها الدولة العثمانية قبل وخلال الحرب العالمية الأولى، وهو مشروع قانون عارضته أنقرة بشدة رافضة اعتبار قتل الدولة العثمانية لأكثر من مليون أرميني في 1915 "إبادة جماعية".

وعلق وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على القرار الأمريكي قائلا إنه "بلا قيمة"، معتبره انتقاما من تركيا.

وكتب مولود جاويش أوغلو على تويتر "هؤلاء الذين فشلت مشاريعهم تحولوا صوب اتخاذ قرارات عفا عليها الزمن. الدوائر التي تعتقد بأنها ستنتقم بهذه الطريقة هي على خطأ. هذا القرار المخزي من قبل أشخاص يستغلون التاريخ في السياسة لا أهمية له بالنسبة لحكومتنا وشعبنا".

القرار الأمريكي أو النفي التركي ليس الأول، ففي ابريل الماضي هاجم أردوغان نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون قراره تخصيص يوم لإحياء ذكرى "الإبادة الأرمنية"، وهي التسمية التي ترفضها تركيا للمجازر التي ارتكبت بحق الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى.

ووصف وقتها أردوغان نظيره الفرنسي بـ"المبتدئ" في السياسة، متهما فرنسا بالقيام بـ"إبادة" في الجزائر خلال الحقبة الاستعمارية وبأنها كانت مشاركة في الإبادة التي حدثت في رواندا.

وتعترف 30 دولة بالإبادة الأرمنية التي يؤكدها أيضا مؤرخون، وبحسب التقديرات، قتل نحو 1,2 إلى 1,5 مليون أرميني خلال الحرب العالمية الأولى على يد جنود السلطنة العثمانية التي كانت في ذلك الحين متحالفة مع ألمانيا والإمبراطورية النمساوية المجرية.

وفي الوقت ذاته، تعترف الأمم المتحدة رسميا بالإبادة التي تعرض لها الشعب الأرمني، حيث تمت عملية تطهير عرقي على عدة موجات بلغت نهايتها في 24 ابريل 1915 عندما تم إعدام المئات من أهم الشخصيات الأرمنية في ساحات مدينة إسطنبول والتي كانت إشارة انطلاق لعمليات إبادة مئات القرى الأرمنية.

ورغم ذلك، يرى أردوغان أن "تهجير الأرمن ليس إبادة جماعية ولا كارثة كبرى، بل هو عبارة عن حادثة أليمة وقعت في تلك الفترة.