الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المهووس بالخلافة.. كيف يدمر أردوغان جمهورية أتاتورك؟

أردوغان في مطار
أردوغان في مطار أتاتورك

يوما بعد يوم تسقط الأقنعة التي يرتديها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فبعد تمكنه من الانفراد بالسلطة أخذ يؤسس لدولته الخاصة، كما يمضي أردوغان قدما في مخطط دعم الإرهاب في المنطقة على أمل أن يضع قدمه في الشرق الأوسط والهيمنة على ثرواته، إذ إنه غارق في حلم الخلافة والسلطنة.

احتفلت تركيا يوم الـ29 من أكتوبر الماضي بالذكرى السادسة والتسعين لإعلان الجمهورية التركية الحديثة ومؤسسها مصطفى كمال أتاتورك، فمن اسطنبول التي تعشق أتاتورك أحيى المواطنون الأتراك عيد جمهوريتهم متذكرين انتصارات أتارتورك، خرجت أصوات غاضبة من خليفة أتاتورك رئيسهم الحالي رجب أردوغان، مشككين في رضا أتاتورك عن المسار الذي حدده أردوغان للبلد التي أسسها.

يشير مقال بصحيفة "واشنطن بوست" إلى ان أردوغان دمر مبدأ أتاتورك "السلام في الداخل.. السلام في الخارج" حيث أدخل أردوغان بلاده في سلسلة من المغامرات العسكرية التي لا يمكن أن تؤدي إلى سقوطه وسقوط تركيا.

التوغل العسكري الأول كان في سوريا عام 2016 ثم احتلال الجيب الكردي من عفرين السورية في 2018 ، ومؤخرا في اكتوبر الماضي شن أردوغان عدوانا على المناطق الكردية في شمال شرق سوريا مستهدفا المدنيين والنساء، كما أنه نجح في صرف الانتباه عن الانهيار التدريجي للاقتصاد التركي، وفقا للصحيفة.

ومؤخرا، وافق مجلس النواب الأمريكي، الأسبوع الماضي، على فرض عقوبات صارمة على تركيا إضافة إلى اعترافه رسميا بإبادة الأرمن إبان عهد الدولة العثمانية. لكن ذلك لم يردع أردوغان الذي يمضي قدما في خطته لإعادة توطين مليوني لاجئ سوري ممن يعيشون في تركيا في المناطق الكردية بشمال شرق سوريا وسط اتهامات بالتطهير العرقي.

ويهدد أردوغان الرافضين خططه وخاصة الأوروبيين بفتح الباب أمام 3.6 مليون لاجئ يعيشون في تركيا، كما أنه بالفعل رحل الآلاف منهم قسريا إلى ما يسمى بـ"المنطقة الآمنة" شمال سوريا معرضا حياتهم للخطر، لكن يبدو أن أتاتورك لو علم بذلك سيتحرك من قبره.

وأشار المقال إلى أن الرئيس التركي يبدو أنه لا يزال مهووس بحلم الخلافة ويصدق أنه "السلطان" مدمرا كل إرث أتاتورك الذي أسس الجمهورية التركية الحديثة وكان أول رئيسا لها عام 1923، حيث ألغى الخلافة العثمانية وتبنى مبدأ فصل الدين عن الدولة وأزال الألقاب، بعكس ما يفعله النظام التركي الحالي... فإلى أين يقدو أردوغان بلاده؟