حاكموهم في العراق.. ترحيل سجناء داعش إلى بلدانهم الأصلية يشعل الخلاف بين أمريكا وأوروبا

تعارض موقف الولايات المتحدة الأمريكية مع حلفائها الأوروبيين، أمس الخميس، بشأن ما يجب فعله مع الآلاف من سجناء تنظيم داعش في سوريا، فترى أمريكا ضرورة محاسبتهم في بلدانهم، فيما ترفض فرنسا وعدد من الدول الأوروبية استلامهم بعد ترحيلهم من سوريا، مطالبين بمحاكمتهم في العراق.

ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، وصفت واشنطن الاقتراح الفرنسي بمحاكمة عناصر داعش في العراق بأنه "غير مسئول".

وطالب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس الخميس، الدول الأعضاء بالتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، باستعادة المقاتلين الأجانب المحتجزين ومحاسبتهم.

وأكد بومبيو، خلال اجتماع وزاري للدول الأعضاء في التحالف الدولي ضد داعش، أن واشنطن تسعى لمنع داعش من إعادة السيطرة على حقول النفط في شمال شرق سوريا، مؤكدا أنها ستواصل قيادة جهود مكافحة التنظيم الإرهابي.

وكان إعلان تركيا بدء ترحيل سجناء داعش إلى بلدانهم الأصلية، أثار انتقاد وغضب الدول الأوروبية، الذين طالبوا بمحاكمة هؤلاء في بغداد ودمشق، خاصة أن معظمهم من أصول سورية وعراقية.

ولا ترغب فرنسا وبريطانيا، في عودة المقاتلين من داعش، إليها، لكن قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إن حكومته ستسعى إلى "احتجاز محدد ودائم" لهؤلاء السجناء إذا تم ترحيلهم.

وأضاف: "لا ننسى أبدا أن هؤلاء النساء والرجال الذين انضموا إلى داعش اتخذوا قرارًا بوعي للقتال من أجل هذا التنظيم الإرهابي".

ومن جانبه، أقر منسق شؤون مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية ناثان سيلز، بأن "هناك اختلاف في الرأي حول أفضل طريقة لحل مشكلة محاكمة سجناء داعش في بلدانهم الأصلية".

ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل"، قال سيلز للصحفيين إن "الولايات المتحدة تعتقد أنه من غير المناسب أن تطلب من العراق بشكل خاص تحمل عبء محاسبة المقاتلين الأجانب بـ داعش خاصة من أوروبا".

وأضاف أنه "سيكون من غير المسؤول أن تتوقع أي دولة من العراق حل هذه المشكلة".

وكانت أنقرة بدأت، الاثنين الماضي، ترحيل سجناء تنظيم داعش في شمال شرق سوريا إلى بلدانهم الأصلية، بعد غزوها على شمال سوريا، والذي رفضه معظم الدول الأوروبية، لأنه بمثابة خطر على أمنها القومي، فيما عدا بعض الدول مثل السويد وفنلندا وهولندا.

وأعلنت السلطات التركية، انطلاق عملية ترحيل سجناء داعش، لافتة إلى بدئها ترحيل اثنين أحدهما ألماني وآخر أمريكي.

كما أشارت إلى أنها ستُرّحل 23 أسيرا آخرين، جميعهم أوروبيون، في غضون الأيام المقبلة.