الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مذبحة ذي قار.. لماذا سكب المتظاهرون العراقيون دلال القهوة؟

صدى البلد

خلال الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة الناصرية التابعة لمحافظة ذي قار العراقية، سقط العشرات من شباب المدينة ما بين قتيل وجريح.

فتداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" صور يظهر من خلالها قيام أهالي وعائلات الشباب بسكب وقلب دلال القهوة "الدلة هي الآنية التي يتم فيها تجهيز القهوة للضيوف"، في مجالس ودواوين ومضايف العائلات وهو ما يعني أن الفترة المقبلة يمكن أن تشهد المزيد من العنف وسفك الدماء.

وقلب الدلة في التراث العربي والقبلي، له عدة مدلولات، تشير معظمها إلى نذير شؤم، فإما حزن على وفاة عزيز وإما شخص ذي شأن في القبيلة، وأحيانا أخرى يكون قلب الدلة إعلان حرب من القبيلة على عدوها.

وتقول مصادر التراث العربي، إنه في أحوال طلب الدم والقتل تكفى الدلال على أطراف النقرة أو الموقد، وهذا دليل على طلب الثار أو أن القتيل عميد قومه ولا يمكن تعويضه، وإذا كانت وفاة لعميد القوم وليس له خلف وولد تقوم النساء بكفي الدلال وإطفاء النار بالماء ويقال نارهم هاجمه كما ورد في بعض الروايات أن بعض الغزاة كفي دلال القهوة على النقرة ووضع السكن في دلال القهوة بعد أن اعمل السيف بأهل المكان.

وإذا ما قررت القبيلة أخذ الثأر، فهناك تقليد يدعى فنجان الدم، وهو الفنجال الذي يشربه من ينبري للثأر لرجل ثم يحقق الثأر وبهذه الحال تكفى الدلال والقدور، ولا يعاد طبخ القهوة إلا بعد أخذ الثأر.

وفنجان قهوة الدم له طقوس لدى القبائل العربية، فعندما يكون هناك شخص يطلب شخص ما بدم أو ثأر أو ما شابه ذلك وإن كان شيخ القبيلة أو كبير بالسن أو امرأة، يتم جمع شباب القبيلة وفرسانها ويصب القهوة بالفنجان ويرفعه عاليا على رؤوس الحضور والأشهاد، وأمام الجميع ويقول :هذا فنجان (فلان بن فلان) من يشربه؟ فيرد من قرر الأخذ بالثأر ويقول : أنا له، ويأخذ الفنجان ويشربه ويذهب في طلب هذا الشخص ولا يعود إلى قبيلته إلا بعد إحضار البينة على أنه انتقم لصاحب الفنجان من الشخص المطلوب وإلا فله إحدى الخيارين.

الخيار الأول هو الإجلاء من قبيلته وعدم العودة إليها مطلقا، أما الخيار الثاني فهو العودة محملا بالخزي والعار ويصبح مدعاة لسخرية أفراد القبيلة ولا يتزوج منها ولا يخرج للحرب مع فرسانها.