الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبيل انعقاد مؤتمر برلين.. السراج يدعو المجتمع الدولي لنشر قوة حماية دولية في طرابلس.. ويكشف خيارات حكومته حال فشل القمة.. وأردوغان يزعم: تركيا مفتاح السلام في ليبيا

قائد الجيش الليبي
قائد الجيش الليبي ورئيس حكومة الوفاق

السراج: جهود الاتحاد الأوروبي في حل النزاع الليبي ضئيلة جدا
أردوغان يهاجم الدول المعترضة على تدخله في ليبيا
مسودة بيان مؤتمر برلين تحث جميع الأطراف على وقف دائم لإطلاق النار وتطبيق حازم لحظر توريد الأسلحة إليها

تستضيف برلين الیوم، الأحد، المؤتمر الدولي الخاص بليبيا للبحث في حل سلمي للنزاع القائم وإعادة إطلاق عملية السلام، يتوقع أن يشارك فيه الطرفان الليبيان المتنازعان.

كما يشارك في المؤتمر الرؤساء المصري عبد الفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون والتركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.

ويأتي مؤتمر برلين بعد محادثات ليبية في موسكو بمشاركة ممثلين عن روسيا وتركيا.

وغادر حفتر موسكو دون توقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار مع حكومة السراج.

وقد كشفت وكالات أنباء دولية عن مسودة البيان الختامي، المقرر توقيعها من قبل الأطراف الدولية والإقليمية المشاركة في المؤتمر.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فقد شاركت دول مصر الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيطاليا وفرنسا والإمارات، في صياغة تلك الوثيقة، التي تم إعدادها خلال الأشهر الماضية خلال خمسة اجتماعات تحضيرية في برلين

وقد أحالها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي في 15 يناير الجاري استعدادًا للتصويت عليها.

تنص بنود الوثيقة على وقف دائم لإطلاق النار وتطبيق حازم لحظر توريد الأسلحة إليها، وإجراء إصلاحات في مجالي الاقتصاد والأمن، وإلزام ممثلي أكثر من عشر دول مدعوة للمشاركة في المؤتمر بالعودة إلى العملية السياسية في ليبيا، والالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.

كما أوضحت وكالة "رويترز" أن مسودة البيان الختامي لمؤتمر برلين حول ليبيا الذي يعقد في برلين اليوم، ستدعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن استهداف المنشآت النفطية في البلاد.

وأوضحت أن مسودة بيان المؤتمر تحث كل الأطراف على الامتناع عن الأعمال العدائية ضد المنشآت النفطية في ليبيا.

وقالت إن المسودة تعترف أيضا بأن شركة النفط الوطنية، التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، هي الكيان الشرعي الوحيد المصرح له ببيع النفط الليبي. ويأتي ذلك بعد إغلاق قبائل ليبية جميع الموانئ النفطية في شرق البلاد، وذلك بدعوى منع حكومة الوفاق في طرابلس من استخدام عائدات النفط لتمويل المقاتلين الأجانب.

وقبل ساعات من انعقاد مؤتمر برلين الدولي، أجرى رئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية دعا خلالها المجتمع الدولي إلى نشر «قوة حماية دولية» في ليبيا تحت رعاية الأمم المتحدة، لضمان وقف إطلاق النار؛ وذلك عشية قمة دولية تهدف إلى إعادة إطلاق عملية السلام.

وقال السراج: "إذا لم ينه الرجل القوي خليفة حفتر توسعاته، سيتعين على المجتمع الدولي التدخل عبر قوة دولية لحماية السكان المدنيين الليبيين"، مؤكدا أن "إن مهمة مسلحة كهذه يجب أن تكون برعاية الأمم المتحدة، كما يتوجب تحديد الجهة التي ستشارك فيها، سواء أكان الاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الأفريقي أو جامعة الدول العربية".

وانتقد السراج قلة جهود الاتحاد الأوروبي في حل النزاع الليبي، ووصفها بأنها "ضئيلة جدا"، مضيفا: "توقعنا أن يعارض الاتحاد الأوروبي بشدة توسعات حفتر وأن يساعد في إنهاء الأزمة الليبية. يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي منتقدا ذاتيا. لقد جاء الأوروبيون بعد فوات الأوان".

وقال رئيس حكومة الوفاق: «سنرحب بقوة حماية ليس لأنه يجب أن نكون محميين بصفتنا حكومة، بل من أجل حماية السكان المدنيين الليبيين الذين يتعرضون باستمرار للقصف منذ تسعة أشهر».

وخلال مقابلة أخرى أجراها السراج، اليوم الأحد، مع وكالة الأنباء الألمانية قبل ساعات من انطلاق مؤتمر برلين،أكد أن المؤتمر الدولي يتيح فرصة توحيد الموقف الدولي لحل الأزمة الليبية.

وفي معرض رده عن خيارات حكومته حال عدم التوصل لأي اتفاق في مؤتمر برلين، وتجدد القتال داخل العاصمة، وهل سيتم الاعتماد على القوات التركية بدرجة كبيرة في هذا الأمر؛ زعم السراج أن "خيارنا الثابت هو السلام، ولكن إذا تواصل العدوان، سنستمر في الدفاع عن أنفسنا، وبقوة حتى دحره، فنحن لم نعتد على أحد، والدفاع حق مشروع لا جدال فيه، واعتمادنا الأساسي على أنفسنا"، مشيرا إلى أن "مذكرة التفاهم الأمنية مع تركيا عمرها أيام فقط".

وعند سؤاله حول السماح بانتهاك سيادة ليبيا وجل التدخل العسكري الأجني لبلاده، واصل السراج مزاعمه ووصفها بأنها حملة تشويه لشخصه ولحكومته. وبرر السراج السبب الرئيسي الذي دفعه لطلب المساعدة العسكرية من تركيا بأن هناك دولا، لم يسمها، تراهن على الرجل القوي حفتر، زاعما أنه فشل في تحقيق أهدافه؛ مؤكدا "هذ ما دفعنا لدول صديقة لتزويدنا بأسلحة ندافع بها عن أنفسنا".

ورفض السراج الاتهامات الموجهة لتركيا بنقل مرتزقة من فصائل المعارضة المسلحة السورية للأراضي الليبية لمساندة حكومته في الدفاع عن العاصمة، زاعما "لا يوجد مرتزقة بين قواتنا، وهذا الزعم يدخل في نطاق التضليل، ولا علاقة لنا بالتخمينات وموقف الطرف الآخر، كما لا يوجد ببنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان معروضا ضمن المبادرة التركية الروسية إشارة لكون وجود تركيا كدولة مراقبة، لقد تضمن الأمر تشكيل لجنة عسكرية تقوم بتحديد خطوط التماس". وفي وقت سابق، كشفت صحيفة "الجارديان" في تقرير لها أن نحو ألفي مقاتل سوري سافروا من تركيا وسيصلون قريبا للقتال في ليبيا، في تطور غير مسبوق يهدد بزيادة تعقيد الوضع الصعب في البلاد.

من جانبه، شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم، الأحد، هجوما حادا على الدول والأطراف المعترضين على تدخله في ليبيا، وذلك قبيل توجهه إلى ألمانيا للمشاركة في مؤتمر برلين.

وادعى أردوغان في مؤتمر صحفي أن " تركيا أصبحت مفتاح السلام في ليبيا"، معربا عن أمله في أن تؤدي قمة برلين إلى نتائج فيما يتعلق بالأزمة الليبية.

وأضاف أن "زيارة حفتر إلى اليونان لا نقيم لها وزنًا"، وتابع "اليونان انزعجت لعدم دعوتها إلى مؤتمر برلين، والاتفاق بين تركيا وليبيا أفقدها صوابها".

واعتبر أردوغان أنه لا يوجد حل عسكري في ليبيا، مشيرا إلى أن أي محاولات لفرض حل عسكري لن تفضي إلى نتائج.

وأردف: "نتمنى أن تؤدي قمة برلين إلى نتائج فيما يتعلق بالأزمة الليبية، وقد توصلنا إلى هدنة في ليبيا بعد مساعٍ تركية وروسية استمرت 4 أشهر".

وفي وقت دعا الموفد الدولي الخاص غسان سلامة، إلى وقف كل التدخلات الخارجية في ليبيا، حذر أردوغان من أن سقوط حكومة الوفاق في طرابلس سيعني حصول "الإرهاب" على موطئ قدم للانتقال إلى أوروبا.

كتب أردوغان مقالا في مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، عن الأزمة الليبية، لتبرير تدخله العسكري، ومحاولا استمالة الأوروبيين لدعمه وحكومة الوفاق بقيادة فايز السراج، من خلال تهديدهم بالهجمات الإرهابية وداعش واللاجئين، عشية مؤتمر برلين من أجل السلام في ليبيا.

وهدد الرئيس التركي الدول الأوروبية قائلا:" ستواجه أوروبا مجموعة جديدة من المشاكل والتهديدات إذا سقطت حكومة ليبيا الشرعية (الوفاق)، سوف تجد المنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، أرضا خصبة للوقوف على قدميها..إذا استمر النزاع، فإن العنف وعدم الاستقرار سيشعلان الهجرة غير الشرعية نحو أوروبا".