الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لم يتمالك دموعه.. والد الشهيد الضاحك: ابني مش خسارة في مصر.. شاهد

الشهيد البطل النقيب
الشهيد البطل النقيب مصطفى محمد

"عيش راجل يموت جسمك يعيش اسمك" آخر عبارة كتبها الشهيد البطل النقيب مصطفى محمد عثمان الضابط بقطاع الأمن المركزي والذي استشهد في 25 يونيو الماضي بمدينة العريش أثناء التصدي ببسالة، لهجوم عدد من العناصر الإرهابية، على 3 كمائن أمنية، تابعة للشرطة، بمدينة العريش، بمحافظة شمال سيناء، ولقب الشهيد النقيب مصطفى عثمان بالشهيد الضاحك لابتسامته التي لم تفارق وجهه حتى لحظة استشهاده.


صدى البلد التقى اللواء محمد عثمان "والد الشهيد" وسرد لنا تفاصيل في حياة الشهيد "مصطفى" حيث قال: "الشهيد مصطفى أكبر أولادي في الذكور وكان منذ صغره جريء واجتماعي جدا"، لم يتمالك والد الشهيد أن يمسك دموعه التي انهمرت من عينيه خلال حديثه وتوقف عن الحديث لدقائق حتى تمالك نفسه لاستكمال كلامه قائلا: "قبل التحاق ابني بكلية الشرطة كنت رافضا أن يدخل الكلية نظرا للمخاطر التي يتعرض لها ضباط الشرطة ولكنه كان نفسه الالتحاق بها وقدم أوراقه بالكلية ولم أتدخل له في التقديمات وقبل بالكلية ونجح في الاختبارات، وجاء توزيعه في القاهرة ولم أتدخل لنقله إلى أسيوط حيث كان معتادا في عدم الاعتماد علي في شيء وقام بتقديم طلب مثل أي ضابط وتم الموافقة على نقله لأسيوط وتم انتدابه إلى سيناء أكثر من 10 مرات وكان دائما يحكي لنا بعد عودته عن بطولات رجال الشرطة في سيناء.


وتوقف والد الشهيد قليلا عن الحديث بعد أن غلبته دموعه وبعدها عاد قائلا: "ابني مش خسارة في مصر"، ترك الشهيد ابنه "محمد" وبعد استشهاده كانت زوجته حامل وأنجبت ابنته "ماسة" بإذن الله هنكمل رسالته مع أبنائه.


وأضاف والد الشهيد: نجلي منذ طفولته كان محبا للصدقات ومساعدة الغير كانت الفلوس ليس لها قيمة عنده كان يعطيني أنا ووالدته الفلوس لإخراجها صدقة ومساعدة الغير وكان محبا لإدخال السرور على الآخرين حتى الطلاب الذين كانوا يسكنون معنا في البرج كان اجتماعيا معهم، وكانت الضحكة لا تفارق وجهه نهائيا خاصة وأن البعض كان لديهم الظن أن ضباط الشرطة متعالين ولكن ابني كان عكس ذلك كان متواضعا جدا ويحافظ على صلاته قريب من ربنا.


واستكمل والد الشهيد حديثه: كان ابني عندما يأتي الإجازة ويعلم أن أحدا من أصحابه والده في المستشفى يذهب لزيارته قبل أن يستريح من السفر وكان أي شخص يطلب منه طلبا لا يتأخر وكانت العبارة المعتادة له "سهلة بإذن الله" وعندما ذهب المرة الأخيرة لسيناء عرضت عليه اتصل بزملائي وألغي له الانتداب رفض وقال لي "أقضي مدتي وأرجع بإذن الله مش ههرب أنا من حاجات زي كده".


ووجه والد الشهيد مصطفى محمد عثمان رسالة إلى أسر شهداء الشرطة قائلا: "ربنا يصبرنا جميعا ويربط على قلوبنا، أبناؤنا مش خسارة في مصر نحن في نعمة كبيرة ربنا يديمها علينا نعمة الأمن والأمان في مصر لا بد أن يكون هناك تضحيات ونحن مؤمنون ودي رسالتنا تجاه بلدنا.


وقالت مي محمد عثمان "شقيقة الشهيد": "شقيقي لديه طفلين "محمد" عمره عام ونصف و"ماسة" حديثة ولادة سوف نحكي لهما عن بطولات والدهما "عاش راجل ومات بطل"، بعد تخرجه التحق بقطاع الأمن المركزي العمليات الخاصة قطاع "سلامة عبد الرؤوف" في القاهرة، قضى فيه ما يقرب من عام وتقدم بطلب ونقل إلى الأمن المركزي في أسيوط والتحق بإدارة مكافحة الإرهاب بالأمن المركزي في أسيوط، والتي تختص في التعامل مع العناصر الخطرة في جبال الصعيد وانتدب إلى سيناء كثيرا كان في كل انتداب يظل 45 يوما في سيناء.


وأضافت شقيقة الشهيد، أنه يوم 25 يونيو الماضي كان أخي في كمين الصفا الرفاعي بالعريش وقامت سيارة مفخخة وشخص يحمل حزاما ناسفا وآخرون مسلحون بالتخطيط لاستهداف 5 أكمنة متجاورة للشرطة بمنطقة السوق والموقف والمسجد الخاص بمنطقة الرفاعي، لم يتردد أخي وزملاؤه عن مواجهتهم وقام وزملاؤه بالتقدم خارج الكمين والتعامل مع هؤلاء الخوارج لإبعادهم عن الأماكن المستهدفة لتقليل عدد الضحايا قدر الإمكان، وأصيب أخي في المواجهات ورغم إصابته قام بقتل الإرهابي الذي كان يحمل حزاما ناسفا وآخرين من الإرهابيين مما أجبر قائد السيارة المفخخة على التراجع من شدة التعامل.


واستكملت شقيقة الشهيد: في آخر شهر رمضان الماضي قال أخي لأمي "يا سلام يا ماما لو تبقي أم الشهيد" وكان رد أمي له "حرام عليك يا مصطفى بعد ما كبرنا وتعبنا بدل ما ترعانا" فرد عليها قائلا: "ربنا بينزل البلاء ومعاه الصبر" وكان دائما يقول لزملائه إحنا جايين العريش علشان نستشهد.


يذكر أن الشهيد النقيب مصطفى محمد عثمان استشهد في مواجهات مع مجموعة من العناصر الإرهابية هاجمت منطقة تمركز قوات الشرطة جنوب غرب العريش شمال سيناء، حيث تصدت لها القوات، وأسفرت المواجهات عن استشهاد ضابط شرطة و6 مجندين، ومقتل 4 من تلك العناصر الإرهابية، حيث انفجر في أحدهم حزام ناسف كان يحمله.