الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لبنان.. حكومة جديدة على وقع الاحتجاجات.. إلى أين تتجه بيروت؟

حسان دياب رئيس الحكومة
حسان دياب رئيس الحكومة اللبنانية

وسط تصاعد الاحتجاجات وتعالي مطالب المتظاهرين، أعلنت الرئاسة اللبنانية تكليف حسان دياب بتشكيل حكومة جديدة "تعبر عن تطلعات المعتصمين" الرافضين للطبقة السياسية الحاكمة في البلاد، إلا أن الشارع لم يهدأ عقب الإعلان عن تشكيل الحكومة.

عقب 3 أشهر من الاحتجاجات، كُشف النقاب عن الحكومة الجديدة المكونة من 20 وزيرا معظمهم يتولى منصب وزير للمرة الأولى، وسط صراع وتناقض بين مكوناتها، واضطر حسان دياب لتقديم عديد من التنازلات لتخرج تلك الحكومة الجديدة للنور بتناقضتها ومكوناتها المختلفة.

في وقت تشير فيه وسائل إعلام لبنانية إلى تدخل حزب الله بشكل مباشر في اختيار الوزراء وممارسته ضغوطا لتخرج تلك الحكومة للنور في ظل تحديات بالجملة على رأسها انهيار الاقتصاد اللبناني والأزمة المالية الطاحنة التي تضرب البلاد.

من هم الوزراء الجدد؟ 
رئيس الحكومة هو حسان دياب من مواليد بيروت، وشغل منصب وزير التعليم في عام 2011، كما شغل دياب أيضًا نائب الرئيس للبرامج الخارجية الإقليمية في الجامعة الأمريكية في بيروت.

أما وزيرة العدل في الحكومة الجديدة هي ماري كلود نجم الاستاذة بكلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة القديس يوسف في بيروت، وكان لها أبحاث ودراسات عدّة في مواضيع تنازع القوانين والاختصاص الدولي، خاصة في الأنظمة المتعددة القوانين.

وكانت ماري من الأعضاء المؤسّسين لحملة "خلص!" عام 2007 بهدف التوصّل إلى حلّ سلمي وملزم للأزمة السياسية في لبنان آنذاك، كما شاركت مؤخرًا في الانتفاضة الشعبية اللاطائفية من أجل تغيير جذري في الممارسة السياسية في لبنان.

ومن أبرز الأسماء في الحكومة الجديدة، وزير المالية غازي وزني الحاصل على  شهادة دكتوراه في الأداء الاقتصادي والمالي من جامعة باريس، ومؤسس عدد من المصارف في إفريقيا .

بينما تم اختيار ناصيف حتى وزيرا للخارجية، وهو مرشح التيار الوطني الحر، ويحمل دكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا، كما عين  رئيسًا لبعثة جامعة الدول العربية في فرنسا ومندوبًا مراقبًا دائمًا للجامعة لدى اليونسكو، وتم اختياره أيضا  رئيسًا لبعثة جامعة الدول العربية لدى إيطاليا ولدى الفاتيكان، ومندوبًا مراقبًا دائمًا لدى منظمات الأمم المتحدة في إيطاليا.

في المقابل، عينت منال عبد الصمد وزيرة للإعلام في الحكومة الجديدة وهي أستاذة محاضرة في جامعة القديس يوسف في بيروت، كما شغلت  منصب رئيس دائرة التشريع والسياسات الضريبية في مديرية الضريبة على القيمة المضافة.

أما ملف الصحة، تولاه حمد علي حسن الذي تم تسميته من قبل حزب الله، وهو خريج  أكاديمية موسكو الطبية، كما أنه طبيب مختبر حاصل على دكتوراه في العلوم البيولوجية.

وكانت وزيرة الدفاع زينة عكر عدرا مفاجأة التشكيل الحكومي خاصة وأنها أول امرأة تتولى حقيبة الدفاع في الوطن العربي، ولم يظهر اسمها على الساحة السياسية من قبل، وهي زوجة لجواد عدرا رجل الأعمال اللبناني المعروف ومدير عام شركة "الدولية للمعلومات"، وهي واحدة من أبرز الشركات المتخصصة باستطلاعات الرأي في لبنان.

- كيف استقبل اللبنانيون الحكومة الجديدة؟
التناقض بين مكونات الحكومة والاعتماد على الطائفية الحزبية في اختيار الوزراء يبدو أنه لم يهدئ من احتجاجات الشارع اللبناني حيث قام المتظاهرون على الفوور بقطع  طريق كورنيش المزرعة في العاصمة بيروت بالاتجاهين.

كما اعتصم عدد من المتظاهرين أمام مدخل سرايا طرابلس، مرددين الهتافات المطالبة باستقالة دياب وتشكيل حكومة مستقلة، في ظل انتشار عناصر قوى الأمن الداخلي في محيط السرايا.

وتواجه الحكومة عاصفة من الانتقادات والتحديات قبل بدء مهامها رسميا، فيما أثارت طريقة تكليف الوزراء والضغوط التي مارستها التكتلات السياسية غضب اللبنانيين متوقعين أن تكون الحكومة الجديدة مثل السابقة.

من جانبه علق سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية قائلا تبين من تشكيلة الحكومة ومن الأحداث التي رافقت تشكيلها أنها توليفة"، قائلًا، "يا محلا الحكومات السابقة".

وأضاف "لا أتحدث عن الأشخاص، لكن المشكلة تكمن في غالبية الوزراء المرتبطين بالقوى السياسية التي أوصلت البلد إلى الوضع الراهن. وقد يكون من المبكر الحكم على الحكومة الجديدة، بانتظار أفعالها وقراراتها، لكن هذا الانطباع الأول".

وأوضح جعجع أن "السلطة لا ترى شيئًا ولا تسمع شيئًا من الحراك. وللأسف تطور الحراك بالشكل الذي كنا نتوقعه بسبب تصرف السلطة هذا، بعد ثلاثة أشهر، بات الناس يتحركون بعنف، والسلطة تتصرف وكأن شيئا لم يكن، فيما نحن بحاجة إلى كل ثانية من العمل والإنتاجية".

وتابع  "لا أحد يستطيع أن يفتعل حراكا بهذا الحجم، لكن وتيرة الحراك ستتصاعد بفعل التدهور الاقتصادي والمعيشي، بدليل ارتفاع سعر صرف الدولار وخصم الرواتب وتسريح الموظفين. وأتخوف من العنف كما رأينا السبت والأحد في وسط بيروت لأن الأوضاع المعيشية صعبة جدا".