الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وسط عزلة سياسية.. هكذا ترى إيران تركيا كـ نافذة لها على العالم

الرئيس التركي ونظيره
الرئيس التركي ونظيره الإيراني

سلط موقع "أحوال" التركي المعارض، في تقرير له، الضوء على العلاقات التركية الإيرانية المتزايدة وجولة المحادثات التي يقودها البلدان لتعزيز التجارة والتعاون في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة، إذ ترتبط الدولتان دائما بعلاقات تجارية قوية حتى في ظل العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على إيران، لذا، فإن طهران ترى أنقرة وكأنها نافذة على العالم وسط عزلة سياسية تواجهها.

ووفقا لموقع "أحوال" التركي المعارض، فإن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على طهران والتي أعاقت اقتصادها وقلصت صادراتها من النفط الخام بشكل كبير، زادت من أهمية تركيا لدى إيران حيث يتعين عليها الآن الاعتماد على دخل كبير من من الغاز الطبيعي المصدر لتركيا.

لقد كانت إيران تأمل في أن يقاوم شركاؤها التجاريون الشرقيون العقوبات، ولكن خابت آمالها إذ امتثلت جميع الدول تقريبا لأوامر الولايات المتحدة ولم تجد من ينصفها سوى تركيا التي أدانت العقوبات الأمريكية وأعلنت أنها لن تلتلزم بها.

وكان أحد الأهداف الرئيسية للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من خلال فرضه لهذه العقوبات هو تخفيض صادرات إيران من الطاقة إلى الصفر.

وأوضح "أحوال" أنه على الرغم من أن خرق العقوبات قد يكون عملا مربحا للبلدان، إلا أن الامتثال الواسع للعقوبات الأمريكية ليس مفاجئا نظرا لوجود مستوى عال من المخاطرة، وبالنظر إلى المخاطر التي تتمثل في مواجهة غرامات بمليارات الدولارات أو الاستبعاد من النظام المالي الدولي، فلم تجرؤ أي دولة على مواصلة تجارة النفط الخام مع إيران أو انتقاد العقوبات الأمريكية علانية.

وقد أثرت العقوبات بشدة على الاقتصاد الإيراني في جوانب كثيرة، الأمر الذي أدى أيضا إلى احتجاجات واسعة النطاق. ويقدر صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد الإيراني تقلص بنسبة 9.5 في المائة في عام 2019، وهو أسوأ أداء له منذ عام 1984.

وعلى أساس إقليمي، يلعب الغاز الطبيعي الإيراني دورا مهما في مجال أمن الطاقة، خاصة بالنسبة للعراق وتركيا. 

وتلبي تركيا أكثر من 15 في المائة من احتياجاتها من الغاز من إيران؛ ومن المستحيل الاستعاضة عنها دون خسائر أو اضطرابات كبيرة نظرًا لقدرات خط الأنابيب الحالية وتزايد الطلب على الغاز في البلاد.

وفي مواجهة نفس التهديدات، قام العراق بالحصول على إعفاءات مؤقتة لاستيراد الكهرباء والغاز الطبيعي من إيران، والتي مدتها الولايات المتحدة لمدة ثلاثة أشهر على أن تنتهي في فبراير المقبل.

وأشار الموقع التركي المعارض إلى أنه من غير المتوقع أن تقوم واشنطن بتمديد إعفائها، في ضوء التوترات السياسية والعسكرية المتزايدة مع طهران، كما هددت الولايات المتحدة العراق بفرض عقوبات بعد أن دعا البرلمان العراقي الحكومة العراقية إلى طرد القوات الأمريكية من البلاد.

وأضاف "أحوال" أنه على الرغم من أن الوفود التركية والأمريكية اجتمعت لمناقشة مدى العقوبات التي أعيد فرضها، فإنه من غير المعروف ما إذا كانت تركيا حصلت على إعفاء منفصل من واشنطن بشأن خرق العقوبات، مشيرا إلى أنه ليس من الواقعي توقع أن تخفض تركيا واردات الغاز الطبيعي من إيران، وإلى ذلك، يبدو أن الولايات المتحدة تتجاهل هذه التجارة والمدفوعات ذات الصلة، وربما عن طريق اتفاق شفهي أو ضمني.

وعلى الرغم من اتهام أنقرة والكيانات التركية بمخططات التهرب من العقوبات مرات عديدة، فإن مثل هذه الخطوة لن تحدث على الأرجح ثانية. ففي العقد الماضي، اتهمت الولايات المتحدة تركيا بالتحايل على عقوبات الأمم المتحدة على إيران؛ كما اتهمتها روسيا بتسويق النفط لداعش. وقالت الأمم المتحدة إن تركيا انتهكت حظر الأسلحة إلى ليبيا، كما اتهمت بعض الشركات التركية بالتهرب من فرض عقوبات على فنزويلا. والآن، تواجه تركيا عواقب وخيمة فيما يتعلق بدورها المركزي في التهرب من عقوبات الأمم المتحدة على إيران. وقد يواجه بنك Halkbank، وهو بنك تركي تديره الدولة، غرامات باهظة، كما أنه من الكتوقع أن يواجه الأفراد الذين يشاركون في خطة التهرب عقوبات صارمة.

وتابع الموقع التركي المعارض أنه حتى بدون خرق العقوبات، أصبحت تركيا شريكا تجاريا أكثر أهمية في مجال الطاقة لإيران، حيث اعتمدت بشكل متزايد على صادرات الغاز الطبيعي إلى البلاد. 

وفي أكتوبر، قدرت رويترز أن إيران صدرت 260.000 برميل فقط من النفط يوميًا مقارنة بـ 2.3 مليون برميل في بداية عام 2018 ومليون برميل في أبريل. وفي الأشهر العشرة الأولى من عام 2019، باعت إيران لتركيا 6 ملايين من الغاز الطبيعي. ولذلك، كانت تجارة الغاز الطبيعي مع تركيا بالفعل تجارة مربحة لإيران قبل فرض العقوبات.

وفي ختام التقرير، أكد الموقع أن التوترات المتزايدة بين إيران والعراق والولايات المتحدة يمكن أن تسبب انتكاسة كبرى في تجارة الغاز الطبيعي بين إيران وتركيا، والتي قد تضرب البلدين ماليا.