الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أردوغان بين فكي بوتين وترامب.. إلى أين يقود الرئيس التركي بلاده؟

ترامب - اردوغان -
ترامب - اردوغان - بوتين

لا يفوت الرئيس التركي فرصة للدخول في نزاع جديد، بل سمحت له أوهامه بالدخول في صراع مع روسيا التي كانت تعتبر الحليف الأقوى لنظام أردوغان، في ظل علاقات متوترة مع واشنطن.

كانت تركيا حليفا رئيسيا لروسيا ولحلف الناتو في آن واحد، لكن إسقاط القوات المدعومة من تركيا لطائرة استطلاع روسية فوق الأراضي الروسية غير مسار هذا التعاون، وأعاد المواجهة بين أنقرة وموسكو من جديد.

يشير تقرير على صحيفة "احوال" التركية إلى نمو النفوذ الروسي ودراسته الجيدة للمجتمع التركي، في حين يفتقد الأتراك المعلومات الكافية عن الاستراتيجية الروسية، مما يجعل السياسة الخارجية لأنقرة تجاه موسكو متخبطة.

سقوط الطائرة الروسية في 2015، جاء بعد اغتيال السفير الروسي في أنقرة، وهي الفرصة التي استغلتها روسيا بمهارة للضغط على تركيا واستغلال ذلك البلد العضو في حلف الناتو.

ويوضح التقرير أن روسيا في ذلك الوقت كان لديها هدفا واحدا وهو إلحاق الضرر بحلف الناتو عن طريق أحد أضعف حلفائه.

إضافة إلى ذلك، شملت العلاقات التركية الروسية نموا في واردات الغاز الطبيعي والتعاون في مجال الطاقة، ورغم الأزمات الخفية، تمكنت تركيا من عقد صفقة مع روسيا والحصول على أنظمة صواريخ "اس 400".

لكن المصالح التركية الروسية انقسمت في ساحة المعركة بروسيا، حيث يمتلك الحليفين أهداف مختلفة تماما إذ تدعم انقرة الإرهابيين والمتمردين الذين تقاتلهم روسيا، مما ينذر بأن النهاية السيئة لتلك العلاقة تقترب يوما بعد يوم.

كما يدخل النظام التركي في نزاع آخر مع روسيا حول الأوضاع في ليبيا، فضلا عن صراعه مع كثير من الدول مثل قبرص واليونان بسبب وقوفهما ضد طموح توسعه في المنطقة.

وفي خطوة استفزازية من قبل أردوغان لروسيا، ضاعف الرئيس التركي تصريحاته المؤيدة لأوكرانيا مطالبا بحصولها على الأسلحة.

ويقول التقرير إنه لا توجد مصالح تكتيكية مشتركة في الوقت الحالي  بين أنقرة وموسكو باستثناء التجارة والسياحة.

أما بالنسبة لعلاقة أنقرة بواشنطن، يوجد كثير من الأسئلة حول مدى قوة هذا الحلف المتصدع إذ تدعم الولايات المتحدة تركيا في حلف الناتو رغم سلوكها التعسفي وتصرفاتها المعادية لسياسات الحلف.

إلا أن تورط دولة مثل تركيا في دعم الإرهابيين بالتعاون مع قطر قد يجعل حلف الناتو متورطا في الأعمال غير القانونية، إضافة إلى وجود عديد من القضايا ضد مؤسسات تركية في الولايات المتحدة متورطة في جرائم احتيال والتحايل على العقوبات المفروضة على إيران.

ويسلط التقرير الضوء على الخلاف التركي الأمريكي حول سوريا والهجوم على الأكراد، موضحا أن العلاقات لا تبدو طويلة المدى في ظل الدعم التركي المتواصل للإرهاب وحملات الضغط لاتخاذ موقف ضد النظام التركي رغم تخاذل إدارة ترامب، حيث تثير سياسات أردوغان الخارجية تحفظ كثير من الدول الأوروبية وغيرها.

أما بالنسبة لتركيا، فإن النظام بقيادة أردوغان أصبح مفلس لدرجة أنه اذا استسلم للأمريكيين فسوف يقضي عليه الروس، والعكس صحيح.