الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فيها سم قاتل.. البومة أخطر أنواع الأسماك في مياه البحر الأحمر

فيها سم قاتل.. البومة
فيها سم قاتل.. البومة أخطر أنواع الأسماك في مياه البحر

تعتبر السمكة الصخرية من الأسماك اللاسعة، واكتسبت هذا الاسم من قدرتها العالية على التخفى والتلون، كما أن جسمها يغطى بالطحالب فيمنحها شكل الصخرة تمامًا.. سمكة الصخرة من أقبح الأسماك شكلًا لذلك يطلق عليها صيادو البحر الأحمر اسم "البومة"، وتعتبر من أخطر أسماك البحر الأحمر سمية، بل الأكثر سمية على مستوى العالم، وتكمن خطورتها فى  قدرتها العالية جدا على التحور فى الشكل حسب البيئة المحيطة بها.

قال صلاح سليمان الرشندى بجهاز شئون البيئة، إن السمكة البومه يوجد فى ظهرها 13 شوكة تتصل كل منها بغدتين سميتين عند قاعدة كل شوكة، تفرز سمها القاتل عند الضغط عليها، وتحدث الإصابات من هذه الأسماك عند الوقوف عليها، حيث يندفع السم خلال الأشواك الظهرية يكون تأثيرة على جميع أنواع العضلات مما يسبب شللًا كاملا وعلى رأسها عضلة القلب التى قد تسبب سكتة قلبية.

وأضاف الرشندى أن سمكة ا"الديك" التى يسميها صيادين البحر الأحمر "الجنخ أو الجضاضة" تنتمى لنفس عائلة سمكة البومة، ويمكن تمييزها بسهولة عن طريق ألوانها الزاهية الجذابة، وتمثل خطورة على حياة الإنسان نظرًا لسميتها العالية التى تتمثل فى أشواكها بديعة الألوان، ورغم أنها لا تهاجم الإنسان إلا أنها حينما تشعر بالخطر تنتصب أشواكها تحسبا لأى إعتداء عليها، وتتميز أيضًا بسمية شديدة لكنها أقل خطورة من سمكة الصخر، وتعتمد شدة الاصابة على عدد الأشواك وعمق الإصابة.

وكشف الرشندى خطورة سم هاتان السمكتان على الإنسان تكاد تكون واحدة ويشتركان فى الأعراض والعلاج، وعند التعرض إلى لسعة من أشواك هذه الأسماك يشعر المصاب بألم شديد جدا لايكاد يحتمل، يحدث صدمة عصبية تتوقف شدتها على حسب شدة الإصابة ويمكن أن تؤدى إلى ضعف عام وشلل فى أطراف المصاب بالإضافة إلى مشاكل فى التنفس، وفى حالة تأخر العلاج تحدث قرح وغرغرينا، لذلك يجب وضع ماء ساخن لاتزيد درجة حرارته عن (50 درجة مئوية) على مكان اللدغة لتخفيف الألم، لأن السم ذو أساس بروتينى يتكسر بالحرارة، ويوضع المصاب على ظهره بحيث يكون مستوى القدم المصابة أعلى من مستوى باقى الجسم.

ويفضل عدم استخدام أربطة كما فى حالة لدغة الثعبان لأنها تسبب مشاكل عديدة، وإذا فقد المصاب الوعى يجب عمل تدليك لعضلة القلب وعمل تنفس صناعى وسرعة نقلة إلى المستشفى، وهناك يتم إزالة بقايا الأشواك من مكان الإصابة إذا وجدت، مع الاستمرار فى استخدام الماء الساخن حتى يزول الالتهاب، وإعطاء مضاد للتيتانوس ومضاد حيوى مناسب لمنع الالتهاب.

ويوضح الرشندى حتى تتجنب الإصابة من هذه الأسماك، يجب ألا تلمس بيدك أى شىء لا تكن متأكدًا من طبيعتة أثناء الغوص أو السباحة، وعدم لمس أي صخرة عليها طحالب إلا بعد التأكد من أنها ليست سمكة صخرية، ومن الأفضل ألا تلمس شىء فى أعماق البحر على الإطلاق، ولا تقف أو تجلس على الصخور أو الشعاب المرجانية أو الرمال التى تكسوها مياه البحر، فهذه الأسماك تجيد التخفى بشكل لا يمكن تصوره، ويجب ألا تنزل إلى البحر حافى القدمين ويفضل ارتداء (قفازات وجوارب مع صندل البحر أو زعانف).

كان البحارة القدامى أثناء ممارستهم أعمال الصيد تقع فى شباكهم بعض من هذه الأسماك وفى خيوط الصيد أيضا، وقد يتعرض أحدهم للسعاتها خصوصا فى الظلام الدامس، عندها يقوم البحار بإستخدام طرق علاج بدائية مثل "كى" مكان اللسعة بالنار، وأحيانا يشعل النار فى قطعة من "صندلة البلاستيكى" ويجعلها تقطر على مكان الإصابة، أو يلجأ إلى "تشريط" مكان الإصابة بشفرة حادة حتى يخرج الدم ومعة السم، وهذه الطرق لها ظروفها حيث تواجدهم داخل البحر بعيدا عن المستشفيات والإسعافات، ولمدد طويلة خصوصا أثناء رحلاتهم خارج حدود البلاد فيما يسمى "عزبة الفسيخ" فى أراضى بلاد الحبشة التى تصل مدتها إلى أكثر من ستة شهور متواصلة فى عرض البحر.