EN 
من المنوفية للقاهرة مسافة عتاد والد عبد الله أشرف، على قطعها بشكل أسبوعي، منذ ما يقرب من 5 سنوات، لم يقطع كل هذه المسافة من أجل كسب قوت يومه؛ بل من أجل دعم نجله الذي يركض وراء شغفه بكرة القدم، فأبى والده أن يتركه وحيدًا، وركض خلفه، حتى باتت لديه عادة في كل مباراة، وهي أن يقف على أطراف الملعب، بالتحديد بالمكان المقرب من نجله، الذي يلعب بمركز حارس المرمى,
لم يكتف "أشرف" بتشجيع نجله بالهتافات الحماسية فحسب؛ بل يقوم بتصويره بهاتفه المحمول كل مباراة، ليوثق لحظاتها خطوة بخطوة ،وكأن عدسته هي أحدث كاميرات العالم التي تنقل المباراة على أكبر القنوات الفضائية، وذلك مع غياب الاهتمام الإعلامي بالأندية المغمورة.
ولأن لكل مجتهد نصيب، أراد القدر أن يكافئ الأب ونجله في آخر مباراة لنادي أسمنت حلوان الذي يلعب له الابن عبد الله، ضد نادي الغابة، حيث التقط أحد المصورين القلائل اللذين تواجدوا من أجل التغطية الإعلامية للمباراة عدة صور للأب وهو يقوم بتصوير نجله كعادته، وانتشرت الصور ولاقت تفاعلًا كبيرًا من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين وصفوا هذه الصور بأنها لخصت معنى السند في الحياة ومشجعه الوحيد.
«الاخطبوط»، «سد عالي المنوفية»، «حضري المنوفية»، ألقاب عدة أطلقها أهالي قرية كفر العشري التي يقطن بها "عبد الله" البالغ من العمر 20 عامًا، والذي يدرس في المعهد الفني لمواد البناء في حلوان، وقال: «حلوان وش الخير عليا، فيها هوايتي ودراستي».
بدأ عبد الله أشرف، مشواره الكروي في أحد أندية المنوفية، ثم لعب لفرق "نجوم السادات، سرس الليان، السلام"، ثم انضم لنادي أسمنت حلوان، متمنيًا في حديثه لـ صدى البلد أن ينضم للنادي الأهلي، وقال: «حتى لو هلعب ببلاش».
«هشجعه حتى لو هيلعب في البيت».. بتلك العبارة عبر الأب عن فخره بنجله، وأنه يشاهده في الملعب بعين الأب أحسن لاعب في مصر، أما بعين الجمهور فإنه يسير على خطي الحضري في صد التسديدات على مرماه، كما التقط الابن خيط الحديث بحماس شديد، «الحضري مثلي الأعلى من زمان ومش بشوف غيره».
