الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سد إثيوبيا


ما الذى حدث فى إثيوبيا أثناء زيارة الرئيس محمد مرسى؟ كيف أعلنت إثيوبيا فجأة أنها بدأت بالفعل، يوم أمس، أولى خطوات تنفيذ سد النهضة بتحويل مجرى النيل الأزرق، الذى يغذى دولتى المصب: مصر والسودان؟ لقد كان الموعد المقرر لبدء تنفيذ السد هو سبتمبر المقبل، وكانت هناك لجنة خبراء دولية مشكلة من مصر والسودان وإثيوبيا، بالإضافة لخبراء دوليين فى مجالات هندسة السدود، وتخطيط الموارد المائية، والأعمال الهيدرولوجية والبيئية، والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للسدود، وكان المقرر أن تقدم اللجنة تقريرها نهاية الشهر الحالى، لكن الحكومة الإثيوبية بعد اجتماع رئيس وزرائها مع محمد مرسى استبقت قرار اللجنة وبدأت خطوات التنفيذ بالفعل.
كان الجانب المصرى، ممثلاً فى اللجنة الوطنية المكلفة بدراسة تأثيرات السد على حصة مصر المقررة دولياً، قد أعلن أن الضمانات التى قدمها الجانب الإثيوبى غير كافية لإثبات عدم تضرر دولتى المصب، وطالبت اللجنة الدولية بمزيد من الدراسة.
ويعتقد الخبراء أن حصة مصر، البالغ حجمها 55 مليار متر مكعب، ستضار بنسبة كبيرة لا تقل عن مليار متر مكعب، مع العلم أن النسبة المقررة دولياً لاحتياج الفرد من الماء هى ألف متر مكعب فى السنة، فى الوقت الذى لا يتعدى فيه نصيب الفرد المصرى نصف هذه الكمية.
لم يعد سراً أن سد النهضة الذى يتجاوز قدرات إثيوبيا المادية والتقنية سيتم تنفيذه بدعم من إسرائيل وبرعاية أمريكية، فهل يفسر ذلك وجود وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فى أديس أبابا أثناء قمة الوحدة الأفريقية التى قامت قبل خمسين عاماً لتأكيد استقلال الدول الأفريقية عن النفوذ الأمريكى؟
لقد عقد كيرى عدة لقاءات مع بعض الأطراف التى لم يعلن عنها كلها ولا عما دار بها، لكننا وجدنا وزير الرى المصرى محمد بهاء الدين يعلن فجأة أن مصر لا تعارض سد النهضة الإثيوبى باعتباره مشروعاً تنموياً، ثم وجدنا إثيوبيا تعلن رسمياً أنها بدأت بالفعل تحويل مجرى النيل.
وبالإضافة للضرر البالغ الذى سيلحق بمصر من السد الإثيوبى فقد كان من المؤسف حقاً أن الوحدة الأفريقية التى أسستها مصر عبدالناصر بهدف دعم استقلال دول القارة تعود دولتها المؤسسة بعد نصف قرن لتأتمر بأمر إحدى الدول الكبرى، وهى الولايات المتحدة، وتخضع لنفوذ إحدى الدول الصغرى وهى إسرائيل.
نقلا عن المصرى اليوم