الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالفيديو والصور.. إسرائيل تنشر وثائق جديدة عن حرب أكتوبر 73.. و"تل أبيب" تستعين بخبير رسم بيانى لتحليل شخصية "السادات"

صدى البلد

"أكتوبر 73" الحرب العربية الرابعة ضد إسرائيل
الجيشان المصرى والسورى قادا العرب فى 73
أمريكا ترد على انتصار مصر فى 73 بتسليح إسرائيل
"فك الاشتباك" بداية لنهاية الحرب بين مصر وإسرائيل
وثائق إسرائيلية تثبت وقوع تل أبيب فى أخطاء قبل حرب أكتوبر
إسرائيل استعانت بخبير رسم بيانى لتحليل شخصية "السادات"
أهم انتصارات أكتوبر هدم أسطورة الجيش الذى لا يقهر بعد أيام قلائل تمر الذكرى 41 لحرب أكتوبر، وهى الحرب العربية - الإسرائيلية الرابعة التي شنتها كل من "مصر" و"سوريا" على إسرائيل عام 1973م.
بدأت الحرب في يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق 10 رمضان 1393 هـ بهجوم مفاجئ شنه الجيشان المصري والسوري على القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء، وهضبة الجولان، واشترك في الحرب بعض الدول العربية عسكريا واقتصاديا.
تعرف "حرب أكتوبر" بحرب "العاشر من رمضان" في مصر، فيما تعرف في سوريا باسم "حرب تشرين التحريرية"، وتطلق عليها إسرائيل حرب يوم الغفران.
حقق الجيشان المصري والسوري الأهداف الاستراتيجية المرجوة من وراء المباغتة العسكرية لإسرائيل، كانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى بعد شن الحرب، حيث توغلت القوات المصرية 20 كيلومترا شرق قناة السويس، وتمكنت القوات السورية من الدخول في عمق هضبة الجولان، أما في نهاية الحرب فانتعش الجيش الإسرائيلي، فعلى الجبهة المصرية تمكن من فتح ثغرة "الدفرسوار" وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني، ولكنه فشل في تحقيق أي مكاسب استراتيجية سواء بالسيطرة على مدينة السويس أو تدمير الجيش الثالث، وعلى الجبهة السورية تمكن من رد القوات السورية عن هضبة الجولان.
تدخلت أمريكا وروسيا في الحرب بشكل غير مباشر، حيث زود الاتحاد السوفييتي بالأسلحة سوريا ومصر، بينما زودت الولايات المتحدة إسرائيل بالعتاد العسكري، وفي نهاية الحرب عمل وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر وسيطا بين الجانبين، ووصل إلى اتفاقية هدنة وسلام لا تزال سارية المفعول سميت "كامب ديفيد" 1979.
انتهت الحرب رسميا بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو 1974، حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر، مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة، وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.
من أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء، واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية، بما فيها مدينة القنيطرة وعودتها للسيادة السورية وتحطيم أسطورة "جيش إسرائيل الذى لا يقهر"، والتي كان يقول بها القادة العسكريون في إسرائيل.
كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لاتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل، والتي عقدت في سبتمبر 1978، إثر مبادرة الرئيس أنور السادات التاريخية في نوفمبر 1977، وزيارته للقدس، وأدت الحرب أيضا إلى عودة الملاحة في قناة السويس في يونيو 1975.
على جانب آخر، نشرت إسرائيل وثائق جديدة تزعم أنها أخطاء وقعت قبيل الحرب، إلا أنها فى الوقت نفسه تشير إلى أن سوريا كانت تستطيع الحفاظ على هضبة الجولان لولا خطأ بدائى جدا.
وذكرت الوثائق فى بدايتها أن الليفتنانت كولونيل أفيزير يعارى، رئيس مكتب سوريا ولبنان والعراق، فى مخابرات الجيش الإسرائيلى 1973، تلقى اللوم بعد أن قدم اقتراحا بأن التدريبات التى يجريها الجيشان المصرى والسورى على الحدود والحركة التى يعملان بها ربما تكون استعدادات لهجوم مشترك.
وقال يعارى، فى شهادته أمام لجنة "آجرانت"، إنه وضع احتياطات أخرى فى حساباته، بعد أن رُفض طلبه فى التدقيق فى التدريبات التى يجريها الجيشان؛ وأن شهادته كانت ضمن شهادات قادة آخرين، من بينهم رئيس الأركان العامة ونائبه وضابط بالاستخبارات الإسرائيلية، والوزيران يسرائيل جاليلى وإيجال آلون.
من جهته، قال نائب رئيس الأركان العامة اللواء "إسرائيل تال" فى شهادته، إنه "لولا ارتكاب سوريا خطأً بدائياً فى المسرح البرى للحرب لكانت إسرائيل خسرت مرتفعات الجولان بأكملها؛ وأن عدم إرسال سوريا كتيبة مشاة للسيطرة على الأرض التى استعادتها كان الخطيئة الأكبر فى معركتها ضد إسرائيل، وهو خطأ كان ارتُكب من قبل فى الحرب العالمية الأولى، فلو كانوا أرسلوا كتيبة أو كتيبتين للمنطقة بعد أن سيطرت عليها بالدبابات لا أعلم ما كان يمكننا فعله حينها لإخراجهم".
وبحسب الوثائق، فإن شهادات السياسيين كانت تدور حول الحشد للحرب، بحيث ذكر وزير التعليم وعضو الهيئة الوزارية الأمنية آنذاك أنه تلقى معلومات قبل عدة أيام من الحرب أن سوريا لم تكن تجرى تدريبات عسكرية ضخمة وحدها وإنما هناك المصريون أيضا.
وقال البريجادير جنرال، إسرائيل ليئور، الملحق العسكرى لرئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك جولدا مائير، إنه نقل تلك المعلومات إلى مائير قبل أن تغادر فى طريقها إلى فيينا، وإنه سألها ما إذا كان وزير الدفاع أو رئيس الأركان يرغبان فى عقد جلسة مشاورة على ضوء الحقائق الجديدة، إلا أنها قالت ليس بعد وهو ما دفعه للصمت.
وأضافت الوثائق التى نشرتها مجلة "تايمز أوف إسرائيل"، أن الحرب انتهت فى 24 أكتوبر 1973، وكان الجنود الإسرائيليون على بعد 50 ميلا من القاهرة، و30 ميلا من دمشق، إلا أن عدد قتلى الجيش الإسرائيلى كان 2656، ولكن عنصر المفاجأة فى الهجوم، إلى جانب عدم قدرة الجيش الإسرائيلى على الانتصار فى الحرب بشكل حاسم، تسببا فى ندبة عميقة فى نفسية الجندى الإسرائيلى بشكل عام، وجاءت لجنة آجرانت التى طالبت باستقالة 4 ضباط بارزين وأجبرت رئيس الأركان على التخلى عن منصبه.
ورغم تبرئة جولدا مائير، رئيسة الوزراء الإسرائيلية، إلا أنها أُدينت من قبل العامة ومشاعرهم تجاهها وقدمت استقالتها من منصبها بعد نشر تقرير لجنة "آجرانت" بـ9 أيام فقط، وكان أحد الضباط الذين أجبروا أيضا على الاستقالة، هو الجنرال أرييه شيلاف مساء، رئيس جهاز المخابرات العسكرية والقائد المباشر لليفتنانت كولونيل يعارى.
وتوضح الوثائق أنه فى أواخر سبتمبر 1973، أخبر "يعارى" ضابط المخابرات المسئول فى القيادة الشمالية هاجى مانن بأنه يعتقد أن تدريبات الجيش فى سوريا هى نوع من الغطاء للحرب، وأن سوريا ربما تهاجم فى أول أكتوبر إلا أن شيلاف وجه اللوم ليعارى فى ذلك اليوم.
وكشف شيلاف أمام اللجنة أن المخابرات العسكرية بالجيش الإسرائيلى استعانت بخبير فى الرسم البيانى، لتحليل شخصية محمد أنور السادات، الرئيس المصرى آنذاك، وأكد أن الفرع لم يغير نظرته للرئيس المصرى حينها، بناءً على تحليل سابق أجرى فى أوائل السبعينيات، من قبل بروفيسور أزيل اسمه من سجلات التحقيق لسريته.
وأشار عضو اللجنة ورئيس الأركان الإسرائيلية السابق، إيجال يادين، إلى أن البروفيسور الذى كتب تحليل الشخصية للسادات، كجزء من واجباته الاحتياطية مع قسم الأبحاث فى المخابرات العسكرية الإسرائيلية، كتب فى تحليله إن الرئيس المصرى "لا يساوى حبة طماطم" أى أنه لا يقدر على شىء.
ورأت اللجنة أن شيلاف يتحمل أغلب المسئولية عن الخطأ الجسيم، الذى وقع فيه قسم الأبحاث الذى يترأسه، ولهذا فإنه لا يمكنه الاستمرار فى الخدمة فى المخابرات العسكرية الإسرائيلية.
من جهته، قال رئيس الأركان العامة، الليفتنانت كولونيل دافيد إليعازر، فى شهادته أمام اللجنة، إنه اختلف مع رئيس المخابرات العسكرية فى كل نقاش يتعلق بالأمر فيما يخص احتمالية وقوع الحرب.
وأضاف إليعازر أنه أخبر مائير بأن مصر تفكر فى الحرب وتتكلم عن الحرب ويستعدون للحرب وفى النهاية ستكون هناك حرب وتابع فى شهادته، أنه أوضح أنه حينما قال الميجور جنرال إيلى زيرا، رئيس المخابرات العسكرية، أنه أخبر رئيسة الوزراء ولجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلى، أن فرص وقوع حرب كانت منخفضة جدا، لم يبلغها الحقيقة كاملة.
واعترف إليعازر أمام اللجنة بأن السادات فاجأ الجميع بخوضه الحرب دون أية إنذارات أو إشارات مسبقة، مشيرا إلى أنه كان هناك اعتقاد راسخ فى الجيش الإسرائيلى بأن مصر لن تتجرأ على الخوض فى حرب ضد إسرائيل.
وتابع إليعازر: "أنا أعتقد أننى كرئيس للأركان العامة، تصرفت بعقلية ومسئولية تامة".
وأن إليعازر شعر بأن اللجنة تعمدت تحميله المسئولية، انطلاقا من حقيقة تبرئة وزير الدفاع موشى ديان ورئيسة الوزراء جولدا مائير من اللوم عما حدث، ولأنه شعر بأنهما لم يأخذا فى اعتبارهما دوره المحورى فى استقرار الحرب خلال فترة اندلاعها، ولكنه مع ذلك، استقال فى أبريل 1974، وتوفى بعد عامين من ذلك، وهو فى عمر 51 عاما.
وقال الميجور جنرال، تال، نائب رئيس الأركان، إن يوم حرب أكتوبر تسبب فى خسارة فادحة، وغير قابلة للوصف للجيش الإسرائيلى.
وأشار - فى شهادته - إلى أن رئيس الأركان اختلف مع آراء البعض، التى تؤكد أن سوريا كانت تمهد أراضيها لإطلاق صواريخ جوية، خاصة مع تحرك سوريا بالقرب من الحدود الإسرائيلية فى أغسطس 1973، وهو ما يعد تغيرا هاما لم يتم التعرف عليه وتابع أن تلك الخطوة كان لها دور خادع فى النجاح السورى وانعدام قدرتنا على الرد بشكل مباشر وفورى، لإيقاف السوريين باستخدام القوات الجوية، مشيراً إلى حدوث مبالغة فى تقدير حجم الطائرة المقاتلة، وإنه لا ينبغى أن يُنظر إليها على أنها سلاح استراتيجى مرة أخرى.