EN 
- تجار سوق الجملة بـ 6 أكتوبر:
- الأسواق العشوائية تسيطر على 80% من حجم التجارة فى الجيزة
- عدم جدية الحكومة سبب فى زيادة انتشار الأسواق العشوائية
- الأسعار فى الأسواق العشوائية ضعف سعر سوق الجملة
- لابد من فرض هيبة الدولة للحد من الأسواق العشوائية
على مساحة 135 فداناً، وعلى طريق القاهرة الواحات بمدينة السادس من اكتوبر يقع سوق الجملة بـ 6 أكتوبر للخضر والفاكهة، والذى بدأ إنشاؤه في مايو 1992 وانتهى في نهاية يونيو 1996، ولم يتم تشغيله إلا بعد 5 سنوات من تاريخ الإنتهاء من التنفيذ بعد ضمان نجاح التجربة المماثلة فى سوق الجملة بالعبور.
فقد كان الهدف من إنشاء السوق تغطية احتياجات محافظة الجيزة والمحافظات المجاورة ونقل محاور الحركة إلى نطاق الطريق الدائري، وتنفيذ قرار محافظ الجيزة من إخلاء المحافظة من الأسواق العشوائية لإحكام السيطرة على حركة البيع والشراء والحفاظ على المحافظات من العشوائية وسوء التخطيط والتنظيم.
ورغم تلك الأهداف من نشأة هذا السوق إلا أنه لم ينجح حتى اليوم فى القضاء على الأسواق العشوائية فى محافظة الجيزة والتى تهدد نجاح المشروع بعد سنوات من عمله وفى ظل عجز الإدارات التنفيذية المتعاقبة فى محافظة الجيزة على تحقيق الهدف المنشود من تجميع جميع أسواق محافظة الجيزة فى سوق واحد "سوق الجملة بـ 6 أكتوبر".
حاول "صدى البلد" رصد مشاكل التجار داخل سوق الجملة بـ 6 أكتوبر، خاصة بعد حصولهم على العديد من الوعود من القيادات التنفيذية فى محافظة الجيزة لإلغاء الأسواق العشوائية والحد من الخسائر التى يتعرض لها التجار، والوقوف على كيفية تضرر التجار من تلك الأسواق العشوائية.
داخل محله بسوق الجملة بـ 6 اكتوبر يجلس «عبدالمنعم سليمان» الرجل الستينى، امين عام رابطة تجار سوق الجملة بـ 6 أكتوبر وعضو مجلس الأمناء، واصفا مشاكل السوق بانها ليست وليدة اليوم ولكن الحكومات المتعاقبة ساهمت فى تفاقم المشكلة وعدم الحد من الأسواق العشوائية فى محافظة الجيزة، قائلا: «الحكومة حددت سعر المحل فى التسعينيات 400 الف جنيه حق انتفاع وليس تمليك، وهو ما شجع التجار منذ البداية على عدم استلام محلات تجارية داخل السوق والانتشار فى الأسواق العشوائية، عكس ما أعلنت المحافظة».
وأضاف، الأسواق العشوائية تصل لـ 90 سوقاً على مستوى المحافظة وتبيع بأسعار مرتفعة مما شجع المزارعين على بيع المحاصيل لتجار التجزئة فى الأسواق العشوائية لزيادة السعر وانخفاض تكلفة النقل والمواصلات مما قلل كمية المعروض فى سوق الجملة حتى زاد السعر وقل الشراء وأثر على نسبة التحصيل التى تتحصل عليها المحافظة ويضر بميزانيتها.
وتابع أن أسعار الخضر والفاكهة فى الأسواق العشوائية وصل ضعف الأسعار فى سوق الجملة رغم ان تجار سوق الجملة يتعاملون من خلال «الكومسيون» أى استلام البضاعة من المزارع وبيعها له بسعر السوق مقابل الحصول على نسبة من قيمة المبيعات، وهو ما شجع المزارعين على الانصراف للأسواق العشوائية للبيع بأسعار أكثر من سوق الجملة.
«وقت إنشاء السوق صدر قرار المحافظ بمنع الأسواق وتجارة الجملة فى محافظة الجيزة وتحويلها جميعا الى سوق الجملة بـ 6 أكتوبر وهو ما لم ينفذ حتى اليوم» بهذه الكلمات بدأ المهندس «محمد إبراهيم نافع» رئيس رابطة تجار سوق الجملة بـ 6 أكتوبر للخضر والفاكهة، مؤكدا أن السوق لا يعمل إلا بنسبة 20% من طاقته لاستحواذ الأسواق العشوائية على 80% من حجم التجارة فى المحافظة بسبب تأثره بالأسواق العشوائية المنتشرة فى محافظة الجيزة مما يهدر من أموال الدول وميزانية المحافظة التى من المفترض أن يتم استغلالها فى أعمال التطوير والتنمية.
وتابع: «السوق عبارة عن عرض وطلب ومع انخفاض العرض نتيجة تسليم المزارعين للمحاصيل فى الأسواق العشوائية يقل المعروض فى سوق الجملة فيرتفع السعر» واصفا أن جميع السلع التى لا تدخل سوق الجملة تحرم المحافظة من رسوم دخولها للسوق وفى المقابل ينتفع بها تجار الأسواق العشوائية دون دفع اى خدمات للدولة من كهرباء أو مياه أو ضرائب.
وطالب نافع بضرورة فرض هيبة الدولة لمنع تلك الأسواق العشوائية وتنفيذ قرار المحافظين فى الجيزة بعدم السماح لقيام سوق عشوائى نهائيا فى المحافظة وأن يكون سوق الجملة بـ 6 أكتوبر هي السوق الوحيدة الرسمية بالمحافظة.
