الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التوجه العسكرى يغلب على الدبلوماسية فى الميزانية الأمريكية المقترحة لعام 2019: تخصيص 716 مليار دولار لأكبر ميزانية فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.. ورفض حزبى من الجمهوريين والديمقراطيين

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

  • تخصيص 716 مليار دولار لأكبر ميزانية فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية
  • خفض النفقات الدبلوماسية لحساب العسكرية
  • ردود فعل غاضبة في الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي
  • تركيا تهدد بقطع العلاقات مع واشنطن بعد تخصيص 550 مليون دولار لتدريب وتجهيز القوات السورية الديمقراطية

أثارت الميزانية المقترحة من البيت الأبيض، أمس، الاثنين، حالة من الغضب بين أعضاء مجلس النواب الأمريكي، وتوقع الكثير عدم الموافقة عليها، وسط حالة من الرفض من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، واعتبر البعض أن إدارة الرئيس الأمريكي وضعت الجانب العسكري أولوية على حساب الدبلوماسية.

وتضمن مقترح الميزانية، خفض ميزانيات إدارات تنفيذية ووكالات منها وزارة الخارجية والزراعة والتعليم والعدل والعمالة والخزانة، وزيادة وزارة الدفاع والأمن القومي والتجارة وشئون المحاربين القدامى.

ووفق قناة "الحرة" الأمريكية، فإن وزارة الدفاع طلبت مبلغ قدره 716 مليار دولار أمريكي، والتي في حال إقرارها تكون الأكبر في التاريخ بحسب وسائل إعلام أمريكية.

وينص المقترح على رصد 686 مليار دولار لانفاق وزارة الدفاع من بينها 89 مليار للعمليات العسكرية في أفغانستان ومكافحة تنظيم داعش الإرهابي، بالإضافة إلى 30 مليار دولار لتمويل عمليات طوارئ خارجية، ضمن استراتيجية الأمن القومي التي أعلن عنها الشهر الماضي.

ويركز اقتراح الميزانية على تفعيل قدرات أسلحة الجو والبحر والمشاة لمواجهة تحديات خطر تسلح الجيوش النظامية والتصدي لمخاطر المجموعات الإرهابية في العالم.

يأتي ذلك فيما طلبت الإدارة الأمريكية من الكونجرس تخصيص مبلغ 39.3 مليار دولار، من أجل وزارة الخارجية، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

وبحسب وثيقة مشروع الميزانية المالية، التي أعلنتها وزارة الخارجية، والتي تشمل مجموعة نفقات داخل البلاد وخارجها، فقد تم تخصيص مبلغ قيمته 5.7 مليار دولار للحرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، لاستخدامه في سوريا والعراق، وغيرهما من الدول التي ينشط بها التنظيم مثل أفغانستان.

تضمنت ميزانية عام 2019 مساعدات عسكرية لعدد من الدول، وتحتل إسرائيل المرتبة الأولى بمبلغ 3.3 مليار دولار، وتأتي مصر في المرتبة الثانية، ثم الأردن بـ 35 مليون دولار، وباكستان بـ 80 مليون دولار ولبنان بـ 50 مليون دولار، كما طلبت وزارة الخارجية الأمريكية تخصيص 1.7 مليار دولار لحل "المشاكل الحادة" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منها 1.46 مليون دولار لتمويل العمليات العسكرية الأمريكية في الخارج.

أما مبلغ الـ127 مليون دولار المخصص من الميزانية لصالح وزارة الخارجية، فسيتم استخدامه لمواجهة مساعي تطوير الأسلحة في عدد من الدول مثل كوريا الشمالية وإيران.

وفضلا عن ذلك، تتضمن الميزانية العديد من النفقات الأخرى مثل مساعدات تقدم لدول نامية، وأخرى تخصص لتعزيز أمن حدود الولايات المتحدة.

وقبيل الإعلان عن الميزانية، زعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر حسابه على موقع "تويتر" أن بلده أنفق ما يقرب من 7 تريليون دولار في الشرق الأوسط، وهو ما كذبته صحيفة "واشنطن بوست" في تقريرها.

وأكد عدد من الخبراء أن أمريكا أنفقت 1.8 تريليون في حروب العراق وأفغانستان بين عامي 2001 و2017، ولا تعتبر الدولة الأفغانية ضمن دول الشرق الأوسط.

أكدت دراسة لجامعة براون الأمريكية، أن إجمالي النفقات العسكرية وصل لحوالي 3.6 تريليون دولار من 2001 إلى 2016، ويتضمن هذا الرقم تكاليف مرتبطة بالعناية الطبية لقدامى المحاربين وإعانات العجز بجانب اموال خاصة بالحروب، ذهبت إلى وكالة الأمن القومي الأمريكي ووزارتي الدفاع "البنتاجون" والخارجية.

أما الرقم الذي استشهد به ترامب، فجاء من إحصائية أخرى في تقرير لجامعة "براون" والذي توقع أن الأرقام التى يتم إنفاقها حتى عام 2050 وتضمن الرعاية الطبية للمحاربين القدامى خلال ثلاثة عقود.

وتعرض الميزانية المطلوبة على الكونجرس في مارس المقبل، وبعد مناقشتها تأخذ شكلها النهائي باعتبارها قانون إقرار الدفاع الوطني للعام المالي 2019.

وخفض ترامب، عقب وصوله للحكم مطلع 2017، ميزانية الخارجية بشكل خاص، وشهدت ميزانية 2018 انخفاضًا بلغ 39% تقريبًا مقارنة بالعام 2017.

فور الإعلان عن الميزانية الأمريكية لعام 2019، انتشرت ردود فعل سلبية، ورأى عدد من المحللين، إن الميزانية توضح نوايا ترامب العسكرية على حساب الدبلوماسية، بينما أثارت الميزانية المقدمة غضب عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، فيما أعربت تركيا عن استيائها من تخصيص جزء من الميزانية لدعم قوات سوريا الديمقراطية.

واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن إدارة ترامب تتخذ نهجا عسكريا، حيث ترتفع النفقات العسكرية من 612 مليار دولار في 2018 إلى 686 مليار دولار العام المقبل، بزيادة قدرها 10%، أما النفقات الدبلوماسية فتقل من 55.6 مليار دولار إلى 37.6 مليار دولار.

على جانب آخر، واجه مقترح الميزانية ردود فعل سلبية في الكونجرس، بعد انضمام بعض من أعضاء الحزب الجمهوري إلى الديمقراطيين في معارضة تخفيضات لما يرونه إنفاقا ضروريا على "القوة الناعمة" في مواجهة التهديدات الدولية.

وقال عضو الحزب الجمهوري إيد رويس، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إنه يتوقع أن يعمل أعضاء حزبه والديمقراطيون معا لمواجهة هذه التخفيضات.

وأضاف رويس، في بيان له، إن "تحالف قوي بين الحزبين في الكونجرس تحرك بالفعل ذات مرة لوقف التخفيضات الشديدة لميزانية وزارة الخارجية ووكالة التنمية الدولية والتي كان من شأنها تقويض أمننا القومي، وهذا العام سنتحرك مجددا".

من ناحية أخرى، تسبب تخصيص أمريكا 550 مليون دولار لتأسيس قوة أمنية حدودية ، وتدريب وتجهيز قوات سوريا الديمقراطية التى تتضمن عناصر من وحدات حماية الشعب الكردية، غضب الجانب التركي وتهديده بقطع العلاقات مع أمريكا.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوجلو، أمس، إن العلاقات بين بلاده وأمريكا بلغت مرحلة حرجة، فإما أن يتم إصلاحها بالكامل أول قطعها نهائيًا.

ووجهت تركيا مطالب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بقطع دعمها عن المسلحين الأكراد في شمال سوريا، وأبدت انزعاجها من عدم استجابة واشنطن، وأكد أوجلو أن متطلبات تركيا من أمريكا واضحة وصريحة، مشيرًا إلى أن تركيا لم تعد ترغب في وعود بل تريد رؤية خطوات فعلية.