الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بسبب تغريدة على تويتر.. كندا تخسر 20 مليار دولار في 5 أيام.. توقعات بفقد 400 مليون دولار سنويا.. هكذا عاقبت السعودية أوتاوا بعد تدخلها في شأنها الداخلي..14 دولة تساند المملكة..وترودو يشعر بالوحدة

الملك سلمان بن عبدالعزيز
الملك سلمان بن عبدالعزيز ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو

-كندا استغلت حقوق الإنسان للتدخل في الشأن الداخلي السعودي
-كندا تخسر 20 مليار دولار في يوم واحد
-السعودية عاقبت كندا بتجميد التعاون التجاري والبعثات التعليمية
-دبلوماسي: الرد السعودي منطقي.. والحزم مطلوب في هذه المواقف
-كندا تستعين بألمانيا والسويد لمساعدتها في مصالحة السعودية
-14 دولة عربية تساند السعودية وكندا وحيدة


لم تمر على الأزمة الحالية بين السعودية وكندا سوى 5 أيام فقط وقد تكبدت كندا خسائر ضخمة بلغت 20 مليار دولار، الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل هناك توقعات بأن تبلغ خسائر أوتاوا 400 مليون دولار سنويا.

البداية بتغريدة

الأزمة بدأت بتغريدة على موقع التدوين المصغر «تويتر» عندما كتبت سفارة كندا في المملكة العربية السعودية: «تشعر كندا بقلق بالغ إزاء الاعتقالات الإضافية لنشطاء المجتمع المدني ونشطاء حقوق المرأة في السعودية، بما في ذلك سمربدوي. نحث السلطات السعودية على الإفراج عنهم فورًا وعن جميع النشطاء السلميين الآخرين في مجال حقوق الانسان». دعما لطلب وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند بالإفراج عن «نشطاء مدنيين في السعودية».

رد عاصف من السعودية

دقائق معدودة حتى جاء الرد السعودي العاصف والحازم برفض المملكة التدخل السافر في شئونها بحجة دعم حقوق الإنسان، فاستدعت سفيرها في أوتاوا، وأمهلت السفير الكندي 24 ساعة لمغادرة الرياض باعتباره شخصا غير مرغوب فيه.

20 مليار دولار خسائر كندا

الأمر لم يتوقف عند هذا الإجراء الدبلوماسي، بل إن السعودية قررت تجميد العلاقات التجارية بين البلدين، ما أدى إلى خسارة شركة "جنرال دايناميكس لاند سيستمز" الكندية 15 مليار دولار بسبب تجميد صفقة بيع 928 مركبة عسكرية مدرعة خفيفة وثقيلة كانت في طريقها للسعودية، بينها 119 مدرعة مجهزة بمدافع عيار 105 ملم، و119 ناقلة جند مصفحة مزودة بأسلحة مضادة للدبابات، و119 مركبة مدرعة تحمل مدفع عيار 30 ملم.

فضلا عن أن قرار وقف التعاملات التجارية يعني أن هناك 2470 موظفا كنديا سيخسرون وظائفهم، كما أن هذه الخطوات تعني إصابة الميزان التجاري الكندي السعودي البالغ 4 مليارات دولار بالشلل الجزئي حتى الوقت الحالي.

كما أعلنت السعودية "تجميد كافة التعاملات التجارية والاستثمارية الجديدة بين المملكة وكندا مع احتفاظها بحقها في اتخاذ إجراءات أخرى"؛ حيث تبلغ الاستثمارات السعودية في الشركات الكندية منذ 2006، نحو 6 مليارات دولار، وفق ما ذكرته وكالة "بلومبيرغ" الاقتصادية الأمريكية.

وقف برامج الابتعاث

واستمرارا للرد السعودي على التدخل الكندي في شأنها الداخلي أعلنت ‏وزارة التعليم السعودية، إيقاف برامج البعثات والتدريب والزمالة إلى كندا، وإعداد خطة عاجلة لنقل جميع الملتحقين بهذه البرامج البالغ عددهم 17 ألف و272 مبتعثا، إلى دول أخرى مع أسرهم، والذين كانوا ينفقون ما يصل إلى 35 ألفًا و100 دولار سنويًّا.

وقف الخطوط الجوية

كما أعلنت شركة الخطوط الجوية السعودية وقف رحلاتها الجوية من وإلى مدينة تورنتو الكندية اعتبارًا من 13 أغسطس الجاري، الأمر الذي سيؤثر سلبًا أيضًا على الاقتصاد الكندي.

توتر العلاقات السعودية الكندية ووقف التعاون الاقتصادي يعني كندا خسرت ثاني أكبر أسواقها في الشرق الأوسط، حيث بلغت صادراتها إلى المملكة العام الماضي قرابة 1.12 مليار دولار.

دبلوماسي يقيِّم الرد السعودي

وفي السياق ذاته، قال السفير محمد المنيسي، سفير مصر السابق في الدوحة، إن الغرب يستغل ملف حقوق الإنسان للتدخل في شئون الدول الغربية، رغم أنه لا خلاف على ضرورة الاهتمام بحقوق الإنسان، إلا أن معالجة الملف باتت سيئة ومَن يستخدمه يستخدمه بصورة سيئة.

وأضاف «المنيسي» في تصريح لـ«صدى البلد» أن أقرب مثال للإساءة لملف حقوق الإنسان هو ما قامت به كندا في حق المملكة العربية السعودية، واستخدامها ألفاظا مستفزة ومعالجة خاطئة حول تعليقها على ملف حقوق الإنسان في السعودية، مؤكدا أن رد السعودية كان منطقيا.

وأوضح أنه ليس من حق الدول الغربية أن تتدخل في تصرفات الحكومات العربية فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان.

وأكد أن كندا كان لها سوابق في استغلالها لملف حقوق الإنسان، أبرزها كان مع مصر، وكان الرد المصري حازما وفي منتهى القسوة حتى لا تتجرأ دول الغرب على انتهاك شئوننا الداخلية.

وفيما يتعلق بالمعالجة الدبلوماسية للرد على استغلال الغرب لمف حقوق الإنسان، قال الدبلوماسي السابق إنه لابد أن تتعامل الدول العربية مع هذه الانتهاكات بكل قوة وحزم وصرامة مع هذه التصرفات.

على الجانب الآخر، لجأت كندا إلى حلفائها، ومن بينهم ألمانيا والسويد، بحثا عن مخرج لخلافها مع السعودية، وفق ما نشرت وكالة «فرانس برس» على لسان مسئول بارز في الحكومة الكندية. في ظل تصاعد الحديث إعلاميا عن إقالة وزيرة الخارجية الكندية اعتذارا للملكة.

رد رئيس الوزراء الكندي

فيما أكد رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو، خلال مؤتمر صحفي له، أن بلاده لا تريد أن تكون علاقاتها مع السعودية سيئة، لكنها ستواصل بقوة الحديث عن قضايا حقوق الإنسان.

العرب يساندون المملكة

وهذا وقد ساند العديد من الدول العربية المملكة العربية السعودية في موقفها ضد التدخل الكندي على رأسهم مصر والبحرين والإمارات والكويت وعمان وفلسطين والسودان وجيبوتي واليمن ولبنان وجزر القمر وتونس والجزائر والمغرب، كما أعلنت جامعة الدول العربية عن تأييدها للموقف السعودي.