حبيب العادلي في "قضية القرن"
"أحداث تونس فتحت شهية المصريين للتظاهر"
"الإخوان" أعدوا لـ"جمعة الغضب" وكأنها "حرب"
الإعلام و"عمر عفيفي" سبب شحن الشباب.. وقرارى بمنع وصول المتظاهرين للتحرير "سليم"
أمرت باستخدام الماء والغاز فقط ضد المتظاهرين.. ومبارك لم يصدر تعليمات بالقتل
استأنفت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي، اليوم الأربعاء، نظر قضية محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء، ووزير داخليته حبيب العادلي، وستة من مساعديه لاتهامهم بقتل المتظاهرين السلميين، إبان ثورة 25 يناير في القضية المعروفة إعلامياً بـ "محاكمة القرن".
ومن المقرر أن تستمع المحكمة في جلسة اليوم، للتعقيب الختامي لمبارك، ونجليه جمال وعلاء، واستكمال الاستماع إلى تعقيب وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي.
وبدأ اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، تعقيبه في جلسة محاكمة "القرن"، اليوم الأربعاء، قائلا "رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي".
وقال "العادلي" إن "ما حدث في تونس من مظاهرات فتح شهية المصريين للتظاهر، فقرروا أن يكون يوم 25 يناير وهو يوم عيد الشرطة، للخروج والتظاهر ضد الدولة".
وتابع: "خرجت المظاهرات يوم 25 يناير بشكل سلمي وكانت بها استفزازات بسيطة للقوات، وقررنا في اجتماعي مع المساعدين تأمين المظاهرات ومتابعة الموقف فقط، وفي حالة الخروج عن الاستقرار الأمني يتم تفريق المظاهرات بالغاز والمياه فقط".
وقال إن "نشاط جماعة الإخوان المسلمين تزايد يوم 28 يناير والمسمى بجمعة الغضب، وقاموا بالحشد الى ميدان التحرير من خلال سيارات وميكروباصات جلبت أعدادا كبيره منهم من الأقاليم وأعدوا لليوم وكأنه يوم للدخول فى حرب".
وأوضح "العادلى" أنه "تلقى معلومات بوجود أعداد كبيره من المتظاهرين بينهم إخوان يتواجدون بالميدان وأعداد أخرى ستنضم إليهم وبينها عناصر أجنبية"، مشيرا الى انه أخطر مساعديه بالمعلومات التى تلقاها للتواجد فى محيط الميدان لتأمينه.
وأكد أن "الشرطة لم تكن لديها أى امكانيات سوى التى بذلتها بالميادين من أجل تأمين المواطنين المشاركين فى المظاهرات وليس للاعتداء عليهم ،لافتا الى ان اليوم بدأ باستفزاز قوات الشرطة بصورة كبيرة من إلقاء بالملوتوف ورشق بالحجارة وتعدى على مجندى وأفراد الشرطة من أجل إنهاء التواجد الأمنى فى المنطقة ومنها إجهاد الشرطة على مستوى الجمهورية.
وتابع: "كل الشواهد تؤكد أن المخطط استهدف اسقاط النظام والدولة ككل"، موضحا أنه "بمجرد استيعابه أن الأمور خرجت عن سيطرته وأنه غير قادر على التحكم فى الأمور تواصل مع الرئيس الأسبق وأطلعه على الأمر وطلب منه نزول الجيش الى الشوارع للتأمين وعلى الفور وافق مبارك وطلب منه الاتصال بالمشير طنطاوى والذى أصدر تعليمات بنزول الجيش الى الشوراع".
وذكر وزير الداخلية السابق، أن الشحن للمتظاهرين كان على مستوى عال جدا من جانب الإعلام، مؤكدا أن المؤامرة كان بها جهاز إعلامي قوي جدا من خلال قنوات الجزيرة وبعض الإعلاميين المصريين.
وأشار إلى أن الضابط المفصول من وزارة الداخلية "عمر عفيفي" هو من أسباب إثارة الشباب المتظاهرين، ونجح في تحويل المظاهرات من سلمية إلى أحداث عنف وشغب.
ولفت إلى أنه لم يكن هناك قرار لمنع وصول المتظاهرين لميدان التحرير، ولكنه كان قرارا بالحد حتى لا يكون هناك إصابات بالملايين بين المتواجدين، مشددا على أن قراره بالحد لم يكن خاطئا، لأنه لا يزال يطبق حتى الآن، حيث يمنع دخول المتظاهرين إلى ميدان التحرير، بالإضافة إلى وجود كتل خرسانية محيطة بالميدان.
وأكد "العادلي" أنه لم يتلق أى أوامر من الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بقتل المتظاهرين أو التعامل معهم بالخرطوش أو الرصاص الحي.
وأشار إلى أنه بسؤال النيابة إلى مساعديه حول تلقيهم تكليفات منه بقتل المتظاهرين، أكدوا أن التعليمات كانت بالتعامل مع المتظاهرين بالماء والغاز فقط.
ونفى العادلى، ما وجه إليه من اتهامات بفتحه السجون وتهريب المساجين المحكوم عليهم لإثارة الفتنة وزعزعة الأمن، لافتا الى ان هناك ضباطا ولواءات قتلوا وهم يدافعون عن السجون، وأن من هربوا هم تابعون للجماعات الإرهابية وعناصر حماس وكتائب القسام التى تسللت، وهى التى قامت بتلك العمليات.
وأكد إن "ما حدث فى 25 يناير ليس ثورة"، لافتا الى ان "هناك مقومات وتعريفات يجب أن تنطبق على المظاهرات والتحركات حتى تكون ثورة، وهو ما لم ينطبق على 25 يناير".
وتابع "العادلى": "أنا مش بفتى ولا بتكهن وإنما هى شهادة للتاريخ نابعة عن خبرات عسكرية وعن الأحداث والمعلومات التى وفرتها وظيفة فى وزارة سيادية".
وتساءل: "لماذا نريد ان نصبغ عمل إجرامى تآمري أنه ثورة؟"، لافتا الى ان "الصورة تدعونا الى البناء والتغيير وليس الهدم والتخريب وحرق أقسام وفتح سجون وقتل ضباط وأفراد شرطة واستخدام الأسلحة الثقيلة والملوتوف والخرطوش والبنادق الآلية".