خطة بوتين لتسوية الأزمة الأوكرانية وتباين مواقف كييف

جاء ردود فعل كييف على الخطة التي طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحل الأزمة الأوكرانية متباينة .
ففي الوقت الذي عبر فيه الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو عن ترحيب أولي بها ، رفضها رئيس وزرائه بشدة معتبرا إياها "خداعا لا أكثر ولا أقل " .
وكان الرئيس الروسي خلال حديث مع الصحفيين في أعقاب زيارة عمل إلى منغوليا أمس الأربعاء طرح مبادرة بهدف وقف إراقة الدماء واستقرار الوضع جنوب شرق أوكرانيا تتكون من النقاط التالية ـ حسبما أفادت قناة " روسيا اليوم " الاخبارية :
1- وقف العمليات الهجومية النشطة من جانب القوات المسلحة الأوكرانية ، والمجموعات المسلحة، وقوات الدفاع الشعبي جنوب شرق أوكرانيا في دونيتسك ولوجانسك.
2- سحب الوحدات المسلحة الأوكرانية إلى بعد يستثني إمكانية قصف المناطق السكنية بالمدفعية وجميع أنواع راجمات الصواريخ.
3- توفير مراقبة دولية موضوعية ومتكاملة على تنفيذ شروط وقف إطلاق النار والوضع في المنطقة الآمنة، التي ستنشأ نتيجة ذلك.
4- استبعاد استخدام الطيران الحربي ضد المواطنين الآمنين والمراكز السكانية في منطقة النزاع.
5- تنظيم تبادل الأسرى على أساس مبدأ "الجميع مقابل الجميع" دون أية شروط مسبقة.
6- فتح ممر إنساني لانتقال اللاجئين والإمدادات الإنسانية إلى المدن وباقي المناطق السكنية في دونباس ومنطقتي دونيتسك ولوجانسك.
7- تأمين إمكانية إرسال فرق من عمال البناء إلى المناطق المتضررة لإصلاح البنى التحتية قبل حلول الشتاء.
وحسب تصريحات الرئيس الروسي يتعين أن يتمخض لقاء مينسك المقرر غدا الجمعة عن التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية. ولكن تباين المواقف في كييف بشأن هذه الخطة الروسية يجعل من الصعب التكهن بإمكانية الاتفاق عليها بشكل نهائي .
ويبدو أن كييف تنتظر نتائج قمة حلف شمال الأطلسي في "ويلز" لأنه بدون موافقة الولايات المتحدة على خطة بوتين سيكون من الصعوبة بمكان تنفيذها على أرض الواقع . ويرى مراقبون أن كلا من موسكو وكييف تحتاجان إلى " استراحة " لتجميع قواهم من جديد .
فموسكو قد أتعبتها العقوبات الغربية المتوالية ، حيث بات الاقتصاد الروسي يشعر بوطئتها بشكل ملموس . أما كييف بعد طرد قواتها من جنوب شرق أوكرانيا ، تحتاج هي الأخرى إلى بعض الوقت لتجميع قواها العسكرية من جديد لبداية مرحلة أخرى من النزاع العسكري مع المسلحين في جنوب شرق أوكرانيا .
ويعتقد البعض أن بوتين طرح مبادرته المذكورة أعلاه في هذا الوقت تحديدا في محاولة منه لعرقلة العقوبات الغربية الجديدة المحتملة على بلاده ، خاصة وأن الاتحاد الأوروبي أفصح عن أنه يعد حزمة جديدة من هذه العقوبات نهاية الأسبوع الجاري .
و من جانبه حاول الرئيس الروسي عبر مبادرته تفويت الفرصة على قرارات قمة "ويلز" الاطلسية بتشكيل قوات للانتشار السريع لحماية دول أوروبا الشرقية وإنشاء 5 قواعد جديدة له في دول البلطيق وبولندا ورومانيا ودعم أوكرانيا عسكريا .
ويبدو أن واشنطن ومعها حلف شمال الأطلسي ــ حسب تقديرات بعض الخبراء الروس ــ لن تكون متحمسة كثيرا لخطة بوتين لوقف اطلاق النار في أوكرانيا ، على الأقل ، في الوقت الراهن .