زمن إسلام البحيري وشيوخ الفتة
قامت الدنيا ولم تقعد بعد فى جميع أنحاء مصر المحروسة بسبب مايروج له الإعلامي أو المفكر أو المخرف إسلام البحيرى _ وفقا لأهواء كل شخص _ فهناك من يراه عبقريا جاء ليخرج الناس من ظلمات الجهل إلى نور العلم، وهناك من يراه كافرا بثوابت الدين وبالأئمة، وهناك من يراه أداة فى يد جهات أو أشخاص للنيل من الدين الإسلامي الحنيف.
وبما أنني مسلم عقلاني أو متعقل ومن أنصار تفعيل العقل فى بلد تحكمه ثقافة القطيع ونفضل السباحة مع التيار باعتبارها لا ترهق العقل ولا البدن فأنا لن أكون محايدا بالفعل في الأزمة المستعصية بين إسلام البحيري وبعض شيوخ تشميع العقل.
لن أصف إسلام البحيري بالشيطان الرجيم ولا بالملاك الرحيم، لن أصفه بالقديس ولا إبليس فأنا معه فى اجتهاده ومحاولته الرد على إجتهادات بشرية وليست إلهية ولا نبوية، وإن كنت آخذ عليه تطرفه وجنوحه ومغالاته ضد بعض ما ورد فى كتب التراث، التي قد تكون قد تعرضت للعبث.
ولست مع شيوخ الأزهر في انتفاضتهم المفاجئة ضد البحيري رغم أن الرجل يعرض أفكاره منذ عام 2008 من خلال إحدى الصحف اليومية ونوافذ إعلامية أخرى ولم يحرك أحدهم ساكنا ولم ينطق بحرف واحد، وكأنهم لا يتابعون ولا يرصدون ولا يعنيهم الأمر ونفس ما فعلوا خلال عام حكم الإخوان الذى تحول فيه كل من له ثلاث شعرات إلى مفتى وإعلامى يكفر من يشاء ويهدد من يشاء ويغتاب من يشاء ويمنح صكوك الجنة والنار لمن يشاء .
لماذا صمت الأزهر على شيوخ الإخوان وهم يكفروننا ويلعنوننا ويقررون مصير الأمة، بالطبع أنا لا أدافع عن إسلام البحيرى لمغالاته في الهجوم على كتب التراث وتشكيكه فى معظمها ولا أهاجم الأزهر لهجومه على إسلام البحيري.
كنت أود ألا نشغل الأمة المرهقة بمليون قضية بالقضية الأزهرية البحيرية، وإلهاء الناس والعزف على أوتار عواطفهم الدينية، فالإسلام موجود وسيظل قبل وبعد إسلام البحيرى وقبل وبعد الأزهر ذاته، كنت أود معالجة الأمر بعيدا عن الشو الإعلامى الذى أصاب الجميع فى مقتل وأصبح الظهور الإعلامى هو غاية الشيوخ والمتشيخين وليس الدفاع عن الدين، فالناس ( قرفت ) من إعلام الزعيق والتمثيل على الهواء.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.