قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

خارج السيطرة!

0|ريهام مازن

لم أعتد
متابعة الأعمال الدرامية في رمضان، فاعتبرها -وهذا رأيي الشخصي- أنها تذهب الفائدة
الكبرى من هذا الشهر الفضيل، فطوال شهور السنة نحن في حالة انشغال تام بأمورنا
الدنيوية من عمل ويذهب الوقت في أشياء كثيرة، تبتعد عن روحانيات هذا الشهر الكريم
ومحاولة التقرب من الله عز وجل ليرحمنا ويغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر.. أعاده الله علينا جميعا باليمن والخير لنا ولبلادنا والبركات علينا جميعا.
وربما لأن
الأعمال الدرامية كثيرة، فيصعب أيضا تتبعها وملاحقتها من فضائية لأخرى وهكذا، لكن هذا العام، لفت نظري من عدة لقطات رأيتها، من باب الإلمام بأعمال رمضان
الدرامية، وكنوع من حب الاستطلاع في محاولة لمعرفة القصص التي يشاهدها الجمهور العريض، فلفت نظري أن مسلسلات
كثيرة دخلت في أنفاق لم نعتد التطرق إليها من قبل، كالإدمان، الذي يحتل نسبة كبيرة
من المسلسلات، والدعارة التي ظهرت في الكثير منها أيضا.
والمسلسل
الوحيد الذي أشاهده من باب الفضول والنقد، إلى جانب عمل آخر أشاهده لتناوله حقبة
وطنية مررنا بها، هو "تحت السيطرة"، لكنه مسلسل "خارج
السيطرة" تماما.. والحقيقة التي لا مناص منها في هذا المسلسل، أنني لا أنكر
أن الإدمان موجود في المجتمع، لكن ليس تعميمه بهذا الشكل المريع في المسلسل، كما
أن المسلسل أيضا تحدث عن الإدمان في الطبقة العليا في المجتمع، ومن لديهم أموال
يستطيعون إنفاقها على المخدرات والهيروين، لكن ما بين كل ذلك، الحبكة الدرامية ينقصها
الكثيرة، والأهم المعالجة الدرامية للقصة، فالمسلسل -مع الأسف- فتح لنا الباب على
مصراعيه، على علاقات منحطة، فتاة في السادسة عشرة تترك عائلتها لتتزوج بفاشل وعاطل، لمجرد أنهما يتشاركان الحب للإدمان، -مع الأسف- أباح المسلسل هذه العلاقات، وشاهدنا علاقات
زوجية فاشلة نتيجة للإدمان، كل ذلك دون معالجة درامية واضحة للنص أو علاج أساس
المشكلة، والحبكة الدرامية تاهت وسط زحمة أحداث المسلسل، الذي لم يتطرق لكيفية
وصول هؤلاء الاشخاص لهذا الوضع المزري الذي وصلوا إليه.
المصيبة في
الأمر، أن طريقة التعاطي هو الشيء الوحيد الناجح في المسلسل، بل واستطاع المسلسل،
الذي دخل كل البيوت المصرية أن يشرح باستفاضة الطريقة التي يتعاطى بها مدمن
المخدرات، بل وأصبحنا نعرف كيف تعد هذه المخدرات وكيف يتم "ضربها" كما
بين المسلسل أشكال "الضّريبة" -على حد قول السيناريست- الذي أدخل على
المجتمع ألفاظا لا حصر لها تساهم في تدني مستوى الحوار سواء العائلي أو الحوار
المجتمعي.
أؤمن بأن
الفن لا حدود معه كما لا نستطيع العيش بدونه، لكن أؤمن أيضا أن رسالة الفن سامية
ولها أركان واضحة المعالم، فالفن لابد أن يمس العقل والوجدان ويخاطب السمع والبصر
بما تعتد العين والأذن على سماعه.
مع الأسف،
المسلسل، بالرغم من الجهد المبذول فيه من الأبطال سواء من نيللي كريم أو الفنان
ظافر العابدين، والإخراج العالي، إلا أنه ينقصه الكثير من الواقعية والحلول
الإيجابية ونبذ لفكرة المخدرات والعلاج منه بشكل حقيقي، فالفن محاكاة للواقع، وإذا
صور الفن الواقع الذي نعيش فيه بهذه الطريقة، يبقى عليه العوض ومنه العوض، فبدلا
من أن نعالج، نساهم في تفشي هذه الأفكار
والسلوكيات وربما نجعل منها ظواهر تهدد وتهد المجتمع ولا تبنيه.