الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالصور.. منجم ذهب "الفواخير" بالبحر الأحمر اكتشفه الفراعنة واعتمد الإيطاليون والإنجليز على خرائط القدماء لإعادة تشغيله

صدى البلد

أكد الباحث الأثري محمود توني أن محافظة البحر الأحمر تحتضن الكثير من الكنوز التاريخية، مشيرا إلي أن منجم الذهب بوادى الفواخير يعد واحدا من تلك الكنوز، ويقع فى الكليو90 على الطريق الواقع بين مدينة قفط ومدينة القصير، ويضم هذا الطريق الكثير من المواقع الأثرية والتعدينية التى ترجع لحقب مختلفة.
وطالب مسئولي الثروة المعدنية بضرورة اعادة تشغيل وتطوير المنجم من خلال شركة مصرية لزيادة موارد الدولة والنهوض بالاقتصاد المصرى.
وقال إن تاريخ منجم الذهب بالفواخير يرجع إلى العصور المصرية القديمة، حيث تم العثور على بردية مصرية قديمة والتي تعتبر أول خريطة جيولوجية لمصر تم الكشف عنها بواسطة العالم الأيطالى(برناردينو دروفتى)، وهى مسجلة بالخط الهيراطيقى ومحفوطة حتى يومنا هذا فى متحف تورينو بمدينة تورينو الأيطالية,وتعتبر هذه البردية وثيقة مهمة للكشف عن مناجم الذهب في مصر، وتشير إلى منجم الفواخير وسلسلة مناجم الذهب الأخرى في قلب صحراء البحرالأحمر وتصف كل الثروات المعدنية المتوافرة بها ومن خلالها يمكن الاستعانة للبحث عن مناجم الذهب التى استخدمها القدماء المصريون.
وحول الدخول الى المنجم قال محمود تونى إنه يتم عن طريق فتحة باب صغيرة حيث تصل معدات مصنع ضخم يمتد لأكثر من أربعه طوابق وارتفاع أكثر من 20 مترا,ومحاط بالصخور من كل جانب، ويغلب الطابع الإيطالى بشكل عام فى تصميم المصنع والمبانى الملحقة به والكنيسة القديمة الملحقة بالمنجم، وحاليا يوجد سور من الأسلاك الشائكة حول المصنع والمنجم الذي توقف عن العمل منذ عدة سنوات.
وأشار إلي أن مساحة المبانى فى منجم الفواخير حوالى 100 ألف متر مربع، والمخازن الخاصة به تحتوى على قطع غيار المصنع وماكينات الكهرباء، وخلف المخازن يقع مكتب أمين المخازن منذ عهد الإدارة الأنجليزية بحالته حتي الآن، وخلفه غرفة المحول حيث كان المصنع يعتمد فى إنتاج كهرباء التشغيل على محول كبير يعمل بالسولار، ويدير ماكينات المصنع ويضىء مساكن العمال والمهندسين الملحقة به فضلاً عن منزل ( الكونت )، وقد قدمت وزارة الكهرباء منذ فترة طلبا للحصول على المحول الخاص بالمنجم لأنه أصبح أثرياً ولابد من الحفاظ عليه فى أحد المتاحف الخاصة بوزارة الكهرباء وعلى الجهة المقابلة يوجد خزانان للسولار لإمداد المحول بالوقود بصفة دورية.
وأوضح أن كل من الإيطاليين والإنجليز اعتمدوا فى استخراج الذهب على الاستدلال بالخريطة الفرعونية حيث كان الحفر فى جبل الفواخير بحيث يمتد النفق الرئيسى للمنجم نحو 500 متر تحت سطح الأرض ويتفرع منه 5 أنفاق فى اتجاهات مختلفة متتبعة عروق الذهب من صخور الكوارتز، وفى المنطقة الخاصة بمراحل الصهر والصب يقع مكتب الكونت وهو ما يعادل حاليا المدير العام.
وأضاف أن الكونت الأيطالى (دون دي لي فيزون) كان من أشهر الذين تولوا المنصب بمنجم الفواخير، وكان المكتب يطل بواجهة كاملة من الزجاج الشفاف على المرحلة الأخطر فى استخراج الذهب، وكان إختيار هذا الموقع لمكتب الكونت مقصودا لمراقبة عمليات السبك والصهر وصب الذهب، وتسجيل الكميات المستخرجة أولاً بأول فى أوراق وسجلات بمكتبه، والتى مازالت موجودة ومكتوبة بخط يده فى أدراج المكتب حتي الأن.
وتابع الباحث الأثرى قائلا: "على بعد 200 متر يمين البوابة الرئيسية لدخول المنجم توجد كنيسة قديمة يعلوها صليب، وقد حرصت ادارة المنجم على اختيار موقع مميز للكنيسة لتكون فى الطريق بين المصنع من جهة ومساكن العاملين من جهة أخرى، لكى يتمكن العاملون بالمنجم والقاطنين بالمسكن من أداء العبادات على مقربة من عملة أو منزله، وفي جراج المنجم توجد حتي الآن سيارة كانت مخصصة للكونت للذهاب والأياب بين المنزل والمنجم، ومسجل عليها لوحة معدنية تحمل عبارة (سيارة الكونت الأنجليزى 1936)، وهى سيارة نادرة وذات طابع تاريخى وتعبر عن الفترة الزمنية التى يرجع إليها انشاء المصنع، كما كان هناك مطار للمنجم على مقربة من المصنع حيث كانت تقلع منه طائرة الكونت الخاصة حاملة سبائك الذهب الى أوروبا.