البحوث الإسلامية يوضح المقصود بطلب الرسول لـ«الخمرة» الوارد في حديث عائشة
قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إنه لا يجوز للحائض دخول المسجد إلا مروراً إذا احتاجت إلى ذلك كالجنب لقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا».
واستشهد الجندي لـ«صدى البلد» بما رواه أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في شأن المسجد «فإني لا أحله لحائض ولا جنب»، بالحديث الذي روي عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: إِنِّي حَائِضٌ، فَقَالَ: إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ».
وأوضح المفكر الإسلامي في شرحه للحديث: أن معنى «ناوليني» أي أعطيني، «الْخُمْرَةَ» بضم الخاء وإسكان الميم، هي السجادة -حصير أو نسيجة خوص ونحوه من النبات- التي يسجد عليها المصلي، ويقال: سميت بها لأنها تخمر وجه المصلي على الأرض أي تستره، وصرح جماعة بأنها لا تكون إلا قدر ما يضع الرجل حر وجهه في سجوده.
وتابع: معنى «إن حيضتك ليست في يدك»: أنه ليس هناك مانع من دخولها لأخذ الحاجة، فلا بأس بذلك، إنما الممنوع جلوسها في المسجد، أما أن تعبر منه أو تدخله لحاجة ثم ترجع من غير جلوس فلا بأس بذلك.