صاحب مبادرة أبناء النيل: التواصل الثقافي بين شعوب دول حوض النيل سيحقق الآمال المنشودة
فكرة جاءت من حضن أبناء النيل و مبادرة نابعة من حضارة تمتد عبر آلاف السنين، فضلا عن علاقات دم ونسب ومصاهرة جسدتها عادات وتقاليد مشتركة تمثلت فى إقدام فنان سودانى عاشق لشعبى وادى النيل على اتخاذ خطوة إيجابية نحو تفعيل العلاقات الشعبية انطلاقا من الموروث الثقافي والفني المعبر عن شعبي "شمال وجنوب الوادي".
وقال الفنان السودانى لؤي محترم صاحب مبادرة "أبناء وادى النيل" فى حوار لموفدة وكالة أنباء الشرق الاوسط اليوم الأربعاء – " إن الثقافة هى القوة الناعمة ومفتاح القلوب والشعوب لتحقيق إرادتها ووحدتها.... ومن هنا انطلقت فكرة مبادرة أبناء النيل لتحقيق التئام لشعوب دول حوض النيل عن طريق الثقافة وألوانها المختلفة ( الفلكلور ، المسرح ، الشعر ، الأدب ....)، حيث إن التقارب الشعبي أقوى وأسرع وأقرب من السياسي الذى يتأثر باعتبارات أخري وفقا للمصالح الخاصة بكل دولة ، بالإضافة إلى رغبته فى تغيير النظرة للمواطن السودانى وعاداته وتقاليده وثقافته.
وأضاف أن المبادرة حققت صدى إيجابيا ولاقت دعما قويا ورعاية من القيادة السياسية بالسودان والجهات الرسمية المعنية فى مصر وفناني البلدين نظرا لوضوح أهدافها ورغبة القائمين عليها فى أن تجنى تواصلا حقيقيا بين الأجيال القادمة ، مشددا على أن جميع الشعوب لديها إرادة حقيقية فى تبادل المصالح المشتركة و أن يعم السلام والوئام.
وأردف قائلا "إن مصر هي بلدي الثاني وهوليود الشرق ولديها تنوع ثقافي يثري الجميع وعندما أتحدث عنها لابد أن أتزين بالورود والعطور، معربا عن تقدير شباب السودان لدور مصر البارز فى احتضان المبادرة".
وفى هذا الصدد ، قال الفنان لؤى إن مبادرة أبناء النيل التى تحمل شعار "قوتنا فى وحدتنا" تنظم مهرجانا ثقافيا فى شهر مايو القادم بقاعة الصداقة بالخرطوم على مدى 4 أيام يجمع دول حوض النيل لتقدم عروضا ثقافية تعرف الدول ببعضها البعض وتقرب المسافات ووجهات النظر على أرضية مشتركة تعالج القضايا ، منوها بأنه يعد أول مهرجان من نوعه يخصص لدول حوض النيل وسيتم تقديم فقرات ثقافية خاصة بكل دولة.
وأضاف أن كل دولة ستعرض النشيد الوطنى لها وفيديوهات تعريفية وأشهر المعالم السياحية بها ، بالإضافة إلى الأعمال الفلكلورية ونماذج من رسالة شعوبهم تجاه نشر السلام والمحبة بين بنى البشر ، مشيرا إلى أن كل الدول ستلتقى فى أوبريت غنائى مشترك كل دولة بلغتها يصاحبه ترجمة ، كما أن هناك شقا ثانيا بالمهرجان يتعلق باقامة ملتقى إعلامي بين الدول بأحدث الوسائل لتقريب واستيعاب الدول بعضها لبعض.
وأوضح الفنان لؤي أن المهرجان يخصص قسما ثالثا يتعلق بالفن التشكيلى على مستوي دول حوض النيل ، وآخر للأدب والفكر يشارك فيه المؤلفون والمفكرون لتقديم أعمالهم ، بالإضافة إلى قسم آخر للشباب ستعرض فيه القضايا الثقافية المشتركة لوضع خطة تواصل وتبادل مصالح مشتركة لإيحاد حلول لمتطلبات وإرادة الشعوب الأفريقية.
وعلى صعيد آخر، قال الفنان لؤي " إننا نعد حاليا عملا دراميا جامعا لكل دول حوض النيل يدعمه المخرج السينمائي الشهير". السودانى المصري سعيد حامد ، بالإضافة إلى أننا بصدد تشكيل فريق رياضى كروي وإقامة مباراة مشتركة بين دول الحوض بمشاركة لاعبين من كل دولة .
وأكد أن السودان ومصر هما نواة حراك ثقافي وشعلة إدارة المهرجان الذى سينظم كل عام فى دولة إفريقية ، متوجها بالشكر للسفارة المصرية على جهودها فى دعم المبادرة فى جميع خطواتها .
من جهته، قال أحمد أبو العلا القائم بأعمال المكتب الإعلامي للسفارة المصرية بالخرطوم إن مبادرة أبناء النيل مهمة فى تقوية العلاقات الشعبية والثقافية بين مصر والسودان وشعوب دول القارة الافريقية ، مشيرا إلى أنها تلقى رعاية من المسئولين المصريين والسودانيين .
وأضاف أن إرادة الشعوب تفرض رأيها على الحكومات والأنظمة السياسية ، مشددا على أن المبادرة تحتاج إلى دعم قوي من الجميع لكي تحقق نتائجها المرجوة.
ونوه بالدور الهام الذى قامت به السفارة المصرية بالخرطوم منذ انطلاق المبادرة ، حيث قدمت لها كافة التسهيلات اللازمة وتواصلت مع المعنيين فى الناحية الثقافية والفنية ، كما أنها تسهل للأخوة السودانيين الاتصال بدوائر القرار فى مصر .
وأشار أبو العلا إلى زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية برئاسة وزير الخارجية الأسبق محمد العرابي والتى حققت نتائج إيجابية تأسست على خلفيتها مسيرة جديدة من التعاون الثقافي والفني يحقق الفائدة المشتركة لشعبي وادي النيل .
وقال " إننا فى حاجة للتقارب لإتاحة الأمل للأجيال القادمة التى لا تستوعب طبيعة العلاقة بين شعبي الوادي مقارنة بالأجيال السابقة التى عاشت وتربت على العلاقات التاريخية بين البلدين " ، داعيا إلى ضرورة تعميم المبادرة لتشمل جميع محافظات مصر وألا
تقتصر على القاهرة .
ولفت أبو العلا إلى أن المبادرة موجهة فى الأساس إلى الشباب والأجيال الجديدة التى فى حاجة إلى المزيد من المعلومات الداعمة للتكامل بين دول حوض النيل وصولا للتنمية المنشودة لجميع الدول الأفريقية ، مطالبا بضرورة تبادل الوفود والزيارات لإتاحة الفرص للشباب لأخذ دوره المنوط به فى المرحلة المقبلة .
وقال "إننا فى حاجة لتسويق المبادرة من الجهات المختلفة خاصة الإعلام والصحافة والثقافة والنقابات الفنية " ، منوها بأن الشعوب الأفريقية تعشق مصر منذ التاريخ ، والمبادرة بمثابة رسالة حب ودعوة للتقارب بين الشعوب ،كما أنها فرصة لاستعادة دور مصر الحيوى على المستوى الأفريقي.
وأكد أن القيادة المصرية حاليا تولي اهتماما وأولوية قصوى للبعد الأفريقي والتعاون مع دول حوض النيل وتحقيق التقارب مع كافة الشعوب الأفريقية بما يحقق المصالح المشتركة.