الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يا وزير السياحة .. السماء لن تمطر سياحا !!


إلى متى سننتظر أن تمطر السماء علينا سياحا ؟ .. إلى متى سوف نكتفي بالدعاء والعويل على السياحة الضائعة منا .. إلى متى سنحبس أنفسنا في ظل نظرية المؤامرة ؟ ...
منذ الحادث المؤسف للطائرة الروسية .. ونحن نتعامل مع ملف السياحة باستهانة .. واستسلام.
لابد أن نتحرك بجدية وسرعة..فالأحداث فى العالم كثيرة جدا ولم يتوقف السياح ..دبي مثلا تعتبر الأعلى دخلا من السياحة فى الوطن العربي رغم حريق أهم فنادقها يوم رأس السنة، لكن لم يتم التركيز عليه، وتم إحتواؤه ولم تمتنع السياحة بسبب سرعة التصرف ..أيضا باريس شهدت أحداثا دامية لكنها مازالت الأكثر استقبالا للسياح في العالم .. ومنذ أيام شهدنا تفجيرات مطار بروكسل، لكن بلجيكا لم توضع على القوائم الحمراء ولم تحذر الدول رعاياها من زيارتها .. واستأنفت المدينة حياتها الطبيعية، ولم يفرض العالم أي قيود على السفر إلى بروكسل أو بلجيكا.
ومازالت بلجيكا مقصدًا للسياح البريطانيين، على الرغم من أن مارس هو أحد أكثر الأشهر انخفاضًا في السياحة والسفر هناك.. وشركات السفر البريطانية لم تقدم إلغاءً مجانيًا للرحلات المخطط لها مسبقاً، ولم توفر عودة مجانية من بلجيكا إلى بريطانيا ، حتي الخطوط الجوية البريطانية لم تترك الفرصة لعملائها بتأجيل تذاكرهم أو المطالبة باسترداد النقود للذين حجزوا رحلات جوية من الجمعة إلى الثلاثاء 29 مارس ، ولن يغطي تأمين السفر الخاص بالبريطانيين تكاليف الإلغاء المرتبط بالتفجيرات الإرهابية.

الأحداث حولنا من كل إتجاه .. ولا أريد أن نعيش نظرية المؤامرة وأن مصر مستهدفة فلنواجه الواقع ونعمل جيدا على ملف السياحة .. المفروض أن تثار الأزمة ونذهب للأتحاد الأوروبي ونذهب إلى روسيا بشكل واضح وجاد ومحدد .. وأنا أعلم أن هناك دولا لم توقف السياحة إلى مصر.. فماهي المميزات التي حصلت عليها وهناك دول أوقفت السياحة .. عملنا معاها إيه!
علينا أن نهتم بمكاتبنا السياحية في الخارج والتي كان لها دور كبير في الترويج لمصر ونعيد فتح المكاتب التي أغلقناها بل و فتح مكاتب جديدة حتي لو كانت من داخل السفارات .. علينا ألا نتجاهل المعارض السياحية الدولية كبيرة أو صغيرة بشرط الإعداد الجيد لها بدلا من أن نحدث أنفسنا بمعارض ومهرجانات داخلية لن تقدم ولن تؤخر.. فنحن نبحث عن السائح الذي يأتي من الخارج ليحل لنا الكثير من الأزمات التي نعاني منها إقتصاديا واجتماعيا بعد أن أغلقت العديد من الفنادق والمحلات السياحية أبوابها وأصبح العاملون فيها في الشارع في إنتظار الفرج.
نحن نحتاج إلي قرارات قوية لعودة السياح مرة أخرى ..نحتاج أن نعيد دراسة ملف الشارتر" ومشكلاتها وهو نوع من السياحة ظهر في ستينيات القرن الماضي، لمواكبة الطفرات السياحيّة العالميّة التي حدثت في ذلك الوقت، وظهور شركات السياحة التي تنظّم رحلاًت سياحيّة ضمن فريق كامل.. والسماح لها بالعمل داخل الأراضي المصرية كان هدفه الرئيسي هو تنشيط حركة السياحة القادمة لمصر، إننا الآن في أمس الحاجة لهذه النوعية من السياحة فهي وسيلة لتقليص حجم الخسائر التى تعرض لها المستثمرون على مدار الخمس سنوات الماضية..وهم يرغبون في هذا النوع من الطيران لتقليل حجم الخسائر بدلا من الفنادق الخالية من السياح.
أعتقد أن الحديث الدائم عن الإرهاب وعن سيناء أمر سلبي في وقت يشهد العالم كله موجات من العنف والإرهاب .. ويتم إحتواء الموقف وتستمر الحركة السياحية.
أعلم أن يحيي راشد وزير السياحة الجديد رجل جاد وهو من داخل القطاع السياحي لكن هناك ملفات يجب أن يبدأ بها .. أولها تحسين الصورة الذهنية لمصر بالخارج والحملة الترويجية للسياحة .. يجب أن يتكاتف الجميع ، والاعلام الخارجي ،والداخلي .. ووزارات السياحة – الداخلية – الطيران- والحكم المحلي .. وأن تكون عودة السياحة هي مشروعنا القومي العاجل والساخن جدا.
ياوزير السياحة السماء لن تمطر سياحا !!وإقتصادنا لا يحتمل إنتظارا !!!

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط