قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بالفيديو.. جمعة يوضح صحة «حصول غير المسلم على ثواب أعماله الصالحة»

0|محمد صبري عبد الرحيم

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن حديث «إنَّه لم يقُلْ يومًا قطُّ اللهم اغفِرْ لي يومَ الدينِ» صحيح وثابت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
وأضاف «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم»، أنه هذا الحديث رواهُ أحمدُ والحاكمُ وغيرُهما واللَّفظُ لأحمد كلُّهم من حديثِ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها أنها قالت: يا رسولَ اللهِ إنَّ عبدَ اللهِ بنَ جُدعانَ كان في الجاهليةِ يقري الضيفَ ويفُكُّ العَانيَ ويَصِلُ الرَّحمَ ويُحسنُ الجوارَ فأثنَتْ عليه فهل ينفعُهُ ذلكَ؟ قالَ رسولُ الله صلى اللهُ عليه وسلم: «لا، إنَّه لم يقُلْ يومًا قطُّ اللهم اغفِرْ لي يومَ الدينِ»، ولفظُ الحاكمِ: «لا، إنَّهُ لم يقُلْ يومًا قطُّ ربِّ اغفِرْ لي خطيئتي يومَ الدينِ».
وأوضح أن معناهُ أنَّ عبدَ اللهِ بنَ جُدعانَ وهو من عشيرةِ أبي بكرٍ الصديقِ رضيَ الله ُعنه كان يَقرِي الضيفَ ويُغيثُ الملهوفينَ ويَصِلُ الرحمَ حتى إنهُ كان يعمَلُ الطعامَ ويضَعُهُ أمامَ بيتِه على جِفانٍ عاليةٍ في الشارعِ حتى يأكلَ منه المسافرونَ من دونِ أن ينـزِلوا، هذا كلُّه لا ينفعُهُ لأنهُ كان يعبدُ الأوثانَ ولا يؤمنُ بالآخرةُ.
يذكر أن عبد اللهِ بنُ جُدعانَ في أولِ أمرِه كان فاتكًا شريرًا فتبرَّأَ منهُ أبوهُ وقالَ له أمامَ العشيرةِ أنت لستَ ابني، فكرِهَ الحياةَ وذهبَ إلى بعضِ جبالِ مكةَ يطلبُ الموتَ فوجدَ شَقًّا في جبلٍ فدخلَهُ على ظنِّ أنَّهُ قد تلسعُه حيةٌ فيموتُ فوجدَ ثعبانًا كبيرًا فظنَّهُ ثعبانًا حقيقيًّا وهو في الحقيقةِ ليسَ كذلكَ، بل هو صورةُ ثعبانٍ كبيرٍ كلُّهُ ذهبٌ وعيناهُ جوهرتانِ، ورأى أمامَهُ كومَ ذهبٍ وكومَ فِضةٍ ورأى رجالا طوالا على سُرُرٍ وهُمْ منَ العربِ القدماء، ووجدَ عند رؤوسِهم لوحًا من فضةٍ مكتوبًا فيه تاريخُهم، ومن جملةِ ما فيه أبياتُ شعرٍ منها هذا البيتُ: صَاحِ هلْ رَيْتَ أو سمعتَ بِرَاعٍ ردَّ في الضَّرعِ ما قرَى في الحِلابِ.
وقصَّتُهم أنهم كانوا هاربينَ من ملكٍ قصدَ بلادَهم وكانوا لا يستطيعونَ دفعَهُ فأخذُوا ما أخذُوا منَ المالِ والذهبِ ودخلُوا هذا الشَّقَّ ليعيشوا فيه إلى أن يموتوا أو يأتيَ الفرجُ.
ومعنى كلامِهم الذي وُجِدَ مكتوبًا على اللَّوحِ أننا لا نعودُ إلى الحالةِ التي كنا فيها، كما أنَّ الحليبَ لا يعودُ إلى الضَّرعِ بعدما خرجَ منهُ، ثم إنَّ عبدَ اللهِ بنَ جُدعانَ ذهبَ إلى قومِهِ وصارَ يُوزِّعُ عليهم من هذا الذهبِ فجعلُوه سيدًا لهم، ثمَّ بعدَ هذا صارَ يتكرمُ على الناسِ ويُعطي أقرباءَهُ ويَعملُ الكثيرَ من أعمالِ الخيرِ والإحسانِ إلى الناسِ، لكن كلُّ هذا لا ينفعُه لأنَّه فعلَهُ ليمدحَهُ الناسُ وهو لا يُؤمنُ بالآخرةِ لذلك قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم بأنه لا ينفعُهُ.
أمَّا المؤمنُ فكلُّ حسنةٍ يعملُها مهما كانت صغيرةً وتكونُ موافقةً للشرعِ معَ نيةِ التقربِ إلى اللهِ أي ليسَ فيها رياءٌ ولا سمعةٌ مهما صَغُرَتْ فهي عندَ اللهِ كبيرةٌ، أمَّا مَنْ لا يُنَزِّهُ اللهَ عن مشابهةِ خلقِهِ فلا ينفعُهُ شىءٌ من أعمالِهِ في الآخرةِ.