الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يا مسلسلات رمضان .. الرحمة


الرحمة التي أطلبها في العنوان ليست رحمة بطلة مسلسل فوق مستوي الشبهات والتي جسدتها بصورة رائعة النجمه الكبيرة يسرا ولكن مضمون الشخصية هي ماأتكلم عنه فأنا أطلب الرحمة من مشاهد العنف والدماء التي حاصرتنا علي مدار الشهر الكريم.

الرحمة من المخدرات والمشاهد المستفزة .. الرحمة من الألفاظ غير اللائقة والسباب الذي لوث أسماعنا.

فالمسلسلات في العالم كله تزيد الانتماء للوطن وتبرز القيم النبيلة وتحاول أن تحدث تغييرا إيجابيا في المجتمع الإ عندنا، ففي السباق الرمضاني لهذا العام عشنا مسلسلات وبرامج كلها أمرض نفسية وعقد ومشاكل.. تزيدنا هما وغما وطاقة سلبية تدعو للتكاسل والاستسلام.

لم أجد مسلسل واحد يتحدث عن قيمة العمل والعطاء بطريقة درامية جذابة.. لم أجد مسلسل واحد يناقش ثورة 30 يونيو التي أنقذت مصر وأعادت الحياة للمصريين.. لم أجد مسلسلا واحدا يتحدث عن الانجازات غير المسبوقة التي حدثت خلال عامين.

شئ واحد فقط ركز عليه المبدعون وكتاب السيناريو هو الأمراض النفسية والعقلية فيسرا مريضة نفسية في " فوق مستوي الشبهات " ترتكب أفظع الجرائم وابشعها وتضر بها أقرب المقربين منها.

ومسلسل "الخانكة"، لغادة عبد الرازق ..تجسد فيه شخصية مريضة نفسية تعمل مدرّسة. تتطور الأمور حين تصطدم بأعداء يدخلونها إلى مستشفى الأمراض النفسية.

نيللي كريم، في مسلسل " سقوط حر "، هي الأخرى سيدة مضطربة نفسيًا، تحيلها المحكمة لمصحة عقب اتهامها بقتل زوجها وأختها.

أيضا ليلي علوي في " هي ودافنشي" وهو لا يخلو أيضا من المرض النفسي فرغم أنه يحاول السخرية من السحر والشعوذه الا انه يجعل منهما شيء عادي في المجتمع يمكن أن يحدث بسهولة لينشر الجهل والأوهام بين المشاهدين,
 
ويحيى الفخراني في مسلسل "ونوس" مريض نفسي يشعر بوجود شبح أو شيطان يلازمه ويجعله أسيرا لأفكاره ويصل به الأمر إلى تدمير أسرته وحياته.

والمشكلة الحقيقية أن هذه النوعية من الدراما تحصل على اهتمام كبير من المشاهدين نظرًا لغموض المرض النفسي وأبعاده خصوصًا في مجتمعتن االعربية التي تنظر للمريض النفسي نظرة حيرة وخوف.

ولكن هذه الاعمال لها أبعاد سلبية خطيره حيث يؤكد خبراء الطب النفسي أن هذه الاعمال تحتوي على مشاهد التي قد تسبب الأذى النفسي للأطفال أو قد تكون غير مناسبة لعمرهم، وفي الدول المتقدمة لا يسمح بمشاهدة أعمال نفسية دون إرشاد عائلي.

كما أن الأعمال الدرامية لا تلتزم بمعالجة أبعاد المرض النفسي بشكل علمي صحيح فتثير مفاهيم مغلوطة لدى الجمهور حول طبيعة كل مرض وأسبابه ومخاطره.

والدليل ،أن وقائع تقليد الأعمال الدرامية التى تدعو وتحرض على العنف والبلطجة، تتجسد أحداثها فى الشارع المصرى، فعلى غرار مسلسل الأسطورة، عندما انتقم محمد رمضان لزوجته من أحد جيرانها عندما سرب صورها وهى بقميص النوم، فقام بضربه فى الشارع أمام الجيران وألبسه نفس قميص النوم الذى سربه.

تفاصيل ذلك تجسدت بنفس السيناريو والتفاصيل، حيث شهدت منطقة حلوان واقعة مماثلة، بعد أن تعرض مسجل خطر إلى ربة منزل ومعاكستها ، فاستعان شقيقها بعدد من أصدقائه ، وبدأوا تنفيذ أحداث المشهد الدرامى كما جاء فى المسلسل، فجردوا المتهم من ملابسه فى الشارع وأجبروه علي ارتداء "قميص نوم" وسط ذهول أهالى المنطقة .. وزفوه وهو يرتدى "قميص نوم".

كما شهدت قرية الخواجات، التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، واقعة غريبة في نهار رمضان، بعدما أجبرت أفراد أسرة زوج ابنتهم على ارتداء "قميص نوم"، وطافوا به شوارع القرية بالكامل.

حتي البرامج لم تخلو من عنف ودمار ويكفينا برنامج رامز جلال الذي يقوم على استخدام النار وأساليب العنف والألفاظ غير اللائقة والسباب بما قد يؤدى إلى ترسيخ العنف بين المشاهدين وتقليد الأطفال لما يشاهدونه، وأتمني وقف بث مثل هذه البرامج خاصة أن هناك برنامج كان يجسد نموذج محاكاة لفكر داعش العنيف، وبرامج أخرى يستخدم فيها الأسود والحيوانات والضرب والذى يعد خطرًا جسيمًا علي المجتمع .

هل هذا هو مانتطلع إليه أعمالا درامية تؤثرسلبا علي المجتمع وتضيف نوعية جديدة من الجرائم التي لايمكن أن نتخيل وجودها

كنا نتمني أن نخرج من رمضان هذا العام ونحن سعداء .. لدينا مثل أعلي وقدوة وطاقة إيجابية للعمل والبناء .. لكن مع الأسف خرجنا منه ونحن نعاني من الإحباط والإكتئاب ونحمل طاقة سلبية بلا حدود تنعكس علي سلوكيات المواطنين والأطفال.

ياكتاب المسلسلات والسيناريوهات.. يا أيها المبدعون والفنانون رحمة بنا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط