الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فى ذكرى رحيل عبد المنعم مدبولي.. «المدبوليزم» صانع الكوميديا.. ترك وراءه 60 فيلما و120 مسرحية و30 مسلسلا

الفنان القدير عبد
الفنان القدير عبد المنعم مدبولي

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي، الذي توفي في مثل هذا اليوم من عام 2006 بمستشفي المقاولون العرب، عن عمر يناهز 85 عامًا، بسبب إصابته بالتهاب رئوي وهبوط حاد في الدورة الدموية، بعد رحلة عطاء حافلة بالنجاح، حيث قدم ما يقرب من 60 فيلما، و120 مسرحية، و30 مسلسلا.

ولد "مدبولي" في منطقة باب الشعرية بالقاهرة في 28 ديسمبر عام 1921، أحب التمثيل منذ أن كان طالبًا في المرحلة الابتدائية، حينما تم اختياره ليقود الفرقة المسرحية في المدرسة، ومن يومها لم يتوقف عن التمثيل والإضحاك، حيث استمر مشواره الفنى لأكثر من 50 عاما، قدم خلالها أكثر من 170 عملا فنيا.

التحق الفنان الراحل بالمعهد العالي لفن التمثيل العربي، وتخرج منه في عام 1949، فى ثانى دفعاته، ثم انضم بعد التخرج إلى فرقة "جورج أبيض"، وبعدها إلى فرقة "فاطمة رشدي"، وللعلم قام "مدبولي" بتسجيل عدة إعلانات بصوته لاحد منتجات "معجون الأسنان".

شارك عبد المنعم مدبولي بالتمثيل فى برامج الأطفال بالإذاعة ضمن حلقات برنامج "بابا شارو"، وتخرج على يديه العديد من نجوم الكوميديا مثل عادل إمام، سعيد صالح، يونس شلبى، محمد صبحى وغيرهم كثيرون. ولا ننسى أنه عند بداية عرض مسرحية "مدرسة المشاغبين"، كان الفنان الراحل عبد المنعم مدبولى يمثل دور ناظر المدرسة.

أسس "مدبولي" مع رواد جيله فؤاد المهندس وأمين الهنيدى وغيرهما مدرسة كوميدية استمدت تراثها من الجيل السابق من أمثال نجيب الريحانى وعلي الكسار، وشكل مع فؤاد المهندس ثنائيا تمثيليا عجز عن تكراره الممثلون الحاليون .. وشكل عبد المنعم مدبولى مدرسة كوميدية مستقلة فى الضحك الراقى، وأسس العديد من الفرق المسرحية مثل "المسرح الحر" عام 1952، و"الكوميدى" 1963 و"الفنانين المتحدين" 1966 و"المدبوليزم" 1975.

شارك العملاق الراحل فى أول عمل مسرحى له من خلال دور أعرابى مع فرقة المسرح "المصرى الحديث" التى شكلها زكى طليمات، ومن أهم الأعمال المسرحية التى أنتجتها فرقة "المسرح الحر": "الأرض الثائرة، حسبة برما، الرضا السامى، خايف اتجوز، مراتى بنت جن، مراتى نمرة 11، كوكتيل العجائب".

انضم "مدبولى" بعد ذلك إلى فرقة التليفزيون المسرحية والتى كان يترأسها السيد بدير، بعدها تولى فرقة "المسرح الكوميدى" وأخرج عدة عروض منها: "دسوقى أفندى، مطرب العواصف، أصل وصورة، حلمك يا شيخ علام، جفلدان هانم، وسط البلد" .. فيما أخرج لفرقة إسماعيل يس عملين، وشارك فى تكوين فرقة الفنانين المتحدين، وقدم من خلالها أبرز العروض المسرحية، ثم انفصل عنها عام 1973 ليكوّن فى عام 1975 فرقته الخاصة "المدبوليزم".

عمل الفنان الراحل، ككاتب وممثل ومخرج مسرحي، في العديد مع المسرحيات التي صنعها من خلال الفرق التي أسسها أو التي شارك في تأسيسها، ومن أشهر مسرحياته التى حققت نجاحا كبيرا "المفتش العام، السكرتير الفني، انا وهو وهى، الناس اللي تحت، ريا وسكينة، المغناطيس، بين القصرين، زقاق المدق" .. كما شارك "مدبولى" فى كتابة العروض المسرحية مثل "كفاح بورسعيد"، والتى كانت عبارة عن مجموعة من المسرحيات القصيرة أخرجها كل من سعد أردش وصلاح منصور.

دخل عبد المنعم مدبولي إلى السينما فى وقت متأخر، في أواخر حقبة الخمسينيات، وبالتحديد عام 1958، وكان أول فيلم له هو "أيامي السعيدة"، ومن بعدها توالت أعماله فى الفن السابع، والتي سارت بالتوازي مع نشاطه المسرحي، وبلغ عدد الافلام التى قدمها ‏150‏ عملا، من أبرز الأدوار التى أبدع فيها وظلت عالقة بذاكرة السينما: "الحفيد، ومولد يا دنيا، وإحنا بتوع الأوتوبيس، ومطاردة غرامية، وربع دستة أشرار، والمليونير المزيف، وكريستال". وكان آخر أعماله السينمائية "أريد خلعا" مع أشرف عبد الباقى، كما اشترك كضيف شرف في فيلم "عايز حقي" مع هاني رمزي وقد كان لدوره أثر كبير في تغيير مجرى الفيلم، ليثبت - مع كبر سنه - أنه لا يزال بارعًا في تقديم الأدوار التي تحتاج جدية.

نال عبد المنعم مدبولي خلال مشواره الفني العديد من شهادات التكريم، كما حصل على العديد من الجوائز، منها تكريم من مهرجان زكى طليمات في عام 1986، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عام 1983، كما قام المهرجان القومى للمسرح المصرى فى 2006 بتكريم اسم الفنان الراحل عبدالمنعم مدبولى، ومنحه الرئيس أنور السادات شهادة تقدير خاصة لأدائه المتميز في "أبنائي الأعزاء.. شكرًا"، كما نال جائزة أحسن ممثل في السينما عن أفلامه "الحفيد" و"أهلا يا كابتن" و"مولد يا دنيا"، وفي عام 1984 حصل على جائزة الدولة التقديرية عن مجمل أعماله، كما يعد أول فنان عربي كتبت عنه دائرة المعارف النمساوية.