الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"إيكونوميست": جنون العظمة يدفع أردوغان لخسارة جميع حلفائه.. والـ"إف بي آي" يرفض أوراق طلب تسليم جولن لتركيا والبنتاجون يبحث عن بديل لـ"إنجرليك"

صدى البلد

  • مجلة "إيكونوميست" البريطانية:
  • تركيا تحتاج إلى صداقة أمريكا أكثر من أي وقت مضى
  • تكثيف الخطاب المعادي لأمريكا في تركيا يهدف للضغط من أجل تسليم جولن
  • تصاعد المطالب بالكونجرس الأمريكي لإيجاد بديل لقاعدة إنجرليك الجوية
  • أمريكا تخشى من إغلاق تركيا لقاعدة إنجرليك في حالة عدم تسليم جولن
نشرت مجلة "إيكونوميست" البريطانية تقريرا مطولا حول العلاقات الأمريكية التركية بعد فشل الانقلاب، أشارت فيه إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستغل محاولة الانقلاب لتأجيج خطاب شعبي ضد أمريكا، وأن مسئولى الـ"إف بي آي" رفضوا ملفا يضم أكثر من ألف صفحة يطالب بتسليم فتح الله جولن الخصم اللدود لأردوغان إلى تركيا.

وذكرت المجلة البريطانية أنه منذ الستينيات عندما استولى الجنرالات على السلطة اتهم الأتراك أمريكا بالمسئولية، وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو من قبل عصابة الجنرالات وصغار الضباط ظهر رد الفعل القديم مرة أخرى، وصرح وزير العمل التركي سليمان صويلو بأن أمريكا وراء الإطاحة برئيس تركيا.

وقالت إن كثرة المقالات في الصحف التركية والإعلام الموالي لحكومة حزب العدالة والتنمية المتعلقة بنظريات المؤامرة خلقت أزمة حادة، وجاء رد فعل جون كيري وزير خارجة أمريكية قاسيا على نحو غير معهود، حيث هدد بأن العلاقات سوف تتأثر مع تركيا نتيجة لهذه التلميحات.

وحذر كيري، أردوغان من استخدام الانقلاب كذريعة لتضييق الخناق على خصومه، واعتبر وزير الخارجية الأمريكي ذلك "تحديا كبيرا لعلاقته بنا وبأوروبا والناتو ولنا جميعا".

وأوضحت المجلة البريطانية أن أردوغان لم يلتفت لتحذيرات "كيري"، واحتجز أكثر من 7 آلاف شخص، وآلافا من القضاة والبيروقراطيين، وأغلق 11 بوابة إخبارية مرتبطة بالمعارضة.

وذكرت المجلة أن المعارض الرئيسى لـ"أردوغان" الداعية فتح الله جولن يعيش في منفى اختيارى في ولاية بنسلفانيا الأمريكية منذ عام 1999، وقد دأب أردوغان على اتهام الشيخ منذ سنوات بالسعي لإسقاط حكومته بعد أن كان حليفا له في إسقاط الجيش، موضحة أن الأتراك طلبوا من أمريكا تسليم جولن ولكنهم لم يطلبوا احتجازه رسميا.

وكشفت مجلة "إيكونوميست" عن تسليم تركيا ملف من ألف صفحة لم تتم ترجمته كاملا إلى الإنجليزية لتسليم "جولن"، إلا أن المدعين الفيدراليين رفضوا استلامه وألقوا به في الأدراج، مرجحة أن يكون الغرض من تكثيف الخطاب المعادي لأمريكا في تركيا هو الضغط من أجل طلب تسليم جولن.

وكانت تركيا حليفا للغرب في الحرب الباردة، وينظر إليها باعتبارها منطقة عازلة بين أوروبا والشرق الأوسط ومع الجهاديين وملايين اللاجئين، إضافة إلى قاعدة إنجرليك الجوية في تركيا، وهي قاعدة حيوية لجهود الحرب التي تقودها أمريكا ضد تنظيم داعش.

وأشارت المجلة إلى أن بعض المسئولين الغربيين يتخوفون من إغلاق تركيا لقاعدة انجرليك الجوية، إذا رفضت الولايات المتحدة تسليم جولن.

ولفتت إلى أن علاقة تركيا بأمريكا متوترة بالفعل، وأرجعت ذلك إلى دعم الولايات المتحدة للميليشيات الكردية السورية المعروفة باسم "وحدات حماية الشعب"، والتى ينظر إليها باعتبارها قوة فعالة في الحرب ضد داعش في سوريا، ولكن لها علاقات وثيقة بحزب العمال الكردستاني، الذي يشن حربا على الدولة التركية بهدف إنشاء حكم ذاتي كردي.

وأوضحت المجلة البريطانية أنه من المنظور الأمريكي، فإن تركيا لم تكن ملتزمة بشكل كامل بالحرب ضد الجماعات الإسلامية المحاربة في سوريا، وقد ضغطت أمريكا على تركيا لبذل المزيد من الجهد لمنع المقاتلين الجهاديين من الانزلاق داخل وخارج سوريا للانضمام إلى الجماعات الإسلامية الأخرى.

وقال المجلة إن محاربة الجماعات الإسلامية من مصلحة تركيا أيضا، حيث قامت بهجمات إرهابية عديدة في إسطنبول.

وكشفت المجلة عن نفور وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر من أردوغان، وأنه دعا إلى استبدال قاعدة إنجرليك الجوية بقاعدة أخرى في المنطقة، مؤكدة أن هذا المطلب يتزايد حاليا في أرجاء الكونجرس الأمريكي.

وذكرت أنه إذا كان جولن يهدد الاستقرار التركي فهو ليس خطرا عليها مثل الجهاديين داخل البلاد وخارجها، مؤكدة أن تركيا تحتاج إلى صداقة أمريكا أكثر من أي وقت مضى.

وخلصت المجلة إلى أن أردوغان يخاطر، في نوبة من جنون العظمة "بارانويا" ما بعد الانقلاب، بكل تحالفاته.