الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإرهاب.. كيف نتعامل معه؟


أتعاطف مع ضحايا الإرهاب والاعتداءات في كل مكان في العالم، فالإرهاب لا دين له وضحاياه أبرياء لا ذنب لهم.. تغتالهم أيادٍ مجرمة لا تعرف الرحمة.. ولكن ما يحزنني أن مصر هي أكثر دولة عانت وما زالت تعاني من الإرهاب ومن الإرهابيين.. ومع ذلك نري أن العالم يكيل بمكيالين فنجد بعد كل هجوم رد فعل مختلف بحسب الدولة الضحية.

هجوم إرهابي في الأقصر في 17 نوفمبر 1997 نتيجته مقاطعة فورية للسياحة في مصر وركود اقتصادي نعاني منه حتي الآن.

طلق ناري في باريس نتيجته أن العالم يدعو لعدم وقف السياحة إلي فرنسا دعمًا لاقتصادها.

سقوط طائرة شرم الشيخ نتيجته السريعة وحتي قبل بدء التحقيقات وقف رحلات الطائرات الشارتر إلي شرم الشيخ.

عملية دهس لمئات المواطنين في مدينة نيس الفرنسية رد فعله تمسك السائحين بالتواجد هناك تحديًا للإرهاب ودعمًا لفرنسا.

عمل إرهابي في ميونخ لم نسمع عن ردود فعل لمنع السيّاح أو حتي صدور تحذيرات من السفر إلي ألمانيا حتي الآن.

بالتأكيد هناك سبب لكل ما يحدث من دعم هناك ومنع وتحذير هنا.. ففي كل الحوادث الإرهابية التي حدثت في مصر، دفعت السياحة الثمن غاليًا كما دفع الاقتصاد المصري ضريبة منع السيّاح من زيارة مصر.. بينما في كل حادث إرهابي في أوروبا أو الغرب عامة يسارع الجميع بإعلان الدعم والتعاطف والدعوة إلي زيارة الدولة المُصابة لدعم اقتصادها.

السؤال هنا: كيف نتعامل مع الموقف؟ وهل هذه الدول تستطيع توصيل صوتها بشكل أفضل؟
 
أعتقد أننا نملك فرصًا كبيرة في الفترة القادمة، فمصر عادت إلي أفريقيا ووجودنا في مجلس الأمن ودعم قوة مصر العسكرية وخاصة بإضافة حاملة الطائرات الميسترال وهي من أكبر وأحدث حاملات الطائرات في العالم تعتبر نقلة عالمية كبيرة لمصر أيضًا مشاركة مصر في قمة العشرين لأول مرة والتي تعقد في الصين.. كل هذه النجاحات كانت وراءها جهود وتحركات سياسية ودبلوماسية علي أعلي مستوي.

فالرئيس عبد الفتاح السيسي قام بـ 44 زيارة خارج مصر، قضى خلالها 65 يومًا فى عدة دول، منذ توليه الرئاسة فى 8 يونيو 2014، زيارات لدول عربية وأخرى أوروبية، كما شملت دولًا آسيوية كبرى وعملاقة فى المجال الاقتصادى، وكل الدول أصحاب العضوية الدائمة بمجلس الأمن الدولى، فرنسا وروسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا واليابان وكوريا الجنوبية وكازاخستان والهند، ودول التعاون الخليجى كالسعودية والإمارات والكويت والبحرين.

كما شارك الرئيس فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ديسمبر 2014، والقمة العالمية للطاقة أبوظبى 2015، وشارك فى أعمال القمة الـ24 للاتحاد الأفريقى بأديس أبابا يناير 2015، والمنتدى الاقتصادى العالمى الأردن مايو 2015، وقمة المناخ بباريس 2015، ومؤتمر القمة العربية بشرم الشيخ مايو 2015، والمؤتمر الاقتصادى فى مارس 2015، والمؤتمر الخامس لدول تجمع الساحل والصحراء 2015، ومؤتمر التكتلات الأفريقية الثلاثة تجمع «الكوميسا»، وفى 25 يونيو 2014، توجه إلى غينيا الاستوائية، ليترأس وفد مصر فى أعمال الدورة العادية الثالثة والعشرين لقمة الاتحاد الأفريقى، والتى عقدت تحت شعار "الزراعة والأمن الغذائى بالقارة الأفريقية".

هذه الزيارات والتحركات المكثفة استطاعت أن تعيد مصر لريادتها، وهو ما يُحقق لمصر انتصارات كبيرة فى قضاياها.. والتي توّجَها فوز مصر بعضوية مجلس الأمن غير الدائمة، وعضوية مجلس السلم والعدل الأفريقى.

في اعتقادي أن هذه التحركات السياسية الناجحة لم يواكبها تحركات علي المستوي السياحي والاقتصادي علي نفس المستوي.. كنت أتمني لو تم استخدام وسائل إعلام عالمية، توضح أن مصر جزء من منظومة تعاني من الإرهاب.

وإذا كان هناك تكاتف  في أوروبا لعدم الانهيار الاقتصادي فنحن نتوقع من أصدقائنا وحلفائنا التكاتف لعودة الطيران وعودة السياحة وعودة دعم الاقتصاد المصري لأننا جميعًا في مركب واحدة نعاني طوفان الإرهاب.

ولكن ليس معني هذا أن نجلس وننتظر دعم الأصدقاء فقط ولكن يجب علينا أن نتحرك بقوة وعلي أوسع نطاق وأن نتكاتف في الداخل لنُعيد بناء اقتصادنا والبداية بالسياحة التي يجب أن نغير استراتيجيتنا فيها سواء في الدعاية لمصر في الخارج أو منظومة السياحة بالداخل التي يجب أن نعيد النظر فيها وننظر لدول العالم الناجحة لننقل تجربتها وأنا علي ثقة أننا نستطيع أن نعيد السياحة إلي مصر وأن نكون أكثر نجاحًا من أي دولة بكل تاريخنا وحضارتنا وبإصرارنا علي مواجهة التحديات بل وتجاوزها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط