الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

استغلال الشهرة في الخير ومراعاة مشاعر الفقراء.. نجوم هوليوود يتفوقون على المصريين في المشاركة بالأعمال الخيرية.. والأشهر أنجلينا جولي

أنجلينا جولي
أنجلينا جولي

  • أنجلينا جولي تبرعت بـ100 ألف دولار لمساعدة اللاجئين السوريين
  • تساؤلات عن أعمال محمد رمضان الخيرية بعد شراء سيارتين بالملايين
  • فنانون تبرعوا لصندوق "تحيا مصر"
يتسابق الفنانون المصريون والعرب، خلال شهر رمضان، على المساهمة في أعمال الخير والتطوع، تارة بالدعوة للتبرع بالطعام للفقراء، وتارة للغناء بلا أجر، تشجيعا للجمهور على التبرع لمستشفى، أو جمع مبالغ لسداد ديون الغارمات، وغيرها من أعمال التطوع.

هذا المشهد لا يستمر سوى شهر رمضان وحده، وسرعان ما يتوارى النجوم عن المشهد، إلا قليلا منهم، فلا مشاركة في تبرعات ولا مشاركة في إعلانات لجمع تبرعات، على الرغم من حاجة قطاعات واسعة من المصريين إلى مشاركة الفنانين وغيرهم من نجوم المجتمع في مد يد العون لهم.

وما يزيد الأمر سوءا قيام بعض الفنانين بخطوات مستفزة للملايين، لعل آخرها نشر الممثل الشاب محمد رمضان، صورته إلى جانب سيارتين فارهتين يقدر سعرهما بملايين الجنيهات، ما وضعه أمام حملة هجوم واسعة من الجماهير التي اتهمته بعدم مراعاة ملايين الفقراء في بلد يعاني من أزمة اقتصادية.

مقارنة بسيطة بين سلوكيات النجوم العالميين والنجوم المصريين سنجد هوة كبيرة في التعامل مع الجانب الاجتماعي ومد يد العون للمحتاجين، فعلى سبيل المثال النجمة العالمية أنجلينا جولي سارعت أكثر من مرة بإعلان تبرعها للاجئين السوريين، ليس فقط من باب المساعدة المادية، ولكن لتشجيع الآخرين على اتخاذ الخطوة نفسها.

وتبرعت أنجلينا جولي مؤخرا بـ100 ألف دولار لمساعدة اللاجئين السوريين، وفتحت الخطوة الباب أمام سيل من الهجوم على النجوم السوريين العرب، وسط تساؤلات عما إذا كان هؤلاء الفنانون العرب قد تبرعوا ببعض أموالهم لإخوانهم السوريين الذين نزحوا من جميع المناطق داخل وطنهم وخارجه.

أيضا، لم تسلم الفنانات العربيات من الهجوم، خصوصا اللواتي تولين مناصب سفيرات للنوايا الحسنة كإليسا ونانسي عجرم، ولم يقمن بأي مبادرة مشابهة لما فعلته جولي.

غير أن كثيرا من الفنانين المصريين سبق أن أثبتوا نوايا طيبة بالتبرع لصندوق "تحيا مصر" عقب ثورة 30 يونيو، وبينهم المخرج خالد يوسف الذي تبرع حينها بمبلغ 100 ألف جنيه، والفنان عمرو واكد تبرع بمبلغ لم يفصح عنه، وأعلن المطرب عمرو دياب عن تبرعه بمبلغ 9 ملايين جنيه، كما تبرعت الفنانة نيللي بمبلغ لم تفصح عن قيمته.

وكذلك تبرع نجم الكوميديا أحمد حلمى بأجره عن آخر أفلامه، بينما تبرعت الفنانة زينة بمبلغ 50 ألف جنيه، وتبرعت الفنانة غادة عبد الرازق بمليون جنيه، وتبرعت الفنانة إيناس عز الدين وزوجها المطرب الشعبى أحمد العيسوى بملغ 50 ألف جنيه.

وبعيدا عن تبرعات صندوق "تحيا مصر"، تبرعت الفنانة شيرين عبد الوهاب بخاتم خاص بها من الماس قيمته 35 ألف دولار أمريكي، خلال مشاركتها في إحياء حفل الجمعية الدولية لمرضى سرطان الثدي والنساء.

وأرسلت الفنانة غادة عبد الرازق، خلال الحفل نفسه، شيكا قيمته 50 ألف جنيه تبرعا للجمعية، حيث تعذر حضورها بسبب انشغالها بتصوير بعض أعمالها.

وفي محاولة لتشجيع الفنانين على العمل الخيري، تقوم سفينة النجوم Stars On Board بعمل مزاد علني سنوي عادة ما يشارك فيه عدد من النجوم.

والعام الحالي شارك عدد من النجوم المشاركين في الرحلة، بالتبرع بمجموعة من أغراضهم الشخصية، كي يذهب ريعها للاجئين العرب في مختلف أنحاء العالم، وعلى رأس قائمة النجوم المشاركين بالمزاد كاظم الساهر، حيث تبرع بـ"البيانو" الخاص به، الذي بيع بـ85 ألف دولار، بينما تبرع راغب علامة بالعود الخاص به الذي بيع بـ25 ألف دولار، وقام المشتري بإهدائه للفنان وليد توفيق الذي تبرع بالعود الخاص به أيضا، وبيع بمبلغ 25 ألف دولار.

في حين تبرعت نجوى كرم بفستانين من تصميم المصمم اللبناني نيكولا جبران، وبيع كل فستان منهما بمبلغ 10 آلاف دولار، وتبرعت أيضا نوال الزغبي بساعة قيمة، كما تبرع وائل جسار بساعته الخاصة، في حين تبرع سعد المجرد بنظاراته التي ظهر بها في كليبه الشهير "إنت معلم".

وتبرع أيضا الفنان عابد فهد بالجائزة التي حصدها في "الموركس دور"، بينما تبرعت الفنانة سوزان نجم الدين بفستان بيع بمبلغ 4 آلاف دولار، في حين تبرع الفنان زياد برجي بالجيتار الخاص به، بعد أن غنى عليه أغنية "يامرايتي" للمطربة إليسا.

لكن تلك المبادرات الفردية تبقى أقل كثيرا من المطلوب، لا سيما في ظل اتساع قائمة الأدوار الاجتماعية المطلوبة من الفنانين سواء بدعم المرضى والمحتاجين، ومساعدة ضحايا العمليات الإرهابية، إلى جانب ذوى الاحتياجات الخاصة، وغيرهم من الفئات الأشد احتياجا للمساعدة.

الفنان محمد صبحي من بين النجوم الذي انتهجوا مبدأ المبادرة الفردية لمساعدة المحتاجين، فاختار ملف العشوائيات باعتباره المشكلة الأكبر في المجتمع المصري.

يقول صبحي إنه يحلم بإنهاء ظاهرة العشوائيات في مصر منذ 2003، لكن الظروف في ذلك التوقيت لم تكن تسمح بذلك، مضيفا أن مشروعه يقوم على مساعدة الإنسان في أن يكون قيمة مضافة بالمجتمع.

وأوضح أن مساعدة الإنسان وتنمية ذاته هو الأساس الذي يقوم عليه مشروعه، وقال إن مشروعه يقتضي تقويم سلوك الإنسان من خلال تدريب المواطنين على إتقان حرف معينة، لضمان توفير فرص عمل يقتاتون منها، وشدد على أن تطوير سلوك سكان العشوائيات هو هدفه الأول.

وللفنانين المصريين تاريخ طويل من لعب دور مجتمعي متميز في الوقوف إلى جانب الدولة، لا سيما خلال الأزمات، والجميع يذكر كوكب الشرق أم كلثوم وهى من أوائل الفنانين الذين تبرعوا لصالح مصر، وذلك حين قررت أن تخصص كل دخل حفلاتها لصالح الجيش المصرى بعد نكسة يونيو 1967، وأحيت سلسلة حفلات مختلفة زارت من خلالها العديد من المحافظات المصرية، إلى جانب تبرعها بمجوهراتها وحليّها الشخصية.

كذلك الفنانة الراحلة ليلى مراد، ورغم أنها كانت يهودية الديانة، قبل أن تشهر إسلامها، وطالتها العديد من الشائعات حول تجسسها وعملها لصالح إسرائيل وتبرعها لجيش الاحتلال الإسرائيلى، إلا أن لها العديد من المواقف التى لا تنسى.

أول تبرعات ليلى مراد كانت خلال حرب فلسطين، وتبرعت وقتها بمبلغ مائة جنيه، وأيضا تبرع زوجها فى هذه الفترة – الفنان أنور وجدى – بنفس المبلغ، وذهبت هذه المبالغ لصالح الجيش، وفى عام 1953 زارت ليلى مراد مكتب مجدى حسين، مدير مكتب الرئيس محمد نجيب، وتبرعت له بملغ ألف جنيه لصالح الجيش المصرى.